مدريد - قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس إنه سيلتقي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد خلال زيارة للمملكة الشهر المقبل، لكن الغرض من زيارته ليس الضغط عليهما لزيادة إنتاج النفط لكبح ارتفاع الأسعار. ولدى سؤاله في مؤتمر صحفي في إسبانيا عما إذا كان سيطلب من القادة السعوديين زيادة إنتاج النفط، قال بايدن "لا"، مضيفا أنه أوضح أنه يتعين على جميع دول الخليج زيادة إنتاج النفط بشكل عام وليس السعودية على وجه الخصوص. وصرح بايدن للصحفيين "أوضحت لهم أنني أعتقد بأنه ينبغي لهم زيادة إنتاج النفط بشكل عام وليس السعوديين تحديدا". وسعى البيت الأبيض إلى التقليل من شأن أي محادثات مباشرة بين بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووصف الزيارة المرتقبة إلى الرياض بأنها اجتماع مع زعماء دول الخليج. وبعد أسابيع من توليه منصبه العام الماضي، غير بايدن سياسة الولايات المتحدة تجاه السعودية، واتخذ موقفا أكثر صرامة بعد مقتل الصحفي السعودي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018. وقالت المخابرات الأميركية إن ولي العهد متورط في جريمة القتل لكن الحكومة السعودية نفت ذلك، بينما شككت دول غربية ومسؤولون أميركيون أيضا في تقرير "سي اي ايه" وقالوا إنه يستند إلى استنتاجات ولا يستند إلى أدلة وأنه اعتمد على تقارير إعلامية. وعندما كان مرشحا رئاسيا، قال بايدن إنه يريد أن يجعل السعودية "منبوذة". ومع ذلك، أدت محاولاته لخفض أسعار البنزين التي ارتفعت ارتفاعا قياسيا هذا العام إلى تعقيد الموقف.وحثت إدارة بايدن الدول المنتجة للنفط على زيادة الإنتاج لتعويض الخسائر الناجمة عن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. وكان الرئيس الأميركي قد قال الأسبوع الماضي إنه لن يعقد اجتماعا ثنائيا مع ولي العهد السعودي خلال جولته في المنطقة في يوليو/تموز بل سيراه فحسب في إطار "اجتماع دولي" أوسع. وقال للصحفيين حينها ردا على سؤال حول الطريقة التي سيتناول بها قضية مقتل الصحفي خاشقجي خلال زيارته للسعودية "لن أجتمع مع محمد بن سلمان. أنا ذاهب إلى اجتماع دولي وهو سيكون جزءا منه". وأوردت وكالة الأنباء السعودية وقتها أن بايدن سيلتقي خلال زيارته المملكة "بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء". وأوضحت الوكالة أن اللقاء سيتناول البحث في "أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم". وشدّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار على أن اللقاء مع محمد بن سلمان هامشي وليس محور التركيز. وقالت "سيلتقي الرئيس أكثر من 12 قائد دولة خلال رحلته"، مضيفة "يمكن أن نتوقع أن يلتقي الرئيس ولي العهد أيضا".
مشاركة :