المغرب في لقاء أكاديمي نظمته المؤسسة الجامعية “links” مساء يوم الجمعة قام المفكر والكاتب المغربي والمؤرخ السابق للمملكة السيد حسن أوريد محاضرة حول أشكال الإسلام الراديكالي في العالم امام طلبة كلية العلوم القانونية واﻻقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء. وأكد أن أصل المشكلة في عالم اليوم هو “أسلمة الراديكالية، وليس راديكالية الإسلام”، وذلك في نظرته للراديكالية. وأردف الكاتب المغربي بأن “الظواهر الإرهابية تستمد استمراريتها من الأفكار الراديكالية بمجتمعاتنا”، مشيراً إلى أن “الإسلام الراديكالي ينبع من التصورات المتشددة المناهضة لرؤى الغرب”، وتابع: “لا توجد راديكالية بدون إبداء موقف سلبي من الحضارة الغربية، وهو ما يظهر في كتابات كل المنظرين التي لها بالعالم الإسلامي، ما يجعلها تستمر في مجتمعات المنطقة”. وبعدما رصد حسن أوريد كتابات بعض أقطاب الإسلام الراديكالي بالمنطقة العربية، بما يشمل سيد قطب وحسن البنا، قدّم الكاتب للحاضرين تسلسلا زمنياً لكيفية تأسيس التنظيمات الراديكالية التي انتقلت إلى العمل المسلح. وأشار المحاضر ذاته كذلك إلى أن “أمريكا سوقت للحرب على الإرهاب لاحتياجها إلى عدو خارجي في هذه الفترة، مستغلة أحداث 11 شتنبر 2001 لتحقيق ذلك على أرض الواقع بالعالم الإسلامي؛ لكن تلك الأحداث أحيت الإسلام الراديكالي من جديد”، وفق تعبيره. ومضى المتحدث مستطرداً، في محاضرته المقتضبة، بأن “مكونات الحركة الإسلامية الراديكالية باتت تسوّق فكرة أن الإسلام هو الحل، وذلك في مواجهة العدو الغربي، خاصة الديمقراطية الغربية، ليتم تطوير مفاهيم جديدة، مثل الجهاد العالمي، والولاء والبراء، والتكفير”. وتطرق أوريد إلى منابع الإسلام الراديكالي بالعالم على امتداد فترات تاريخية معينة، لافتاً إلى أنه وجد “أرضية خصبة بأفغانستان، وكذلك بالسعودية في مرحلة معينة”، ومبرزا أن “الجهادية اقترنت وحلّت محلّ الجهاد ضد الغرب”. فيما اعتبر مصطفى السحيمي، كاتب وباحث في العلوم السياسية، أن “الإسلام كان جزءاً من الحركة الوطنية المقاومة للاستعمار، وأصبح بعدها عنصراً لتعبئة المواطنين ضد المستعمر، قبل أن يتم إدماجه في الأنظمة المغاربية بعد الحصول على الاستقلال”. وأردف السحيمي، في تعليقه على محاضرة ضيف اللقاء، بأن “فشل الإيديولوجيات العالمية ساهم في توسيع رقعة انتشار الإسلام الراديكالي في فترة ما بعد استقلال البلدان المغاربية، بالنظر إلى أن الإسلام يعد عنصرا أساسيا في مجتمعات المنطقة”. ويرى المتحدث ذاته أن “الإسلام الراديكالي بات يستغل لخدمة أجندات جيوسياسية بالمنطقة، وهو ما لحظناه في تطوير مفاهيم الجهاد الإسلامي بالساحل الإفريقي، حيث برزت جماعات إرهابية متشددة بعدد من دول غرب إفريقيا”، وواصل بأن “تلك الجماعات تستغل الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية لدى سكان بعض الدول الإفريقية، وتحاول تسويق خطاب ديني يَعدهم بالكرامة الاجتماعية والاقتصادية، وتلعب على كرامتهم النفسية”. 15
مشاركة :