كشفت لجنة الأطباء المركزية في السودان عن سقوط أربع ضحايا جدد بعد ثمانية أشهر من حركة الاحتجاجات ضد انقلاب تشرين الأول/أكتوبر. وفيما يحكم الجيش قبضته على البلاد تتعرض حركة الاحتجاجات لقمع دامٍ مع قطع متواصل للإنترنت. لجنة أطباء السودان المركزية: بلغ عدد قتلى المظاهرات المنددة بالانقلاب حتى 30 حزيران/يونيو107 إنسان قُتل متظاهران آخران الخميس (30 حزيران/يونيو 2022) في احتجاجات على الانقلاب العسكري في مدينة أم درمان بضاحية الخرطوم، وفق ما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، ما يرفع عدد المحتجّين الذين قُتلوا اليوم إلى أربعة. وبذلك يرتفع العدد الكلي للقتلى الذين "أحصتهم اللجنة (...) إلى 107"، منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام ضد الانقلاب الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر. ويتظاهر الآلاف الخميس مطالبين بإنهاء الحكم العسكري فيما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم وقطعت خدمة الإنترنت. وعشية الاحتجاجات، قتلت قوات الأمن السودانية متظاهرا خلال مسيرات نظمت مساء الأربعاء. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن المتظاهر توفي بعد أن أصيب "برصاصة في الصدر" خلال مسيرات في شمال الخرطوم. رغم كل شيء، هتف المتظاهرون الخميس في الضاحية الشمالية الشرقية للخرطوم "الشعب يريد إسقاط البرهان" و"لو مُتنا كلنّا، ما يحكمنا العسكر"، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. وحمل البعض لافتات تطالب بالقصاص لمن قتلوا في الاحتجاجات السابقة فيما هتف اخرون "يا برهان ارجع ثكناتك يا برهان سلم شركاتك!" في إشارة إلى الأصول الاقتصادية للجيش السوداني. وكان الناشطون المنادون بالديموقراطية وعدوا بتظاهرات حاشدة لإرغام الجيش على إعادة السلطة إلى المدنيين، بعد انقلاب تشرين الأول/اكتوبر الذي أدى الى تفاقم الازمة السياسية والاقتصادية، وذلك خلال يوم يحمل رموزًا كثيرة في هذا البلد الواقع في شرق إفريقيا. ففي 30 حزيران/يونيو، تُصادف ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير على الحكومة المنتخبة ديموقراطيا بمساندة الاسلاميين عام 1989، وكذلك ذكرى التجمّعات الحاشدة عام 2019 التي دفعت الجنرالات على إشراك المدنيين في الحكم بعدما كانوا قد أطاحوا البشير. وكما في كل مرّة يُدعى فيها للتظاهر، كان من الصعب جدًا الوصول إلى خدمة الانترنت والاتصالات، وانتشرت قوات الأمن في شوارع الخرطوم وضواحيها، وفق ما أفاد صحافيون في فرانس برس. وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في العاصمة الخرطوم وحولها من مدن، على الرغم من رفع حالة الطوارئ التي فرضت عقب الانقلاب. وتشهد العاصمة السودانية والمناطق المجاورة لها احتجاجات شبه أسبوعية. وتعاني البلاد من أزمة سياسية واقتصادية تتفاقم باضطراد منذ الانقلاب. وقالت قوى الحرية والتغيير، التحالف المدني الذي انقلب عليه البرهان، في دعوتها إلى تظاهرات الخميس إن "30 حزيران/يونيو طريقنا لإسقاط الانقلاب وقطع الطريق أمام أي بدائل وهمية"، داعية المحتجين الى "المشاركة بفعالية" في التظاهرة. ودعا ناشطون مؤيدون للديموقراطية على مواقع التواصل الاجتماعي الى احتجاجات تحت وسم "مليونية زلزال 30 يونيو". وخرجت تظاهرات في الخرطوم وجوارها للدعوة إلى الاحتجاجات الحاشدة في هذا اليوم. ودعا فولكر بريتيس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان السلطات الثلاثاء إلى تجنب العنف في مواجهة الاحتجاجات. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر "لن يتم التسامح مع العنف ضد المتظاهرين". وأنهى انقلاب تشرين الاول/أكتوبر الفترة الانتقالية الهشة التي تلت إطاحة نظام البشير في 2019. وتأتي احتجاجات الخميس وسط جهود مكثفة لكسر جمود الوضع السياسي منذ الانقلاب. وخلال الأسابيع الأخيرة، مارست كل من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد)، ضغوطا لإجراء حوار مباشر بين العسكريين وتحالف قوى الحرية والتغيير الذي رفض ذلك. ووصفت قوى الحرية والتغيير الحوار بأنه "حل سياسي مزيف يضفي شرعية على الانقلاب". كما غاب عن دعوة الحوار حزب الامة أكبر الاحزاب السودانية إضافة الى لجان المقاومة في الأحياء السكنية، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال الاحتجاجات التي أطاحت البشير بين 2018 و2019 ثم قادت التظاهرات ضد انقلاب البرهان. وقال محمد بلعيش سفير الاتحاد الافريقي لدى الخرطوم الأسبوع الماضي إن "الحوار عملية غير شفافة وغامضة". وحذرت الأمم المتحدة من أن تعمق الأزمة السياسية والاقتصادية يهدد ثلث سكان البلاد بنقص في الغذاء. خ.س/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :