«الناتو» يعزز وجوده على أبواب روسيا.. وموسكو تندد

  • 6/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قررت دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» خلال قمة مهمة في مدريد، أمس، تعزيز وجودها العسكري على أبواب روسيا، وإطلاق آلية التوسيع لضم السويد وفنلندا، في خطوة اعتبرتها موسكو «عدائية» و«مزعزعة للاستقرار». وأعلن الأمين العام لحلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ عند افتتاح النقاشات التي يشارك فيها كل قادة الحلف، وتختتم أعمالها اليوم، أن الحلف «في لحظة محورية» من تاريخه. خلال هذه القمة التي اعتمد خلالها الحلف خريطة طريق استراتيجية جديدة بعد مراجعة تلك المعتمدة منذ 2010 للمرة الأولى، ندد قادة الحلف بالعمليات العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا، وتعهدوا بتقديم مزيد من الدعم لكييف. وقال ستولتنبرغ: «أوكرانيا يمكن أن تعتمد علينا طالما لزم الأمر». كما اعتبر الحلف أن الصين تشكل «تحدّياً لمصالح» دول الناتو و«أمنها». وهذا اللقاء بعد أكثر من أربعة أشهر على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير سيصادق على تعزيز الوجود العسكري على الضفة الشرقية للأطلسي، الذي سيرفع من جانب آخر عدد القوات في حالة الجهوزية العالية إلى أكثر من 300 ألف عسكري. وقال ستولتنبرغ: «إنها إعادة التنظيم الأكبر لدفاعنا الجماعي منذ الحرب الباردة». وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، متحدثاً عبر الفيديو أمام قادة الحلف، دعماً إضافياً لإفساح المجال أمام كييف لمواجهة القوات الروسية. وقال زيلينسكي: «لكي نكسر هيمنة المدفعية الروسية، نحن بحاجة إلى كثير من هذه الأنظمة الحديثة من هذه المدفعية الحديثة»، مشيراً إلى أن كييف بحاجة إلى «حوالي 5 مليارات دولار شهرياً» لتأمين دفاعها. في موازاة ذلك أعلنت النرويج، أمس، عن إرسال ثلاث بطاريات قاذفات صواريخ بعيدة المدى من نوع «إم إل آر إس». وأعلن وزيرا الدفاع الألماني والهولندي عن تسليم ست قاذفات صواريخ إضافية. وتشكل قمة مدريد أيضاً فرصة لإطلاق عملية انضمام السويد وفنلندا اللتين قررتا الانضمام إلى الحلف بعد حياد تقليدي استمر لفترة طويلة. واتفق قادة حلف شمال الأطلسي على دعوة فنلندا والسويد رسمياً للانضمام إلى الحلف، بعدما أبرمت تركيا اتفاقاً مع الدولتين الاسكندنافيتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما، كما أفاد بيان. وأوضح بيان عن قمة التحالف في مدريد، «قررنا دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ووافقنا على توقيع بروتوكولات الانضمام». وكانت تركيا العضو في الحلف منذ 1952 تعطل انضمام البلدين، متهمة خصوصاً ستوكهولم وهلسنكي بإيواء ناشطين من حزب «العمال الكردستاني»، الذي تعتبره أنقرة «منظمة إرهابية». لكن بعد اجتماعات طويلة على هامش القمة، أعطت تركيا الضوء الأخضر لدخول هذين البلدين إلى الحلف. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه حصل على «تعاون كامل» في مكافحة حزب العمال الكردستاني. وأعلنت تركيا أنها ستطالب فنلندا والسويد بتسليمها 33 شخصاً ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني وحركة فتح الله غولن، اللذين تعتبرهما إرهابيين. من جهته، اعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أمس، أن قمة «الناتو» في مدريد تؤكد «عدائية» الحلف حيال روسيا، واصفاً توسيع عضويته إلى فنلندا والسويد بأنه خطوة «مزعزعة للاستقرار إلى حد كبير». وأضاف لوكالات الأنباء الروسية، أن «قمة مدريد تعزز مسار الاحتواء العدواني الذي ينتهجه الحلف حيال روسيا». كما قال ريابكوف، إن بلاده ليست «خائفة» من إعلان الرئيس الأميركي تعزيز الوجود العسكري الأميركي في أوروبا، على خلفية توترات شديدة مع موسكو.

مشاركة :