رئيس هيئة التفاوض السورية لـ«عكاظ»: الأسد لن يخرج من عباءة إيران

  • 7/1/2022
  • 03:31
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وصف رئيس هيئة المفاوضات السورية الدكتور بدر جاموس، الحديث عن حكومة وحدة وطنية مع النظام السوري، بأنه «استهلاكي» وتم طرحه على المعارضة منذ 2014، مؤكدا أنه لا حل في سورية إلا عبر القرارات الأممية وعلى رأسها القرار 2254.وثمن جاموس في حوار لـ«عكاظ» دور السعودية في دعم المعارضة السورية، وقال إن المعارضة جاهزة للتشاور مع الرياض للدفع بالملف السوري على قاعدة الحل السياسي، منوها بأن مركز الملك سلمان للإغاثة له أياد بيضاء في دعم اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان.وأكد أن النظام السوري لن يخرج من العباءة الإيرانية مهما ادعى، متهما النظام الإيراني بتدمير المجتمع السوري وتشريد وارتكاب المجازر ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل في سورية.. وإلى التفاصيل:• تترأس الآن هيئة مشلولة وغير فعالة.. ما أولوياتك وكيف تقود المرحلة؟•• ليس دقيقا أن هيئة التفاوض مشلولة، صحيح أن هناك إشكاليات ضمن هيئة المفاوضات ونتحمل هذه المسؤولية كمعارضة، ولكن في النهاية لا بد من مقاربات داخل المعارضة بحيث يمكننا من إعادة تفعيل هيئة التفاوض بمساعدة عدد من الدول؛ وعلى رأسها السعودية التي تعد من أبرز الداعمين للمعارضة، وهناك مشروع من أجل إعادة تفعيل الهيئة وعنوانه ترتيب البيت الداخلي.• كيف ستقوم بترتيب البيت الداخلي، وما برنامجك؟•• النوايا الحسنة دائما ما تكون متوفرة في قيادات المعارضة، ولكن هذه النوايا وحدها لا تكفي، لا بد من تنازلات داخل قوى المعارضة للوصول إلى جسم سياسي قوي وموحد، وقبل أن أتولى رئاسة الهيئة لمست مع معظم قوى المعارضة رغبة في العمل داخل هيئة التفاوض، وأن تكون أقوى مما سبق، وهذا ما شجعني أن أكون في رئاسة الهيئة.وأنا قدمت برنامجي خلال الاجتماع الانتخابي، وكان وفق ثلاثة محاور؛ الأول ترتيب البيت الداخلي الذي سيكون العمل عليه داخل هيئة التفاوض، والتحرك على مستوى شخصيات المعارضة الوطنية، وهذا عمل مهم بأن نجمع هذه الشخصيات والقوى الوطنية التي اعتكفت العمل السياسي، وهؤلاء يجب جمعهم ضمن هيئة استشارية تمكن المعارضة من العمل على إيجاد حلول للوضع السوري، فهيئة التفاوض وحدها لا تكفي، ولا بد من وجود قوى داعمة ليس فقط لهيئة التفاوض بل دعم الحل السياسي.ثانيا: التحرك على المحور العربي، والتواصل مع الدول العربية جميعا، وهذا أيضا من أولوياتنا في الهيئة، فالأزمة السورية لها بعد عربي وإقليمي ونحن نحتاج للبعد العربي، وخصوصا المملكة التي تأسست فيها هيئة المفاوضات في الرياض، فالعودة إلى الرياض هي العنوان القادم.أما المحور الثالث فهو وحدة السوريين من أجل الظهور متماسكين أمام أشقائنا العرب والمجتمع الدولي، ويتزامن هذا مع تحرك دولي، ويجب ألا ننتظر التحرك الدولي نحن يجب أن نقود ثورتنا، من أجل سورية ديموقراطية موحدة آمنة في داخلها ولا تشكل خطرا على أي أحد.. ونعول في هذا البرنامج على الدور السعودي في المرحل القادمة.الرياض.. الوجهة القادمة• هذا يعني أن أول زيارة لك إلى الرياض؟•• بالطبع المملكة العربية السعودية هي أولوية بالنسبة لنا، خصوصا أن هيئة التفاوض مقرها الرياض، ونحن جاهزون للتشاور مع المملكة لوضع بوصلة سياسية بالتعاون مع الدول المهتمة بالملف السوري ومنها تركيا، خصوصا في هذه المرحلة الإيجابية على مستوى العلاقات العربية التركية.• ما مظاهر الدعم السعودي للمعارضة؟•• منذ بداية الثورة السورية لم تدخر السعودية أي جهد لدعم المعارضة، وباعتباري جزءا من المعارضة وشاهدا على المسار السياسي، فلا يوجد أي محفل دولي إلا وتكون المملكة داعما وسندا للشعب السوري.وعلى المستوى الإنساني، فإن مركز الملك سلمان للإغاثة له أياد بيضاء في دعم اللاجئين السوريين أينما كانوا في الأردن وتركيا ولبنان.وحتى الآن بلغت مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة أكثر من 327 مليون دولار للاجئين السوريين في كل القطاعات الصحية والإيواء والتعليم والأمن الغذائي، فيما بلغ عدد المشاريع ما يقارب 256 مشروعا، وهذا النوع من الدعم يحظى باحترام كل الشعب السوري.• البعض يقول لا أهمية لهيئة التفاوض في ظل عمل اللجنة الدستورية التي تعمل بلا نتيجة؟•• الحالة السورية الآن على المستوى الدولي، وخصوصا بعد مؤتمر الرياض أصبحت أمام عنوانين (النظام السوري مقابل هيئة التفاوض)، بمعنى هناك مظلتان لا ثالث لهما في الحل السياسي السوري، واللجنة الدستورية أصلا منبثقة عن هيئة التفاوض وهي مسار من مسارات هيئة التفاوض، ومن هنا تأتي أهمية اللجنة الدستورية.وعندما دخلنا في المسار الدستوري بعد انسداد المفاوضات على مدى خمس سنوات من دون نتيجة، ورفض النظام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالي ذهبنا إلى اللجنة الدستورية، على أن يتم العمل على باقي المسارات وخصوصا هيئة الحكم الانتقالي وتحقيق بيئة آمنة ومحايدة.. ودعني القول إن مسار اللجنة الدستورية يبقي الملف على طاولة الدول والضغط على الدول من أجل فتح باقي السلال وتحديد مدة زمنية للجنة الدستورية.مشاركة النظام.. أمر مرفوض• هل ستذهبون إلى حكومة مشتركة مع النظام السوري؟•• لو أرادت المعارضة أن تكون في حكومة مشتركة أو ما يسمى حكومة وحدة وطنية، لقبلت هذا الطرح منذ عام 2014، وطرح على العديد من المعارضين السوريين مثل هذه الطروحات ولم يقبل أحد، لم يعد مقبولا بعد كل هذه التضحيات للشعب السوري والقتل والتشريد أن يقبل أي معارض سوري بهذا الطرح وعلى رأسهم هيئة التفاوض.. حتى المعارضون خارج هيئة التفاوض والائتلاف لم يقبلوا بهذا الطرح، ولا أحد يستطيع أن يغامر بمثل هذا الطرح.• هل يمكن أن تكون إيران جزءا من الحل في سورية؟•• إيران منذ البداية كانت ولا تزال جزءا من المشكلة هي وحزب الله والمليشيات الرديفة، وهي الآن تتوغل داخل أجهزة النظام السوري بعمق وتكاد تسيطر على النظام بنسبة كبيرة، في الجيش والاستخبارات ومؤسسات الدولة، وباعتقادنا أن النظام السوري لا يمكنه الخروج من العباءة الإيرانية.. إيران دمرت سورية ونحن نخشى على سورية المزيد من التمزق بسبب النفوذ الإيراني.. ومن هنا نتطلع إلى الدور العربي والخليجي من أجل التخلص من النفوذ الإيراني في سورية.• هناك طرح للحوار بين مناطق سيطرة قسد ومناطق سيطرة المعارضة لتشكيل جسم معارض واحد ضد النظام ما هي واقعية هذا الطرح؟•• دعني أقول أولا إننا في هيئة التفاوض وكمعارضة عموما ليس لدينا مشكلة في الحوار مع أي طرف سوري معارض ضد النظام، ولكن فيما يتعلق بالمليشيات الإرهابية، فلدينا مخاوف حقيقية ونحن مستعدون للحوار مع أي طرف وفق قواعد مشتركة وهي: الحوار مع طرف سوري حقيقي وليس مع مليشيات من خارج سورية مثل حزب العمال الكردستاني، الأمر الآخر أن يكون هناك إعلان حقيقي من «المليشيات الإرهابية» (قسد) على فك ارتباطها مع حزب العمال الكردستاني المصنف دوليا على قائمة الإرهاب، وهنا دعني أقول إنه لا يمكن الحوار مع قيادات غير سورية. فهل يمكن الحوار مع شخص غير سوري حول مستقبل سورية؟أما الأمر الثالث؛ إعلان موقف واحد من النظام، خصوصا أن هذه الميليشيات على تواصل وتنسيق دائم مع النظام السوري، فهل يمكن أن نتوحد مع قوى على تواصل دائم وزيارات مع النظام السوري.• قمت بجولة أوروبية أمريكية، ما مواقف هذه الدول في المرحلة الحالية من الأزمة السورية؟•• في الواقع، مر الملف السوري بمرحلة من الجمود في الآونة الاخيرة، لكن بعد الحرب الروسية في أوكرانيا أعيد الاعتبار للملف السوري، وبدأت تقول العديد من الدول إن إهمال الملف السوري أدى إلى تكرار الأمر في أوكرانيا، وأجرينا لقاءات سياسية في باريس وأمريكا، وهناك اهتمام دولي واضح وإيجابي، وهي لا تكفي بل نتطلع إلى المزيد من الدعم والاهتمام بالملف السوري ومأساة اللاجئين، وستكون من أولوياتي بناء أكبر تحالف من الدول والعمل داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة، ولا يجب أن يبقى النظام السوري ممثلا في الأمم المتحدة ويتحدث باسم السوريين، مهمتنا شاقة وسنبذل كل جهدنا من أجل إعادة وهج الملف السوري إلى الاهتمام الدولي.< Previous PageNext Page >

مشاركة :