مقتل خمسة متظاهرين أثناء احتجاجات حاشدة ضد العسكر في السودان

  • 7/1/2022
  • 01:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم‭ ‬–‭ ‬الوكالات‭: ‬قُتل‭ ‬خمسة‭ ‬متظاهرين‭ ‬امس‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬بضاحية‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬لجنة‭ ‬أطباء‭ ‬السودان‭ ‬المركزية،‭ ‬أثناء‭ ‬احتجاجات‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬السودانيين‭ ‬مطالبين‭ ‬بإسقاط‭ ‬نظام‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬العسكري،‭ ‬قائد‭ ‬تحرك‭ ‬أكتوبر‭ ‬الذي‭ ‬أغرق‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬العنف‭ ‬وفي‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬خطيرة‭. ‬ يتظاهر‭ ‬السودانيون‭ ‬كلّ‭ ‬أسبوع‭ ‬تقريبًا‭ ‬ضد‭ ‬العسكريين‭ ‬لكن‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬شهد‭ ‬سقوط‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المتظاهرين‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭. ‬ وأعلنت‭ ‬لجنة‭ ‬الأطباء‭ ‬المؤيدة‭ ‬للديموقراطية‭ ‬مقتل‭ ‬خمسة‭ ‬متظاهرين‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬أُصيب‭ ‬ثلاثة‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬‮«‬برصاص‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬الصدر‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬في‭ ‬الرأس‮»‬‭.  ‬ وأضافت‭ ‬اللجنة‭ ‬‮«‬يرتفع‭ ‬بهذا‭ ‬العدد‭ ‬الكلي‭ ‬لشهداء‭ ‬شعبنا‭ ‬إلى‭ ‬108‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬بانتظام‭ ‬ضد‭ ‬التحرك‭ ‬الذي‭ ‬نفّذه‭ ‬البرهان‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬أكتوبر‭. ‬ وندّدت‭ ‬اللجنة‭ ‬بإطلاق‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬قنابل‭ ‬‮«‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الخرطوم‭ ‬ومنع‭ ‬عربة‭ ‬الإسعاف‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬المستشفى‮»‬‭. ‬ وعشية‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬قتلت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬السودانية‭ ‬متظاهرا‭ ‬خلال‭ ‬مسيرات‭ ‬نظمت‭ ‬مساء‭ ‬الأربعاء‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الخرطوم،‭ ‬إثر‭ ‬إصابته‭ ‬‮«‬برصاصة‭ ‬في‭ ‬الصدر‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬اللجنة‭. ‬ وهتف‭ ‬المتظاهرون‭ ‬أمس‭ ‬‮«‬الشعب‭ ‬يريد‭ ‬إسقاط‭ ‬البرهان‮»‬‭ ‬و«لو‭ ‬مُتنا‭ ‬كلنّا،‭ ‬ما‭ ‬يحكمنا‭ ‬العسكر‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬صحفيون‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬ وكان‭ ‬الناشطون‭ ‬المنادون‭ ‬بالديموقراطية‭ ‬وعدوا‭ ‬بتظاهرات‭ ‬حاشدة‭ ‬لإرغام‭ ‬الجيش‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬المدنيين،‭ ‬بعد‭ ‬تحرك‭ ‬اكتوبر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬تفاقم‭ ‬الازمة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬يحمل‭ ‬دلالات‭ ‬رمزية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭. ‬ ففي‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬تُصادف‭ ‬ذكرى‭ ‬انقلاب‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬السابق‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬المنتخبة‭ ‬ديموقراطيا‭ ‬بمساندة‭ ‬الاسلاميين‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬وكذلك‭ ‬ذكرى‭ ‬التجمّعات‭ ‬الحاشدة‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬الجنرالات‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬بعدما‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬أطاحوا‭ ‬البشير‭.  ‬ وكما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرّة‭ ‬يُدعى‭ ‬فيها‭ ‬للتظاهر،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدًا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬الانترنت‭ ‬والاتصالات،‭ ‬وانتشرت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬الخرطوم‭ ‬وضواحيها،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬صحافيون‭ ‬في‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭.  ‬وشددت‭ ‬السلطات‭ ‬الإجراءات‭ ‬الامنية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الخرطوم‭ ‬وحولها‭ ‬من‭ ‬مدن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عقب‭ ‬تحرك‭ ‬العسكر‭. ‬ وتشهد‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية‭ ‬والمناطق‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭ ‬احتجاجات‭ ‬شبه‭ ‬أسبوعية‭. ‬ وتعاني‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬تتفاقم‭ ‬باضطراد‭ ‬منذ‭ ‬إجراءات‭ ‬العسكر‭. ‬ وقالت‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير،‭ ‬التحالف‭ ‬المدني‭ ‬الذي‭ ‬انقلب‭ ‬عليه‭ ‬البرهان،‭ ‬في‭ ‬دعوتها‭ ‬إلى‭ ‬تظاهرات‭ ‬أمس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬30‭ ‬يونيو‭ ‬طريقنا‭ ‬لإسقاط‭ ‬الانقلاب‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬بدائل‭ ‬وهمية‮»‬،‭ ‬داعية‭ ‬المحتجين‭ ‬الى‭ ‬‮«‬المشاركة‭ ‬بفعالية‮»‬‭ ‬في‭ ‬التظاهرة‭. ‬ ودعا‭ ‬ناشطون‭ ‬مؤيدون‭ ‬للديموقراطية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الى‭ ‬احتجاجات‭ ‬تحت‭ ‬وسم‭ ‬‮«‬مليونية‭ ‬زلزال‭ ‬30‭ ‬يونيو‮»‬‭. ‬ ودعا‭ ‬فولكر‭ ‬بريتيس‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬للامين‭ ‬العام‭ ‬للامم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالسودان‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إلى‭ ‬تجنب‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الاحتجاجات‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬الرسمي‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يتم‭ ‬التسامح‭ ‬مع‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المتظاهرين‮»‬‭.‬ وأتت‭ ‬احتجاجات‭ ‬أمس‭ ‬وسط‭ ‬جهود‭ ‬مكثفة‭ ‬لكسر‭ ‬جمود‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬منذ‭ ‬الانقلاب‭. ‬ وخلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مارست‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬ومجموعة‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬ووسط‭ ‬افريقيا‭ ‬للتنمية‭ (‬إيجاد‭)‬،‭ ‬ضغوطا‭ ‬لاجراء‭ ‬حوار‭ ‬مباشر‭ ‬بين‭ ‬العسكريين‭ ‬وتحالف‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬ذلك‭. ‬ ووصفت‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭ ‬الحوار‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬مزيف‭ ‬يضفي‭ ‬شرعية‭ ‬على‭ ‬الانقلاب‮»‬‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يلب‭ ‬دعوة‭ ‬الحوار‭ ‬حزب‭ ‬الامة‭ ‬أكبر‭ ‬الاحزاب‭ ‬السودانية‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬لجان‭ ‬المقاومة‭.‬

مشاركة :