روسيا تنسحب من جزيرة الثعبان الاستراتيجية بالبحر الأسود

  • 7/1/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انسحبت القوات الروسية اليوم الخميس من جزيرة الثعبان، وهي موقع استراتيجي في البحر الأسود، فيما يعد نصرا لأوكرانيا يمكن أن يخفف من الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية. وقالت روسيا إنها قررت الانسحاب من الجزيرة "في بادرة على حسن النوايا" كي تظهر أن موسكو لا تعرقل جهود الأمم المتحدة لفتح ممر إنساني يسمح بشحن الحبوب إلى خارج أوكرانيا. وقالت أوكرانيا إنها طردت القوات الروسية بعد هجوم شنته الليلة الماضية بالمدفعية والصواريخ. وكتب أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على تويتر "لم تعد هناك قوات روسية في جزيرة الثعبان. قامت قواتنا المسلحة بعمل رائع". وفي دعم آخر للصراع الأوكراني من أجل صد الغزو الروسي، قالت الولايات المتحدة إنها ستقدم لكييف أسلحة ومساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار. وقال الرئيس الأمريكي، بعد قمة لحلف شمال الأطلسي في مدريد، إن واشنطن وحلفاءها في الحلف متحدون في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف بايدن في مؤتمر صحفي "لا أعرف كيف ستنتهي الأمور، لكن النهاية لن تكون انتصار روسيا على أوكرانيا... سنستمر في دعم أوكرانيا مهما طال الوقت". جاءت استعادة جزيرة الثعبان بعدما ظهر على مدى أسابيع أن الكفة في الصراع المستمر منذ أربعة أشهر تميل لصالح روسيا، التي ركزت على الاستيلاء على المدن والبلدات في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا. ونشر الجيش الأوكراني صورة جوية على فيسبوك لما بدا أنها الجزيرة ويتصاعد منها أعمدة دخان أسود. وقال "أخلى العدو على عجل من تبقى من القوات في زورقين سريعين وربما ترك الجزيرة. في الوقت الحالي النيران تلتهم جزيرة الثعبان وأصوات الانفجارات تدوي". وقال البريجادير جنرال أولكسي هروموف إن القوات الأوكرانية لم تحتل الجزيرة بعد لكنها ستفعل. وتشرف الجزيرة على ممرات بحرية تؤدي إلى أوديسا، الميناء الأوكراني الرئيسي على البحر الأسود، حيث تمنع روسيا خروج شحنات الغذاء من واحدة من أكبر موردي الحبوب في العالم. وجذبت جزيرة الثعبان انتباه العالم بعدما استولت عليها روسيا في اليوم الأول من الحرب. وقال روب لي من معهد أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة إن "العامل الأكثر أهمية هو أن ذلك ربما يفتح الباب أمام تصدير الحبوب الأوكرانية من أوديسا، وهو ما يشكل أهمية كبيرة للاقتصاد الأوكراني وإمدادت الغذاء العالمية". ويعد رفع الحصار هدفا رئيسيا للغرب. واتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن روسيا بأنها تمارس "الابتزاز" عن طريق تعمد إثارة أزمة جوع في العالم. وتنفي روسيا حصار الموانئ وتُرجع السبب في نقص الغذاء إلى العقوبات الغربية التي تقول إنها حدت من صادراتها. وقال بوتين اليوم الخميس "لا نمنع تصدير الحبوب الأوكرانية. الجيش الأوكراني زرع ألغاما في الطرق المؤدية إلى موانئهم ولا أحد يمنعهم من تطهير هذه الألغام ونحن نضمن سلامة شحن الحبوب من هناك". وقال عدة خبراء عسكريين إن إخراج الروس من جزيرة الثعبان لن يكون كافيا في حد ذاته لرفع الحصار عن الموانئ. وقال ماركوس فوكنر، أستاذ دراسات الحرب بجامعة كينجز كوليدج في لندن "هل يعني هذا أن الحبوب ستبدأ في التدفق فجأة؟ لا. ليس حقا". وأشار إلى أن الألغام لا تزال منتشرة بالموانئ وأن روسيا لا يزال بإمكانها اعتراض سفن الشحن بالبحر. وتدافع روسيا عن الجزيرة منذ فبراير شباط رغم مزاعم أوكرانيا بأنها ألحقت أضرارا بالغة بالجانب الروسي وأغرقت سفن إمداد ودمرت تحصينات روسية. وجعلت الأسلحة الجديدة، التي أرسلها الغرب، القوات الروسية أكثر عرضه للخطر، ومن بين هذه الأسلحة النظام الصاروخي (هيمارس) الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا وبدأت استخدامه ميدانيا الأسبوع الماضي. وقال لي إن انسحاب روسيا من الجزيرة كان "على الأرجح نتيجة ملموسة للأسلحة التي سلمها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا". وحذر ماتيو بوليج من مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن من أن الخطوة الروسية ربما تستهدف إخلاء بعض العتاد المنتشر على الجزيرة لتعزيز قواتها في أماكن أخرى على ساحل البحر الأسود. وقال "لا يجب أن ننخدع بهذا الأمر... ربما سيكون هناك شعور بالارتياح قصير الأمد لكن سيكون هناك ألم على المدى البعيد". وقالت السلطات الأوكرانية إنها تحاول إخلاء من تبقى من السكان من مدينة ليسيتشانسك حيث تعتقد أن نحو 15 ألف شخص ما زالوا هناك. وتحاول القوات الروسية تطويق المدينة منذ استيلائها على سيفيرودونيتسك، الواقعة على الجهة المقابلة من نهر سيفرسكي دونتس، الأسبوع الماضي بعد معارك شرسة استمرت أسابيع. وقال حاكم المنطقة سيرهي جايداي للتلفزيون الأوكراني "القتال مستمر بدون توقف. الروس يواصلون الهجوم". وقال مسؤول من الإدارة الانفصالية الموالية لروسيا في المنطقة لوكالة الإعلام الروسية إن روسيا والقوات الموالية لها تسيطر بالكامل الآن على مصفاة النفط في ليسيتشانسك وعلى كل الطرق المؤدية للمدينة أيضا. وتقول أوكرانيا إنه لا يمكن المرور على أجزاء كبيرة من الطريق الرئيسي بسبب القتال، لكن السبل لم تنقطع تماما عن المدينة. وعلى الرغم من التخلي عن الأرض وتكبد خسائر في دونباس خلال الأسابيع الأخيرة، تأمل أوكرانيا في إلحاق مزيد من الأضرار بروسيا لاستنزاف جيشها. وتكثف القوات الأوكرانية هجماتها المضادة في الجنوب حيث أعلن انفصاليون موالون لروسيا عن استعدادهم للتصويت لصالح انضمامهم لها. وفي مدريد أعاد زعماء حلف شمال الأطلسي صياغة استراتيجية الحلف على أسس الحرب الباردة مرة أخرى، وأعلنوا أن روسيا هي الخصم الرئيسي للحلف وكشفوا عن خطط لوضع 300 ألف فرد من القوات على أهبة الاستعداد. ودعا التحالف فنلندا والسويد للانضمام إليه ووعد زعماء الحلف بتقديم مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا بما في ذلك تعهد بايدن بتقديم 800 مليون دولار بالإضافة إلى أكثر من 6.1 مليار دولار كانت الولايات المتحدة قد أعلنت عنها منذ غزو القوات الروسية لأوكرانيا. وعرضت بريطانيا تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 1.2 مليار دولار تشمل أنظمة دفاع جوي.

مشاركة :