الهلال لم يعد يصنع المعجزات!

  • 7/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حين اتسع الفارق النقطي بين الهلال والمتصدر الاتحاد، وظن كثيرون وجهر آخرون بأنَّ بطولة الدوري صارت مستحيلة على كبير آسيا المُتْعَب والمثخن بالجراح، المُرهَق جسده بالإصابات وبضغط مشاركة لاعبيه الدوليين والأجانب مع الفريق ومنتخباتهم؛ لم يكن يعلم هؤلاء أنَّهم بهذا يزينون البطولة في عين هذا الأزرق الكبير، ويثيرون شهيته لها، ويستفزون كبرياءه، فيقرر أن يرمي بكل حساباتهم وظنونهم في سلة مهملات التاريخ، ويرفع راية التحدي، حين ظنُّوا أنَّه سيرمي المنديل، ويرفع الراية البيضاء، لكنَّ هذا الهلال أثبت بأنه لم يعد يصنع المعجزات؛ بل أصبح واحدة منها! الهلال توقف منذ فترة عن إذهال منافسيه، وبدأ من باب التغيير وخشية الملل في إذهال محبيه، فصار يحقق البطولات بطرق مختلفة، وسيناريوهات متنوعة، وكأنِّي به كلما أحس بخطر فقدان الشغف عند جماهيره راح يخلق لهم شغفًا جديدًا، يلاعبهم، ويشاغبهم، ويستفزهم، وقد يغضبهم ويحزنهم مدةً حتى يستطعموا الفرح مجددًا، ويتعطشوا للانتصارات، التي ما يلبث الزعيم أن يمنحهم إياها فيستشعروا نعمة الهلال.   من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، أمَّا غير محبي الهلال فيعظم مصابهم في أنديتهم، وتكبر خيبتهم حين يرون الهلال، ويرون جماله وكماله، ويقارنون ما لديه بما لديهم، فيُقِرُّ من رحم الله منهم بالحق، وتقرُّ عينه بالحقيقة، ويفِرُّ كثيرون إلى الوهم. يفِرُّون، ويَفْتَرُون، ليعيشوا، ويتعايشوا مع الواقع بالأوهام، ويتعايشوا مع الحقائق بالأكاذيب؛ أمَّا الهلاليون فيرون مصائب غيرهم ليعظم في عيونهم هذا الهلال، ويحمدوا الله على حسن الاختيار، وصواب القرار، ويشكروه على نعمة استيطان القمم؛ فبالشكر تدوم النعم. الهلال أول فريق سعودي يمتلك كأس دوري الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وكان أول فريق سعودي يجمع الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا في موسم كروي واحد، فأصبح أول فريق سعودي يجمعهما مرتين، وكأنِّي بالهلال قد اضطر أن ينافس نفسه حين عزَّ وجود من ينافسه. وهو أول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري 3 مرات متتالية (بنظام النقاط)، وأول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري 5 مرات في 6 مواسم، وكان يمكن أن (يخلِّص) السادسة في 2019 من الدور الأول لولا أن حبسه حابس، وحاسه حائس، فتغيرت الأحوال، وتغيرت معها إدارات، وأدوات، ولجان؛ في موسم كان بحقٍ موسمًا استثنائيًا كُسِرت فيه كل القواعد، فكُسِر الهلال؛ قبل أن يجبر الله كسره، ويعود كاسرًا ليعاقب الجميع، ويحقق في 3 مواسم 7 بطولات منها 2 دوري أبطال آسيا، وما أدراك ما دوري أبطال آسيا؟!   لذلك أقول: إنَّ «الهلال لم يعد يصنع المعجزات بل صار واحدًا منها» لأنَّ كل ما يمكن أن يحققه الهلال اليوم صار عاديًا ولم يعد معجزة، لذلك لم يعد الهلال يصنع المعجزات، بل يمارس هوايته الطبيعية، أمَّا كيف صار واحدًا منها فذلك لأنَّ محاولة إدراك الهلال وملاحقته ومشابهته أصبح هو المعجزة، حتى لو بحثت في ركام الأوراق والقصاصات وما جر غصنها عن كل ما يمكن أن يشبه البطولة، وتزودت ببطولات الصيف والمصائف وما جرَّه السيل، واستزدت ببطولات (حدثني أحد الثقات) و(رأيت فيما يرى النائم) فلن تعدو قَدْرَك، وستوقن في النهاية أنَّك إن لم تكن مع الهلال فإنَّ البقاء خلفه بسنة ضوئية هو قَدَرُك.

مشاركة :