نظم متحف قصر العين وبرعاية دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ورشة عمل تراثية بعنوان «تنور العيد»، وذلك لتسليط الضوء على الخطوات التقليدية لإعداد اللحم المشوي في «التنور» على طريقة أهل منطقة العين الخضراء. وباستضافة كل من الشيف الإماراتي علي النيادي، والحظ مصبح الكويتي وهو باحث في التراث، واستشاري مطابخ الشيف ديما. حيث اجتهدوا لتحقيق نجاح الورشة وأهدافها من خلال التعريف على طريقة إعداد تنور العيد الذي يقدم عادة في الأعياد والمناسبات وخاصة عيد الأضحى، ومنح الجمهور فرصة تذوقه بعد الانتهاء من تحضيره. عادات أصيلة وفي هذا الإطار قال ياسر النيادي، اختصاصي برامج اجتماعية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «أستطيع القول بأن إعداد تنور العيد من العادات الإماراتية الأصيلة التي لم تندثر إلى يومنا هذا، والتي اعتمد عليها المطبخ الإماراتي منذ القدم على ما تجود به البيئة المحلية المحيطة به. ونهدف من خلال هذه الورشة إلى تعريف الجمهور لماهية إعداد تنور العيد تفصيلاً عملياً لتعريف جيل اليوم بها، ناهيك عن متعة التعامل مع تنور العيد، والأجواء الاجتماعية التراثية الحميمة التي تنتعش في محيطه». مؤكداً على أن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أخذت على عاتقها، مهمة إحياء هذه العادة، التي تعبق بروح الماضي، والعودة لأعوام مضت، وذلك بهدف إحيائها لارتباطها بالذاكرة الإماراتية. أشهى الأكلات كما أوضح الشيف علي النيادي بأنه لا تكتمل فرحة عيد الأضحى لدى أهالي منطقة العين إلا بإعداد ما يسمى بـ«تنور العيد» والذي يعد من أشهى الأكلات الإماراتية في عيد الأضحى المبارك، إذ إنها تحتوي على الكثير من البهارات العربية التي تعطيها نكهة خاصة، وكذلك طريقة طهيها التي تمنحها طقوساً جميلة في المناسبات السعيدة. وأضاف الشيف النيادي: «والذي أريد التنويه إليه أيضاً بأن مدة بقاء الوجبة مدفونة في التنور تتفاوت حسب نوعية الطعام المعدّ، وحسب حجم الذبيحة التي يتم وضعها في حفرة مليئة بالحطب الذي غالباً ما يأتي من شجر السمر، أقوى أنواع الحطب. والذي ينبغي إضافته أيضاً بأن إعداد تنور العيد له في حد ذاته عدة مراحل مختلفة وتقنيات أيضاً تتطلب العمل الجماعي، ويفضل عدم تجهيز هذه الأكلة من غير المتخصصين، لأنها تحتاج إلى خبرة كبيرة، وهو أيضاً تقليد إماراتي في عيد الأضحى يمثل عراقة الماضي والتمسك بأصالة التراث». مناسبات سعيدة وأشار الباحث الحظ مصبح الكويتي، إلى أنه لا يوقد التنور إلا في المناسبات السعيدة والتي تتمثل بلا شك في عيد الأضحى وذلك لكثرة الأضاحي واللحم وغيرها. وأضاف: «وغالباً ما تعد العدة لوجبة التنور بصورة مسبقة ليتم خلالها تجهيز كافة الأغراض اللازمة من بهارات وخصف وهو كيس مصنوع من سعف النخيل يوضع فيها اللحم، وحطب وغيرها باستثناء اللحم الذي من الضروري يكون طازجاً ويذبح بساعات قليلة تسبق التنور». مشيراً إلى أن تنظيم مثل هذه الورش والفعاليات تؤكد فعلياً على ما يزخر به التراث الإماراتي من قيم ومبادئ وعادات جميلة، والحرص الدائم على تعزيزها، والمحافظة على إحيائها في المناسبات. وتجدر الإشارة إلى استمتاع الجمهور بشتى شرائحه بورشة تنور العيد في متحف قصر العين، وتعرفهم في الوقت ذاته على طريقة الإعداد، والنكهات المضافة إليه. وليس هذا فحسب، بل إن طاقم عمل الورشة حرص على زيادة رصيدهم الثقافي والمعرفي من خلال التأكيد على أن المجتمع الإماراتي يزخر بالعديد من الموروثات الاجتماعية الأصيلة التي أبت إلا أن تظل قائمة رغم التغييرات الطارئة، ويعتبر تنور العيد جزءاً مهماً من التراث الإماراتي الأصيل، لا تزال تحافظ عليه مناطق الدولة كمنطقة العين الخضراء حتى يومنا هذا. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :