لم يكن القرار الذي اتخذه الفتى الفلسطيني محمد بدوي (17 عاماً)، بتأجيل جلسات العلاج الكيميائي سهلاً بالنسبة، لكنه كان عبارة عن تحدٍّ، يخوض به محنته، آملا أن يحقق حلمه بدراسة هندسة البرمجيات. وكان من المفترض أن يتلقّى بدوي المُصاب بالسرطان، علاجه خارج قطاع غزة، وهو الآن يصارع بإرادة قوية الآلام التي يشعر بها، لكنه أخيراً سينتهي من مذاكرة المواد الدراسية التي يتقدّم لامتحاناتها. لكن القرار الذي اتخذه جاء بتأييدٍ من أفراد أسرته، نظراً لتزامن البدء بجلسات العلاج الخاصة به مع موعد امتحانات الثانوية العامة. كما أن تأثير العقاقير الطبيّة المسكّنة للآلام، يحول أحياناً دون السماح له بالمذاكرة كما ينبغي، فعند الألم، يعجز عن إكمال يومه دونها، فيخضع لها لإسكات الآلام، ويستسلم لحالة من الاسترخاء. ونظراً لحالته الخاصة، يتقدم بدوي لامتحانات الثانوية العامّة، في غرفة داخل مستشفى «أبو يوسف النجّار»، جنوبي قطاع غزة، تحت إشراف لجنة حكومية عيّنتها وزارة التربية والتعليم. وعام 2019، أصيب الفتى «محمد» بـ ورمٍ نادر في الحوض، يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، وتسبّب بتآكل عظام الجانب الأيمن من الحوض، وفق ما قال والده «عمر. وحسب الوالد، بعد خضوع بدوي للعلاج الكيميائي والأدوية اللازمة، والعمليات الجراحية التي تم خلالها استئصال عظام الحوض والقدم اليُمنى، تعافى الفتى الفلسطيني عام 2020، وخضع آنذاك للعلاج الطبيعي كي يعود للحركة والمشي مجدداً. لكن هذا المرض عاد ليغيّر حياة «بدوي»، ويتسبب بانتكاسة صحية جديدة له، منذ يوليو عام 2021، دون معرفة السبب، إلى أن تمّت معاودة اكتشاف المرض في مايو 2022. ومع اكتشاف المرض، بدأ «بدوي» علاجاً جديداً وفق بروتوكولٍ جديد، لكنه أجّل هذا العلاج، وخاصة الجلسات الكيميائية، طيلة فترة امتحانات الثانوية العامة. ويقول والده: «عندما يتعرّض للألم يتناول عقاقير طبية مُسكنة قوية، تسبّب له حالة من التراخي والنعاس». ولفت إلى أنه كان يخطو أولى خطواته في تحقيق حلمه، من خلال دراسة اللغة الإنكليزية، في مركز مُتخصص بذلك، ووصل حتّى إصابته بالمرض، إلى المستوى التاسع من اللغة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :