انتقل الرحالة والداعية والأديب محمد العبودي إلى جوار ربه، بعد أعوام قضاها رحالا بين عديد من دول العالم، وذلك في رحلات امتدت 40 عاما كداعية وباحث ورحالة وطالب علم. ورحل العبودي عميد الرحالين عن عمر يقارب 100 عام، حيث ترك الراحل مدرسة خاصة به في أدب الرحلات فريدة من نوعها، وجمع بين مواهب متعددة تصب في خدمة الإسلام عبر الثقافة والدعوة إلى الله، حيث كان من ذلك الجيل من العلماء المهيبين. وقدم الشيخ العبودي برنامجا عن قصص رحلاته في سبيل الدعوة عبر إذاعة القرآن الكريم السعودية، بأسلوب سلس محبب للمستمعين. ولد العبودي -رحمه الله- في بريدة 1926، وتلقى تعليمه في أحد الكتاتيب، ثم التحق بالمدرسة الحكومية، وتعلم على يد عديد من المشايخ، وشهدت مسيرته المهنية العمل مدرسا، ثم مديرا للمعهد العلمي في بريدة. وكان العبودي، أحد رواد أدب الرحلات في المملكة، وقد وطئت قدماه أكثر من 100 دولة حتى لقب بـ"عميد الرحالين"، وله نحو 200 كتاب في أدب الرحلات. وشغل الراحل مناصب عديدة منها إدارة المعهد العلمي في بريدة لمدة سبعة أعوام، ثم الأمين العام للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 13 عاما، فوكيل للجامعة لعام واحد، ثم الأمين العام للدعوة الإسلامية في المرتبة الـ15، رتبة وكيل وزارة لمدة ثمانية أعوام، ثم الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، وشغل قبل وفاته المرتبة الممتازة. ومن أشهر مؤلفاته معجم بلاد القصيم في ستة مجلدات والأمثال العامية في نجد خمسة مجلدات. وله مؤلفات مخطوطة تزيد على 100 مؤلف بعضها في عدة مجلدات وكتب في الرحلات وأحوال المسلمين ما لم يكتبه غيره، حيث ألف في ذلك 168 كتابا طبع منها 78 كتابا وقد زار أقطار العالم كلها وكتب عنها في كتبه. وأشتهر بالرحلات وكانت أولى رحلاته في 1384هـ وزار معظم دول العالم في رحلات امتدت 40 عاما كداعية وباحث ورحالة وطالب علم واشتغل وانشغل في تلك الرحلات بالبحوث والقراءات والدعوة إلى الله وبناء المساجد وإغاثة المحتاجين، وفي نشر رقعة الأعمال الدعوية والخيرية وفي توزيع "عطايا" الطموح وفي جلب "هدايا" المعارف. ونال العبودي خلال مسيرته الزاهرة بالتفوق والزاخرة بالتفرد عددا كبيرا من الميداليات والاستحقاقات في الأدب والتارخ والكتابة، والشخصية الثقافية البارزة.
مشاركة :