مع نهاية هذا الأسبوع الموافق 30 يونيو 2022م ينتهي العام الدراسي 1442-1443هـ، ويبدأ أبناؤنا الطلاب عطلة نهاية العام والتي تستمر لأكثر من شهرين، على أن تعود الدراسة مع بداية شهر سبتمبر 2022م، وخلال هذه الفترة الطويلة سينقسم هؤلاء الأبناء إلى أكثر من فئة، فمنهم من سيرافق والديه إلى الخارج، ومنهم من سيرافق أصدقاءه إلى الخارج، ومنهم من ستكون عطلته داخل ربوع المملكة مستمتعاً بما فيها من فعاليات وزيارة المناطق السياحية الشهيرة في المملكة، ومنهم- وهم الفئة الأهم- فئة لن تستطيع أن تغادر للخارج ولا أن تستمع بما هو في الداخل لأسباب عدة تختلف من أسرة لأسرة، فماذا أعددنا لهؤلاء الطلاب؟ وفقًا للإحصائيات الأسترالية من Roy Morgan، تقضي الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و24 عامًا 822 دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي كل أسبوع (حوالي ساعتين في اليوم)، بينما يقضي الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عامًا 528 دقيقة في الأسبوع (ما يزيد قليلاً على ساعة كل يوم)، ويقضي المراهق العادي حوالي 1.6 ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم. وجدت الأبحاث التي أجرتها شركة Common Sense Media في الولايات المتحدة، أن المراهقين يقضون في المتوسط 7 ساعات و22 دقيقة على هواتفهم كل يوم. ولا يشمل وقت الشاشة هذا أي عمل مدرسي أو أنشطة متعلقة بالقراءة أو الاستماع إلى الموسيقى. وقد تناولت العديد من الدراسات التأثيرات الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين والشباب وخلصت أغلبها إلى أن هذه الوسائل مضارها أكثر من نفعها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، في دراسة بعنوان: «Use of multiple social media platforms and symptoms of depression and anxiety: A nationally-representative study among U.S. young adults» نشرت في موقع: Science Direct، أجريت أواخر عام 2016، وشملت 1787 شاباً، يستخدم كل منهم (من 7 إلى 11) منصة وسائط اجتماعية شهيرة، من بينها: فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام، سناب شات. وجدت الدراسة أن «استخدام منصات الوسائط الاجتماعية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاكتئاب والقلق». وفي دراسة أخرى بعنوان: «Roles of cyberbullying, sleep, and physical activity in mediating the effects of social media use on mental health and wellbeing among young people in England: a secondary analysis of longitudinal data» نشرت في موقع: The Lancet: Childالجزيرة Adolescent Health، نُشرت عام 2019، شارك فيها حوالي 10 آلاف طفل بإنجلترا، وجد الباحثون أن وسائل التواصل قد تضر بالصحة العقلية للفتيات، من خلال زيادة تعرضهن للتنمر، وتقليل نومهن وممارستهن للرياضة. وعددت الدراسات العلمية أكثر من ضرر يمكن أن يصيب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خاصة من الشباب والمراهقين، من أهمها: قلة النوم والأرق، والتأثير على المخ، ومرض باركنسون، وقلة التركيز، وقلة الإنتاجية في العمل، والعزلة الاجتماعية، والتأثير على الحالة المزاجية، وأخيراً التأثير على الصحة بشكل عام. وجميع هذه الأضرار، أو بعض منها كفيلة بأن تؤثر على الطلبة سلباً عند العودة لمقاعد الدراسة، ناهيك عن العنف والتنمر الذي ينمو لدى كثير منهم نتيجة ممارسة الألعاب الجماعية عبر الإنترنت، وهذه المشكلة ربما من وجهة نظري هي أخطر من سابقتها، فإن كانت العزلة الاجتماعية تؤثر على صاحبها فإن العنف يؤثر على المجتمع بأسره. والسؤال المطروح الآن: ماذا أعددنا لأبنائنا الطلبة خلال هذه العطلة؟ ويمكن أن نوجه هذا السؤال بصورة مباشرة إلى كل من وزارات التعليم، والرياضة والثقافة أيضاً، إلى جانب الجهات الأخرى المعنية بالعناية بهؤلاء الشباب.
مشاركة :