بيروت - قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارة لدمشق إن إيران تعمل على إيجاد حل سياسي لإثناء تركيا عن غزو شمال سوريا. وأعلنت أنقرة عزمها شن هجوم جديد على مناطق في شمال سوريا لطرد المقاتلين الذين يقودهم الأكراد والمدعومين من الولايات المتحدة، لكنهم ينسقون أيضا مع دمشق وحليفتها روسيا. وقال امير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري "أعلنا استعدادنا لتقديم حل سياسي واستعدادنا للمساعدة في هذا الصدد". واضاف "سنبذل قصارى جهدنا لمنع شن عملية عسكرية"، مضيفا أنه تحدث أيضا إلى المسؤولين الأتراك حول حل دبلوماسي. وقال الوزير الايراني ايضا إن "أي إجراء عسكري من قبل تركيا في سوريا هو عنصر سيزعزع أمن المنطقة". من جهته، قال فيصل المقداد وزير الخارجية السوري إن دمشق ترحب بجهود إيران. واستقبل الرئيس السوري بشار الاسد وزير الخارجية الايراني. ونقل بيان للرئاسة السورية عن الأسد قوله إن "الادعاءات التركية لتبرير عدوانها على الأراضي السورية هي ادعاءات باطلة ولا علاقة لها بالواقع، وتنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي". وأضاف الأسد أن "هذا النظام يقوم بالاعتداء على الأراضي السورية كلما حدث تقدم للجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية". وفي وقت سابق نقلت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن أمير عبداللهيان قبل مغادرته إلى دمشق قوله "تتمحور رحلتي إلى سوريا خصوصاً حول السلام والأمن في المنطقة الواقعة بين سوريا وتركيا". وقام وزير الخارجية الإيرانية بزيارة لأنقرة الاثنين أكد خلالها أنه "يتفهّم" الحاجة إلى عملية عسكرية تركية جديدة ضدّ المقاتلين الأكراد في سوريا. ونفذت تركيا ثلاث عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016 وصفتها دمشق بأنها انتهاكات لسيادتها وسلامة أراضيها. وحذرت وزارة الخارجية السورية تركيا من الغزو مرة أخرى، قائلة إنها ستعتبر العملية جريمة حرب. وتشكّل منطقتا تل رفعت ومنبج اللتان تريد تركيا التوغل فيهما جزءاً من "منطقة آمنة" بعرض 30 كيلومترا تريد أنقرة إقامتها على طول الحدود التركية السورية. وضاعفت الولايات المتحدة تحذيراتها من شن هجوم تركي، معتبرة أنه يهدّد بزعزعة استقرار المنطقة وتعريض القتال ضدّ التنظيمات الجهادية المتطرفة للخطر. وإيران حليف ثابت لسوريا في الصراع المستمر منذ 11 عاما إذ قدمت لها الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي.
مشاركة :