تتجه إسرائيل الأربعاء نحو إجراء خامس انتخابات في أقل من أربع سنوات، إذ من المتوقع حلّ البرلمان "الكنيست"، لتنتهي بذلك ولاية رئيس الوزراء نفتالي بينيت التي استمرت عاما كاملا، على أن يتم تنظيم انتخابات جديدة سيسعى خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للعودة إلى الحكم. وتأتي هذه التطورات لتزيد حالة الغموض السياسي، كما أنها تتزامن مع ارتفاع في تكاليف المعيشة وتجدد الجهود الدولية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران. والثلاثاء، صادق النواب الإسرائيليون بالقراءة الأولى على مشروع قانون ينص على حل البرلمان نفسه. وتم تمرير القانون بأغلبية 53 عضوا بعد ساعات من المداولات، من دون معارضة أو امتناع أي من الأعضاء. وقالت هيئة البث الإسرائيلية "تقرّر استكمال التصويت على مشروع القانون حتى منتصف ليل الأربعاء، قبل انتهاء مفعول أنظمة الطوارئ بالضفة الغربية". وتحرك رئيس الوزراء نفتالي بينيت الأسبوع الماضي لحل البرلمان، بعد صراع داخلي جعل ائتلافه الحاكم غير قادر على الحكم. وحدد الكنيست موعدا نهائيا عند منتصف ليل الأربعاء للتصويت النهائي على حله. وفور موافقة الكنيست على الدعوة إلى انتخابات مبكرة، سيستلم وزير الخارجية يائير لابيد المنتمي إلى يسار الوسط السلطة من بينيت، ليصبح رئيس وزراء لحكومة تصريف أعمال ذات صلاحيات محدودة. وحتى مع اختلاف أعضاء الكنيست على موعد محدد للانتخابات وما إذا كانت ستجرى في الخامس والعشرين من أكتوبر أو الأول من نوفمبر، أصبح يهيمن على الحملة بالفعل احتمال عودة نتنياهو الذي شغل المنصب 12 عاما متتالية. وكان لابيد وبينيت قد أنهيا العام الماضي حكم نتنياهو الذي امتد لفترة قياسية بتشكيل ائتلاف نادر من نوعه، يضم أحزابا يمينية وليبرالية وعربية، استمر في الحكم لفترة أطول مما توقع الكثيرون، لكنه انهار في الفترة الأخيرة تحت وطأة خلافات داخلية. وأبدى نتنياهو، زعيم المعارضة في الوقت الحالي، سعادته بنهاية ما وصفه بأنه أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل. ويأمل بالفوز بفترة ولاية سادسة على الرغم من محاكمته في اتهامات بالفساد ينفيها. وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزبه ليكود، لكن شعبيته ما زالت أقل من تحقيق أغلبية حاكمة، على الرغم من دعم أحزاب دينية وقومية متحالفة معه. وقال أعضاء بالكنيست من الكتلة المؤيدة لنتنياهو إنهم يعملون على تشكيل حكومة جديدة قبل حل البرلمان. وهذا الاحتمال، وإن كان يبدو بعيدا، من شأنه أن يحول دون إجراء انتخابات مبكرة. والأسبوع الماضي، مع إعلان لابيد وبينيت عجز تحالفهما عن الاستمرار، قال وزير الخارجية إن عودة نتنياهو المحتملة إلى السلطة تمثل "تهديدا وطنيا". وأضاف "ما يتعين علينا القيام به اليوم هو العودة إلى مفهوم الوحدة الإسرائيلية، وألا ندع قوى الظلام تمزقنا من الداخل". وفي ظل أجواء سياسية متقلبة في إسرائيل، لا تزال مفاجآت اللحظات الأخيرة واردة وقادرة على تغيير التوقعات. وتخشى الأحزاب السياسية الإسرائيلية أن تخسر مقاعدها أو ينتهي بها الأمر خارج البرلمان، لعدم حصولها على نسبة 3.25 في المئة من الأصوات التي تؤهلها لدخول الكنيست. لكن السيناريو الأرجح، وفق ما يتوافر من معطيات، هو التوجه نحو انتخابات جديدة وتنصيب لابيد، مع حلول منتصف ليل الأربعاء، رئيسا للوزراء بموجب اتفاق تقاسم السلطة الذي أبرم مع بينيت العام الماضي عند تشكيل الحكومة. ومع حل البرلمان وتنصيب لابيد، يبقى بينيت رئيس الوزراء المناوب وسيكون مسؤولا عن الملف الإيراني، في حين تعمل إسرائيل على عدم إحياء اتفاق نووي مبرم بين طهران والقوى الكبرى. وإلى جانب منصب رئيس الوزراء، سيحتفظ لابيد بحقيبة الخارجية وسيبدأ الفترة الانتقالية مع زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى القدس بعد أسبوعين تقريبا.
مشاركة :