أف – 16 ثمن رفع أردوغان لفيتو انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو

  • 7/1/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يرى مراقبون أن تغيير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموقفه من انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي ورفع الفيتو عن عضويتهما، لم يكن مفاجأة، وإنما كان مقايضة غير معلنة ضمن من خلالها تزويد الولايات المتحدة لبلاده بطائرات أف – 16، ما يحسم ملفا خلافيا ساهم في تأزيم العلاقات بين أنقرة وواشنطن منذ سنوات. ويمثل تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس على بيع الولايات المتحدة مقاتلات أف – 16 لتركيا، بعد يوم واحد على رفع الفيتو التركي عن عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي، دليلا ملموسا على الصفقة غير المعلنة. وقال بايدن للصحافيين في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد “علينا أن نبيعهم أف – 16″ و”تحديث” الطائرات من هذا النوع التي تملكها تركيا، “لكنني بحاجة إلى موافقة الكونغرس على هذا الأمر، وأعتقد أنه بإمكاني الحصول على ذلك”. ويقول محللون إن الولايات المتحدة تعاملت ببرغماتية شديدة لإسقاط الفيتو التركي من منطلق المصلحة الاستراتيجية العاجلة، على عكس ما تروج وسائل الإعلام التركية الحكومية لنصر أردوغان وتلبية مطالبه الأمنية ومصالح أنقرة الداخلية. الولايات المتحدة تعاملت ببرغماتية شديدة لإسقاط الفيتو التركي من منطلق المصلحة الاستراتيجية العاجلة وقال فريديريك كيمبي، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الأطلسي، “لقد كانت مسرحية بارعة من قبل أردوغان الذي اغتنم هذه اللحظة بأقصى قدر من النفوذ، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من مصالحه الأمنية التركية والسياسة الداخلية”. وليست هذه المرة الأولى التي تهدد فيها تركيا بعرقلة أمن حلف شمال الأطلسي، ما لم يكن الأمر يخدم مصالحها الضيقة. وقبل عامين، وعلى مدار عدة أشهر، عطلت تركيا خطة دفاعية للحلف بشأن بولندا ودول البلطيق، وطالبت الدول الأعضاء خلال هذه المدة بالتحرك ضد جماعة كردية – سورية لعبت دورا محوريا في الحرب ضد تنظيم داعش. وكانت تركيا قد طالبت مرارا واشنطن بمقاتلات أف – 16 تعويضا عن تجميد صفقة المقاتلة من الجيل الخامس أف – 35 وتعليق برنامج الشراكة مع هيئة الصناعات العسكرية التابعة للرئاسة التركية، ضمن عقوبات فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أنقرة، بعد شرائها منظومة الصواريخ الروسية أس – 400. وقالت سيليست والاندر، مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، للصحافيين في تصريحات عبر الهاتف إن تعزيز القدرات الدفاعية التركية هو تعزيز لدفاعات الأطلسي، مضيفة “الولايات المتحدة تدعم تحديث تركيا لأسطولها من الطائرات المقاتلة، لأن في ذلك إسهاما في أمن الأطلسي وبالتالي الأمن الأميركي. هذه الخطط في طور الإعداد ويجب الدفع بها لعمليات التعاقد”. وقدمت تركيا طلبا للولايات المتحدة في أكتوبر من العام الماضي لشراء 40 مقاتلة من طراز أف – 16 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، وما يقرب من 80 من معدات التحديث لطائراتها الحربية الحالية. فريديريك كيمبي: لقد كانت مسرحية بارعة من قبل أردوغان ولم تبد واشنطن من قبل أي رأي صريح بخصوص عملية البيع، باستثناء القول إن كل مبيعات الأسلحة يجب أن تخضع للإجراءات القانونية اللازمة. وفي مارس الماضي، كتبت وزارة الخارجية رسالة إلى بعض أعضاء الكونغرس الأميركي الذين عارضوا الصفقة، قائلة إن العلاقات التجارية الدفاعية “المناسبة” مع تركيا تخدم المصالح الأميركية. وتأتي تعليقات والاندر في أعقاب اتفاق الثلاثاء بين تركيا وفنلندا والسويد، لتفادي مأزق محرج في اجتماع زعماء الأطلسي الثلاثين، الذي يهدف إلى إظهار التصميم في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. وأشاد الرئيس الأميركي في حديث قبل لقائه بنظيره التركي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، بجهود أردوغان للمساعدة في إبرام اتفاق مع الدولتين. وقال بايدن “أريد أن أخصك بالشكر على ما فعلته”. ووقّعت الدول الثلاث على اتفاق رفعت بموجبه أنقرة حق النقض على عضوية فنلندا والسويد، في حين تعهدت الدولتان بعدم دعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، أو شبكة رجل الدين فتح الله غولن المقيم بالولايات المتحدة، والذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة في 2016. ودائما ما تطالب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي منذ أكثر من 70 عاما الشركاء بوقف دعم وحدات حماية الشعب، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وتبادلت على نحو متكرر الانتقادات مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا ودول أخرى بشأن هذه المسألة. ورفض المسؤولون الأميركيون أي تلميح إلى أن تأييد واشنطن لطلب الطائرات الحربية جاء بهدف تنحية الاعتراضات التركية على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن “الولايات المتحدة لم تقدم أي شيء لتركيا ولم تطلب تركيا أي شيء”، في إطار اتفاقها مع فنلندا والسويد. ودعا الرئيس التركي الخميس فنلندا والسويد والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى إظهار “تضامن كامل” مع أنقرة في الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب، خصوصا في قتالها للحركات الكردية. وحث أردوغان دولتي الشمال الأوروبي على “المشاركة” في هذه المعركة. وقال خلال قمة الناتو في مدريد إن “هذا التصميم (ضد الإرهاب) يجب ألا يبقى حبرا على ورق. ومن الضروري أن تستمر عملية المكافحة بتضامن كامل، من دون أي تمييز بين المنظمات الإرهابية”. جو بايدن: علينا أن نبيعهم أف – 16 لتحديث أسطول طائراتهم جو بايدن: علينا أن نبيعهم أف – 16 لتحديث أسطول طائراتهم ويشير محللون إلى أن بعد التوقيع رسميا على انضمام البلدين إلى الناتو، قد يتجاهلان المذكرة على أساس قوانينهما المحلية، ومبادئ الاتحاد الأوروبي، والقرارات القضائية المستقلة. وتعتبر الاتفاقية الأوروبية لتسليم المجرمين أول علامة على ذلك. لهذا السبب فإن الورقة الرابحة الوحيدة التي يمتلكها أردوغان، الذي أزال حق النقض، في الفترة المقبلة هي موافقة البرلمان. وبموجب اتفاقية الناتو، يجب أن يتم التصديق على عضوية السويد وفنلندا من قبل برلمانات جميع دول الناتو. ويمكن للحكومة استخدام الورقة الرابحة للجمعية الوطنية الكبرى لتركيا هذه المرة ضد البلدين وحلف شمال الأطلسي للوفاء بالوعود. ومع ذلك، إذا عادت السويد وفنلندا إلى مواقفهما القديمة بعد الموافقة على عضوية البلدين في الجمعية الوطنية التركية الكبرى، فلن تكون لتركيا ورقة رابحة سوى رد الفعل اللفظي. وكانت وزيرة خارجية السويد آن لينده انتقدت ما قالت إنه “تضليل” حول السويد وحزب العمال الكردستاني، بعد أن اتهمت تركيا بلادها بتقديم الدعم للجماعة المسلحة، ما يعقد توسيع حلف شمال الأطلسي. وكتبت آن لينده على تويتر “نظرا إلى الانتشار الواسع للمعلومات المضللة حول السويد وحزب العمال الكردستاني، نود التذكير بأن حكومة أولوف بالمه (السويد) كانت أول من صنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية عام 1984 بعد تركيا”. وقالت دفني أرسلان، كبيرة مديري المجلس الأطلسي في تركيا، إن كل الأنظار تتجه الآن إلى الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي ستتبع فنلندا والسويد في اتخاذ إجراءات للضغط على المسلحين الأكراد الذين تدعمهم في سوريا. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :