هبطت أسعار نفط خام برنت اليوم الاثنين لأدنى مستوى لها منذ عام 2008 نتيجة تجدد المخاوف من وفرة المعروض من النفط في الأسواق العالمية مع بقاء الانتاج حول العالم عند أو قرب مستويات مرتفعة بشكل قياسي بالاضافة إلى اقتراب دخول إمدادات نفطية جديدة من إيران والولايات المتحدة إلى الأسواق. وهبطت أسعار التعاقدات الآجلة لبرنت إلى 36.32 دولار للبرميل خلال تعاملات جرت عند نحو الساعة 0001 بتوقيت جرينتش وهو أضعف مستوى لها منذ عام 2008 قبل ارتفاعها بشكل طفيف إلى 36.49 للبرميل بحلول الساعة 0203 بتوقيت جرينتش. وهبطت أسعار تعاقدات خام غرب تكساس الوسيط 20 سنتا إلى 34.53 دولار للبرميل وقرب مستواه المنخفض الذي سجله يوم الجمعة والذي كان أدنى مستوى وصل إليه عام 2015 . وهبط الخامان القياسيان أكثر من الثلثين منذ منتصف عام 2014 . وقال محللون إن ارتفاع الدولار في أعقاب رفع سعر الفائدة الأمريكية الأسبوع الماضي والذي جعل استهلاك النفط أكثر تكلفة بالنسبة للدول التي تستخدم عملات مختلفة بالإضافة إلى تجدد زيادة عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة شكل عبئا على أسعار النفط الخام. وتؤدي وفرة المعروض من النفط الأمريكي إلى زيادة المعروض بشكل مفرط من النفط في الأسواق العالمية في الوقت الذي يضخ فيه المنتجون الرئيسيون ومن بينهم روسيا وأوبك مئات الالآف من النفط الخام يوميا بشكل يتجاوز الطلب. وتجاوز إنتاج روسيا عشرة ملايين برميل يوميا وهو أعلى مستوى له منذ إنهيار الاتحاد السوفيتي في حين مازال انتاج أوبك قرب مستوياته القياسية فوق 31.5 مليون برميل يوميا. وبالإضافة إلى الوفرة الحالية من المعروض من النفط من المرجح توافر كميات جديدة من النفط قريبا لأن إيران تأمل بزيادة المبيعات في أوائل 2016 فور رفع العقوبات عن طهران. ونُقل عن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قوله في مطلع الأسبوع إن إيران ستصدر معظم كمياتها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا خلال الأيام المقبلة مع اتجاهها لتنفيذ اتفاق نووي وضمان تخفيف العقوبات الدولية عنها. ويأتي هذا بعد أيام فقط من تصويت الولايات المتحدة بالموافقة على إلغاء حظر مفروض منذ 40 عاما على تصديرها النفط الخام الأمر الذي سيؤدي إلى ضخ بعض من انتاجها المفرط للأسواق العالمية. وعلى صعيد الطلب فهناك أيضا عوامل تدفع نحو الهبوط في الوقت الذي يشهد فيه نصف الكرة الأرضية الشمالي بداية معتدلة على نحو غير معتاد لفصل الشتاء وذلك إلى حد ما بسبب ظاهرة النينيو مما أدى إلى تراجع الطلب على زيت التدفئة.
مشاركة :