المجمعات الإسكانية.. حلول عصرية تلبي متطلبات الشباب

  • 7/3/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحظى قضية إسكان المواطنين بأولوية مطلقة في الخطط الحكومية، وابتكرت المؤسسات المعنية بالإسكان تصميمات ونماذج مثل المجمعات الإسكانية متكاملة الخدمات و«البنايات الإسكانية» بهدف الاستفادة المثالية من المساحات المتاحة، وتقليل التزامات المستفيدين لاسيما الشباب المقبلين على تكوين أسر جديدة، بدلاً من المساكن الكبيرة التي يترتب عليها التزامات مادية أكبر. وتبذل وزارة الطاقة والبنية التحتية ممثلة بـ«برنامج الشيخ زايد للإسكان»، ومؤسسة «محمد بن راشد للإسكان»، جهوداً كبيرة لتعزيز هذا التوجه، حيث نفذت الأخيرة مشروعات «البنايات السكنية» في خطوة لتوفير احتياجات بعض الفئات المستهدفة، فيما يسعى «زايد للإسكان» لإجراء مراجعة شاملة لتصميمات المساكن، وإعادة دراستها للاستفادة القصوى منها، فضلاً عن المجهودات التي تتم بالتعاون مع «المؤسسة الاتحادية للشباب»، من خلال مجلس شباب الوزارة لعمل حلقات شبابية، للارتقاء بوعي الأجيال الجديدة، لتبني توجهات جديدة وعملية، وبما يعود فائدة على الجميع، خاصة أن هناك قراراً لمجلس الوزراء لسياسة توعية الشباب، نص على ضرورة إكمال دورة تدريبية عن أساسيات بناء المسكن، لجميع المتقدمين للحصول على خدمات إسكانية من فئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 سنة، ومن ثم تقديم شهادة استكمال الدورة التدريبية على قائمة المستندات المطلوبة لطلب قرض أو منحة سكنية من برنامج «زايد للإسكان». مراجعة تصميمات وأفاد المهندس محمد المنصوري مدير عام «برنامج الشيخ زايد للإسكان» بأن المجمعات الإسكانية التي ينفذها البرنامج في جميع الإمارات، تتميز بخدماتها الراقية وجودة الحياة فيها، مبيناً أن هناك طلباً كبيراً على الاستفادة من هذه المشروعات. وتابع أن البرنامج لديه استراتيجية، يستشرف من خلالها الاحتياجات الإسكانية للمواطنين، خلال السنوات المقبلة تعزيزاً لخطط الحكومة الإماراتية ورؤى قادة الدولة. وأضاف أنه يتم مراجعة شاملة لتصميمات المساكن، وإعادة دراستها بما يتلاءم مع الأوضاع الجديدة التي أفرزتها جائحة كورونا، بهدف الاستفادة المثالية من المساحات المتاحة، وإعادة توزيع المرافق الداخلية بشكل عملي، مشيراً إلى أنهم يدرسون كذلك فكرة إمكانية تنفيذ مشروعات «البنايات الإسكانية» للنظر في جدوى تنفيذها من عدمه، ومدى إقبال المستفيدين عليها، وأنهم في سبيل ذلك سيسعون لعقد حلقات شبابية، يتم من خلالها دراسة ومناقشة هذه المقترحات مع شباب الدولة، للتعرف على آرائهم بشأنها، والنظر في كيفية تطوير مثل هكذا أفكار، لكي تعود بالنفع على الجميع، بينما يأتي ذلك، في ظل محدودية أراضي البناء القابلة لتنفيذ مشروعات إسكانية كبيرة عليها، خاصة في المناطق التي بها طبيعة جغرافية خاصة، كالجبال والأراضي غير الممهدة. وشرح أنه فيما يخص التصميمات الجديدة للمساكن، فإنهم يعملون من خلالها لكي تسمح بالتوسع المستقبلي، بحيث يستفيد منها الشباب المقبل على تكوين أسرة، بدلاً من المساكن الكبيرة التي يترتب عليها التزامات مادية أكبر، وهو ما يشكل عبئاً على البعض منهم خاصة في بداية حياته العملية، وبين أن هذه الخطوة تتيح لهم التعامل مع ما هو موجود من بناء، وأن يكون قابلاً للتوسع مستقبلاً مع زيادة عدد أفراد الأسرة، مؤكداً أن توفير مسكن ملائم يلبي احتياجات المواطنين، هو أمر يحرصون عليه، وصولاً إلى تعزيز رفاهية وسعادة المواطنين، وتحقيق العيش الكريم لهم في إطار توجيهات قيادة الدولة للارتقاء بمعايير جودة الحياة. وعي مجتمعي وتطرق إلى أنهم ملتزمون بتقديم الورش النوعية والمبتكرة لضمان الارتقاء بوعي شباب الوطن، فيما يتعلق بالحصول على المسكن ومعرفة أساسيات البناء لمن يبنون مساكنهم بأنفسهم، ما يجنبهم الوقوع بالأخطاء، ويسهم في رفع جودة البناء واستدامتها. وأشار إلى أن «مجلس الإمارات للبنية التحتية والإسكان» يلعب دوراً مهماً، ويؤسس لشراكة فاعلة وطموحة بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، لوضع تصور شامل لمعالجة القضايا والتحديات المتعلقة بقطاع الإسكان، وصولاً لتحديد الرؤية الاستراتيجية وأولويات العمل للخمسين عاماً المقبلة، وضمان مواءمة وتكامل سياسات واستراتيجيات البنية التحتية والإسكان على مستوى الدولة، بالإضافة إلى اقتراح التشريعات والسياسات، التي تستهدف سعادة المواطن وضمان حياة كريمة له ولأسرته. نماذج جديدة وقال المهندس محمد أحمد بورحيمة، مساعد المدير التنفيذي للقطاع الهندسي في «مؤسسة محمد بن راشد للإسكان»، أن تصميم نماذج سكنية جديدة، هو هدف يعملون على تعزيزه ضمن مشروعاتهم وخاصة المتعلقة منها بـ«البنايات الإسكانية»، والتي من شأنها أن تناسب جميع فئات المستفيدين، مشيراً إلى مشروعات البنايات السكنية التي نفذوها، وتشمل «مجمع القوز السكني»، المكون من 96 وحدة سكنية، ومجمع «المحيصنة السكني» المكون من 464 وحدة سكنية. وبين أن هذه المشروعات من شأنها الاستفادة المثالية من أراضي المؤسسة، فضلاً عن توفير وحدات سكنية سريعة للحالات الإنسانية الحرجة، وتابع أن مشروعات البنايات السكنية، تتميز بالاستفادة من المساحات المتاحة بشكل كبير، وخاصة فيما يخص التوسع الرأسي الذي يعتبر أحد الحلول لمواجهة محدودية الأراضي، التي تصلح لتنفيذ المجمعات الإسكانية. مسكن ملائم وتطرق إلى مشروع بنايات مجمع القوز السكني، الذي يأتي لتلبية الاحتياجات السكنية العاجلة للمواطنين في إمارة دبي، وسرعة توفير المسكن الملائم للأسر غير الممتدة، وذلك من خلال خطة المؤسسة في تخفيض سنوات الانتظار للحصول على المساعدة السكنية. وتابع بورحيمة يأتي مشروع بنايات منطقة المحيصنة الرابعة بكلفة تقديرية بلغت 415 مليون درهم، ويتكون من 20 بناية سكنية على الطراز المحلي مكونة من طابق أرضي و4 طوابق متكررة، ويتكون الطابق الأرضي من المدخل الرئيسي ومواقف سيارات وغرف خدمات، وتبلغ مساحة أرض المشروع 522 ألف قدم مربعة، وتضم البنايات 464 شقة، منها 64 شقة مكونة من غرفة نوم وصالة، بمساحة 1150 قدماً مربعة، و368 شقة مكونة من غرفتي نوم وصالة بمساحة 1700 قدم مربعة، و32 شقة مكونة من ثلاث غرف نوم وصالة بمساحة 2150 قدماً مربعة، وغرفة للفئة المساعدة في جميع الشقق، كما تحتوي البنايات على 48 مصعداً و44 سلماً، ونحو 600 موقف للسيارات. حالات محددة وذكر أن الفئة المستفيدة من المشروع هي الأسر غير الممتدة من الحالات الفردية والزوجية والثلاثية، فيما تراعي هذه البنايات خصوصية المواطنين، بما تعززها من وجود خدمات متكاملة، تشمل العديد من المرافق الخدمية، مثل المساحات الخضراء، والحدائق الداخلية، ومناطق ألعاب أطفال مظللة وأجهزة رياضية خارجية، ومضماراً للمشي، ومصليات للرجال والنساء، ومواقف خاصة للسكان والزوار مع توفر خدمات الحراسة على مدار الساعة. وأفاد: نفذت المؤسسة سابقاً مشروع بنايات القوز المكون من 96 شقة في منطقة القوز الثانية، حيث تم توزيعها على المستفيدين، وهي عبارة عن 3 بنايات سكنية بتكلفة 98 مليون درهم، مقامة على أرض مساحتها الإجمالية 153 ألف قدم مربعة، ويتكون المشروع من طابق أرضي وعدد 3 طوابق متكررة مرتبطة مع بعضها البعض على شكل حرف (u)، والشقق السكنية عبارة عن 3 أنواع مقسمة بواقع 18 شقة مكونة من غرفة نوم وصالة، و48 شقة مكونة من غرفتي نوم وصالة، و30 شقة مكونة من 3 غرف نوم وصالة، مع وجود غرفة للفئة المساعدة في جميع الشقق بلا استثناء، ويحتوى المشروع على مواقف للسيارات ومصلى ومناطق ألعاب للأطفال، فضلاً عن مساحات خضراء بين البنايات وقاعات انتظار ومرافق خدمية أخرى. مواصفات عالية وقال إن المؤسسة تراعي إجراءات الأمن والسلامة في كافة مشروعاتها، وخاصة «مشاريع البنايات»، فيما يخص مواجهة حالات الحريق، من خلال توفير أجهزة إنذار الحريق، وأنظمة مكافحته، وكواشف الدخان، وأنظمة مراقبة تلفزيونية مغلقة، وأنظمة النداء الداخلي المركزي، التي ترتبط إلكترونياً مع الإدارة العامة للدفاع المدني من خلال جهاز (7/‏‏‏‏24) على مدار الساعة، فضلاً عن توفير نظام المناداة بالإخلاء في مشاريع البنايات في حالة وجود حريق. ولفت أنه يتوفر كذلك في مشاريع البنايات نظام إطفاء، داخل غرف الكهرباء والتحكم والاتصالات، لضمان سلامة الأجهزة عند حدوث الحريق، بالإضافة إلى توفير نظام الغمر المائي على الأسطح لحماية خزان الغاز المركزي، كما أن كل شقة في البنايات تحتوي على طفاية حريق في المطابخ، وبطانية مضادة للحريق وعلى كاشف للدخان في جميع الغرف، وكاشف للحرارة في المطابخ وهذه الأجهزة مرتبطة جميعها بلوحة تحكم رئيسية. مناقشة أفكار وذكر المواطن محمد عبيد الهنداسي أن طرح أفكار لنماذج إسكانية جديدة، يجب أن تحظى بقبول المستفيدين بشكل كبير، خاصة أن المجتمع الإماراتي له عاداته وأسلوب حياة يعتمد فيها على الامتداد العائلي، ووجود بيوت تتميز بتصاميم داخلية ومساحات تناسب التفاصيل الحياتية اليومية لهم، لافتاً إلى أنه ومع وجود أجيال جديدة يحتاجون لتوفير مساكن مستقبلية لهم، فربما تنال بعض هذه الأفكار قبولاً لديهم، خاصة الشباب المقبل على الزواج، التي ما زالت احتياجاته الأسرية قليلة نوعاً ما، فضلاً عن تقليل الإنفاق الكثير على المساحات الكبيرة التي توفرها البيوت المعتاد السكن فيها. امتداد عائلي وأضاف أن توفير الاحتياجات الإسكانية المستقبلية أمر ضروري، ولذلك فإن طرح مثل هكذا أفكار قد لا تناسب البعض حالياً، لكنها قد تكون محل قبول مستقبلاً، ولذلك فإن الارتقاء بوعي الشباب ومناقشة هذه الأفكار الجديدة، أمر غاية في الأهمية لمواجهة التحديات المختلفة، والتي يجب على المسؤولين مواجهتها وتوفير حلول لها. وأبدى الهنداسي قبولاً لتنفيذ أفكار نماذج إسكانية مثل الفلل ذات المساحات المتوسطة داخل (مجمع سكني) «كمبوند»، يراعى فيها الامتداد العائلي أن أمكن، مبدياً في الوقت ذاته تشككه في قبول فكرة «البنايات الإسكانية»، كونها لا تراعي عاداتنا، وغيرها من التفاصيل التي لا توفر راحة مثالية للمستفيد منها. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :