هذا هو عنوان إحدى إبداعات السيدة أم كلثوم أسطورة الغناء المصري والعربي والتي لم تحظ مطربة على مر العصور بما حظيت به أم كلثوم من ألقاب وشهرة على مدى خمسين عاما في مصر والعالم العربي. إن لهذه الأغنية التي أبدع في تأليفها الشاعر والأديب اللبناني الكبير (جورج جرداق) لها حكاية قد لا يعرفها البعض سأطرحها للقارئ الكريم مع نقل كلماتها حرفيا والتي أنشدتها وأبدعت فيها المطربة أم كلثوم وقام بتلحينها ملحن الأجيال الغني عن التعريف الملحن الكبير الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي أعجب بها ومما يقال أنه بكى عندما قام بتلحينها من شدة تأثره بكلماتها. حكاية بزوغ هذه الأغنية تأليفا وتلحينا وغناء ترجع بدايتها وبروزها عندما التقت السيدة أم كلثوم في ربوع لبنان الجميلة مع جورج جرداق سألته متى سأغنى من كلماتك يا جورج؟ فأجابها على الفور ولم يتردد قائلا لها هذه ليلتي وحلم حياتي يا سيدتي أن تغني من كلماتي فأجابته السيدة أم كلثوم بس يا جورج هذه الكلمات التي قلتها ستكون مطلعا للقصيدة التي سأنتظرها منك قريبا جدا وعلى الفور بدأ جورج جرداق في كتابة هذه القصيدة وقدمها للسيدة أم كلثوم فأعجبت بها وعرضتها على الملحن الكبير محمد عبدالوهاب الذى قام بتلحينها. وإليك عزيزي القارئ كلمات الأغنية : هذه ليلتي هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماض من الزمان وآت الهوى أنت كله والأماني فاملأ الكأس بالغرام وهات بعد حين يبدل الحب دارا والعصافير تهجر الأوكارا وديار كانت قديما ديارا سترانا كما نراها قفارا سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعالى أحبك الآن أكثر والمساء الذى تهادى إلينا ثم أصغى والحب فى مقلتينا لسؤال عن الهوى وجواب وحديث يذوب في شفتينا قد أطال الوقوف حين دعاني ليلم الأشواق عن أجفاني فادن مني وخذ إليك حناني ثم أغمض عينيك حتى تراني وليكن ليلنا طويلا طويلا فكثير اللقاء كان قليلا سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعالى أحبك الآن أكثر يا حبيبي طاب الهوى ما علينا لو حملنا الأيام في راحتينا صدفة أهدت الوجود إلينا وأتاحت لقاءنا فالتقينا فى بحار تئن فيها الرياح ضاع فيها المجداف والملاح كم أذل الفراق منا لقاء كل ليل إذا التقينا صباح يا حبيبا قد طال فيه سهادي وغريبا مسافرا بفؤادي سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعالى أحبك الآن أكثر سهر الشوق في العيون الجميلة حلم آثر الهوى أن يطيله وحديث فى الحب إن لم نقله أوشك الصمت حولنا أن يقوله يا حبيبي وأنت خمري وكأسي ومنى خاطري وبهجة أنسي فيك صمتي وفيك نطقي وهمسي وغدي في هواك يسبق أمسي هلّ في ليلتي خيال الندامى والنواسي عانق الخيام وتساقوا من خاطري الأحلام وأحبوا وأسكروا الأيام ربِ من أين للزمان صباه إن غدونا وصبحه ومساه لن يرى الحب بعدنا من حداه نحن ليل الهوى ونحن ضحاه ملء قلبي شوق وملء كياني هذه ليلتي فقف يازماني سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعالى أحبك الآن أكثر يبقى القول إن هذه القصيدة هي الوحيدة التي تمكنت من كسر قاعدة ذهبية للسيدة أم كلثوم كانت تؤمن بها ومتمسكة بها برفضها أن تغني للخمريات لدرجة أنها استبعدت كثيرا من أبيات الشعر التي وردت في كلمات رباعيات الخيام. ولكن ولع محمد عبدالوهاب وحماسه في تلحين الأغنية وإعجابه بكلماتها جعلها تلين من موقفها وتشذ عن هذه القاعدة التي كانت وضعتها لنفسها. هذه هي التوليفة بالتأليف الراقي والتلحين المبدع والغناء الأسطوري جمع بين عمالقة مؤلفي الأغاني والتلحين والغناء جورج جرداق ومحمد عبدالوهاب والسيدة أم كلثوم. آملين أن تكونوا استمتعتم بما طرحته عن هذه الأغنية المميزة في التأليف والتلحين والغناء التي كانت من إبداعات أم كلثوم في الغناء. وسلامتكم
مشاركة :