مهرجان "إسني ن ورغ" الدولي للفيلم الأمازيغي بأغادير يناقش تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية

  • 6/30/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعت إدارة مهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي بأغادير كافة الباحثين والصحافيين النقاد والمهتمين بالدراسات ‏العلمية إلى تقديم مقترحاتهم وبحوثهم ودراساتهم العلمية لنشرها في كتاب جماعي ضمن منشورات ‏المهرجان، وقد اختار المهرجان موضوع “تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية”، محورا لدورته الجديدة وللكتاب الجماعي الذي سينشره. ودأب المهرجان على نشر البحوث الهادفة في الفن السينمائي التي تناقش في كل دورة ثيمة تحددها بشكل مسبق لتستقبل مساهمات الكتاب والنقاد من مختلف الأقطار العربية. كتاب جماعي تمتد قضية المساواة بين المرأة والرجل إلى المجال السينمائي باعتباره حقلا معرفيا يتخذ من الكاميرا أداة لإنتاج المعرفة يعد مهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي محطة فنية وثقافية سنوية منذورة لخدمة الفن السابع والفيلم الأمازيغي بشكل خاص. وعلى مدى أكثر من عشر سنوات، استطاعت هذه التظاهرة مراكمة زخم مهم على مستوى العروض السينمائية التي قدمت أهم التجارب السينمائية المغربية كما العالمية، وقدمت إطلالة هامة على سينما الهامش، علاوة على تقريب الشباب من الأدوات والإمكانات السينمائية عبر مجموعة من التدريبات في مجال الإنتاج السينمائي. وظل المهرجان وفيا لتنظيم سلسلة من الندوات الفكرية الموضوعاتية، مرفوقة بالعديد من الإصدارات والمنشورات الفكرية، كما تم علاوة على ذلك إنتاج أفلام بدعم من صندوق إسني ن ورغ للتضامن. وفي دورته الجديدة يشترط المهرجان أن تتمحور المساهمات في الكتاب الجماعي حول ثيمة “تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية”، وأن تتقيد هذه البحوث والدراسات بشروط النشر الجاري بها العمل، وتقبل الأعمال ‏المكتوبة باللغة الأمازيغية والعربية والفرنسية والإنجليزية.‏ كما تجدر الإشارة إلى أن الكتاب سيصدر قبل فعاليات الندوة الوطنية التي ستقام في نفس الموضوع، ‏وسيتم تقديمه ضمن فعالياتها. كما تشترط إدارة المهرجان أن ترتبط المقالات المقدمة بموضوع أرضية الندوة، وتشدد على أهمية الأصالة والجدية في التعامل مع الموضوع، وذلك باحترام الضوابط والمعايير المتعارف عليها علميا وأكاديميا. السينما والمرأة في بيان المنظمين حول موضوع الدورة الجديدة “تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية”، جاء أن “الفن السينمائي يعتبر من الفنون التي تعالج المواضيع الحساسة عبر العالم، ووسيلة تعبيرية لاستيعاب الفرد أو الجماعة للآخر والمجتمع والكون بشتى تجلياته وتمظهراته الفكرية والنفسية والسلوكية. وقد استقى فن السينما مناهجه من العلوم الإنسانية والاجتماعية وخصوصا علم الاجتماع والتاريخ والأنثروبولوجيا”. كما تعتمد هذه العلوم على السينما، في استخدام الصورة السينمائية للتوثيق والتسجيل والوصف. وأمام هذا التبادل المعرفي بين السينما والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أصبح المبدع يتعامل مع قضايا حساسة، ويتخذ من العلوم التي اهتمت بهذه المواضيع دليلا ينير طريقه لبناء النص الدرامي. وموازاة مع تطور هذين الحقلين (السينمائي والعلمي) ظهرت جملة من النقاشات الفكرية التي تناولت مواضيع حساسة كموضوع “قضية المرأة” ولاسيما الشق المتعلق بـ “الذكورية”، الذي يشكل تحديا كبيرا للمرأة، حتى أصبح هذا الموضوع، موضوعا خاصا بعلم الاجتماع، الذي أنتج مادة معرفية مهمة في مقاربة المسألة الجندرية. لتمتد هذه المسألة إلى المجال السينمائي باعتباره حقلا معرفيا، يتخذ من الكاميرا أداة لإنتاج المعرفة. تواجه المرأة اليوم الكثير من التحديات، سواء كانت صادرة من جنسها أو من الجنس الآخر. فتحول تلك التحديات دون تحقيق ذاتها، حيث تصير بذلك عرضة للتعامل غير اللائق وهضم حقوقها. فالمجتمعات المحافظة تضع المرأة تحت الوصاية والرقابة، ما يشكل حاجزا يمنعها من التقدم في مساراتها. المهرجان يسائل المكتبة الفيلمية الأمازيغية حول الأعمال التي تركز على المرأة وقضيتها المصيرية فإذا كان كل من الأنثى والذكر يولدان بنفس الخصائص الإنسانية والقدرات الذهنية، فإن التنشئة هي التي تحدد مصير كل منهما ككائنات اجتماعية، وهو ما تؤكد عليه الكاتبة والمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار في مقولتها الشهيرة “لا نولد نساء وإنما نصير كذلك”. ويتساءل منظمو المهرجان هل امتدت هذه الفكرة إلى المجال السينمائي بشكل عام؟ باعتباره مجالا خصبا لاستقراء وضعية المرأة، ووضع الأصبع على الممارسة النسائية في السينما الأمازيغية بشكل خاص وتمثلاتها في الشاشة ودلالاتها الفنية والثقافية والرمزية والتاريخية وصورتها المسوقة عبر المادة الدرامية. وقد مكنت القصص الواقعية والمتخيلة السينما من استلهام مادتها الدرامية، التي تبنى في قالب فني متفاوت في الإبداعية. ما يزود الشاشة بمادة درامية، موجهة إلى جمهور عريض متباين في الوعي بقضية المرأة، ومختلف في نظرته إليها. وبعد صدور فيلم “تامغارت ن وورغ” لمخرجه الحسين بيزكارن، الذي يعطينا عنوانه انطباعا عن تناوله لقضية المرأة، أصبح لزاما علينا اليوم مساءلة التراكم الكمي والنوعي في هذا المجال المؤلف من مئات الأفلام، واستقراء مدى مقاربته لهذا الموضوع. كما صار واجبا علينا مساءلة المكتبة الفيلمية الأمازيغية، حول الأعمال التي تركز على المرأة وقضيتها المصيرية كمركز للحكاية الدرامية. فهل للمرأة دور أساسي في النهوض بقضيتها أم أنها مساهمة في تكريس الذكورية المرتبطة بالنسق الاجتماعي العام؟. وأضاف البيان “انطلاقا من مبدأ؛ أن السينما باعتبارها فنا وثقافة لها القدرة على القطع مع السلوكيات الماضوية وخلق تطور حقيقي في العلاقة بين الجنسين وفي أدوارهما في المجال السينمائي. يحق لنا إحاطة الإنتاج السينمائي بالفحص والتحليل، لسبر أغواره، والتنقيب عن هذه التمثلات سواء كانت إيجابية أو سلبية. باعتبار قضية المرأة قضية جوهرية في المجتمعات المتقدمة والتي تسير نحو التقدم. كما يحق لنا أيضا مساءلة السينما الأمازيغية عن موقع المرأة ذات البشرة السوداء والمرأة المشاركة في المقاومة والشخصيات التاريخية في منتوجها الفني”. ويلفت البيان إلى أنه حتى على مستوى بلاطو التصوير يمكننا التساؤل حول توزيع الوظائف بين الجنسين؛ هل يتميز بالإنصاف والمساواة واعتماد الكفاءة والمهارات؟ أم أنه لا يتعدى إعادة إنتاج نفس النسق، من خلال التكريس لسلوكيات الماضي الملتصقة بالذهنية السائدة، والتي تصنف المرأة في خانة الدونية والرضوخ، وعدم اعتبارها عنصرا تنمويا مهما أو فاعلا. وربط وجودها بالصور النمطية المترسبة في المجتمع عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية، كتوزيع العمل والمسؤوليات بصورة نمطية، وتوزيع أدوات اللعب، إذ تخصص للذكور ألعاب تنم عن الحس بالتفوق والمسؤولية والفحولة. وعلى عكس ذلك تخصص للأنثى أدوات عبارة عن دمى رضع وأواني مطبخية. ويختم البيان أنه أمام هذا الوضع، الذي يتسم باحتكار الرجل للإنتاج السينمائي يصعب الحديث عن نساء راكمن تجارب في الإنتاج السينمائي. متسائلا ما هي الأسباب التي حالت دون ذلك؟ وما هي تمثلات المرأة في المجال السينمائي قبل إنتاج العمل السينمائي وما بعده؟

مشاركة :