حائل سعود الرفاع يختزن مقهى البديعة في حائل، تاريخاً عمره 253 عاماً، ورغم كل هذه السنوات، إلا أن المقهى مازال قائماً حتى يومنا هذا، شاهداً على تاريخ المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية. ويقع المقهى في قرية قفار (20 كم جنوب حائل)، وتأسس عام 1202، ويبلغ ارتفاعه 9 أمتار، وعرضه 4 أمتار وطوله 13 متراً. ويبعد نحو 500 متر عن قصر غياض التاريخي الموقع الأثري في بلدة قفار. ويقول إبراهيم البديعة صاحب المقهى إن «موقعه مهم وله باع تاريخي كبير، فمنذ تأسيسه إلى وقتنا الحاضر، وأسرتنا محافظة على تراثه وأصالته، باستقبال الضيوف فيه». وأشار البديعة إلى أن «المملكة تولي اهتماماً كبيراً بالمواقع الأثرية والتاريخية، وسبق أن زار المقهى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتفقده وأبدى إعجابه به، وأوصى بترميمه وتصنيفه معلماً أثرياً لمنطقة حائل». وتابع «بيوت الطين ليست كالمنشآت الأخرى، التي تعتمد على الدقة الهندسية وآلات البناء الحديث، بل هي أقرب للأعمال الفنية اليدوية، وهي تجسيد للذوق، وتتميز بالعفوية في التخطيط». وأضاف أن المقهى «لا يزال محتفظاً بالبرودة مع لهيب الصيف، ويمتلئ بالدفء مع صقيع الشتاء لجودة البناء المكوّن من الطين وسمك الجدار». وتابع «قبل توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيَّب الله ثراه- كانت هناك حوادث قتل وغزو ونهب متكررة يومياً، ما اضطر من تولى إدارة هذا المقهى إلى تحصينه ببناء أسوار، ترد كيد المتربصين به من المفسدين في الأرض وقطّاع الطرق، وغيرهم مِمَّن تحركهم أطماعهم وطموحاتهم في السيطرة على تلك القرى، حيث تم وضع جدارين من العروق بينهما تراب، لكي تصد إطلاق النار على المقهى».