الدبلوماسي السعودي علي عسيري: بايدن ولحظة الحقيقة في الشرق الأوسط

  • 7/4/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن‭ - (‬د‭ ‬ب‭ ‬أ‭): ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬مفصل‭ ‬حول‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جون‭ ‬بايدن‭ ‬المقبلة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ذكر‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬السعودي‭ ‬على‭ ‬عسيري‭ ‬أن‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬رؤيتين‭ ‬متنافستين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أمر‭ ‬واضح‭: ‬فهناك‭ ‬السعودية‭ ‬وشركاؤها‭ ‬العرب،‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬جاهدين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬لشعوبهم‭. ‬وهناك‭ ‬إيران‭ ‬والمتطرفون‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬بالوكالة‭ ‬لحسابها،‭ ‬والذين‭ ‬يواجهون‭ ‬المنطقة‭ ‬بالقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬والتهديد‭ ‬النووي‭.‬ وقال‭ ‬عسيري‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬سفيرا‭ ‬للسعودية‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬ولبنان،‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬ناشونال‭ ‬انتريست‭ ‬الأمريكية‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬سوف‭ ‬يواجه‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬بين‭ ‬قوى‭ ‬الاستقرار‭ ‬ومصادر‭ ‬المتاعب‭ ‬عندما‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬قريبا‭. ‬وسيكون‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬إرثه‭ ‬السياسي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬سيختاره‭.‬ وأضاف‭ ‬عسيري‭ ‬إن‭ ‬القضية‭ ‬الرئيسية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتأمين‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العدوان‭ ‬الإيراني‭ ‬والعدوان‭ ‬الذي‭ ‬ترعاه‭ ‬إيران‭ ‬سيتم‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬المائدة‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وثلاث‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬مصر،‭ ‬والأردن،‭ ‬والعراق‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬يوليو‭ ‬الجاري‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المفاوضات‭ ‬المتوقفة‭ ‬حاليا‭ ‬لإحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬ستبرز‭ ‬في‭ ‬المناقشات‭.‬ فمن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬القمة،‭ ‬سيكون‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬عديم‭ ‬الأهمية‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬قيودا‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬الإيراني‭ ‬والحرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وبأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬فإنه‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬ذكرته‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬مؤخرا‭ ‬أصبحت‭ ‬إيران‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬اختراق‭ ‬نووي،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتحدى‭ ‬نظام‭ ‬المراقبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الوكالة؛‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬مباحثات‭ ‬إحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭.‬ وأوضح‭ ‬عسيري‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬أدرك‭ ‬بايدن‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬تتوقعه‭ ‬المنطقة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الحاسمة،‭ ‬وهو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬قبل‭ ‬الزيارة‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الرئاسية‭ ‬وهي‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬السلام‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬السعي‭ ‬وراء‭ ‬الطاقة‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحال،‭ ‬فإنه‭ ‬سوف‭ ‬يجد‭ ‬المناخ‭ ‬الناشئ‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬باعث‭ ‬على‭ ‬الاطمئنان‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دور‭ ‬أمني‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬ فبادئ‭ ‬ذي‭ ‬بدء،‭ ‬تعد‭ ‬المشاعر‭ ‬الإقليمية‭ ‬مهيأة‭ ‬تماما‭ ‬حاليا‭ ‬لحسم‭ ‬الصراع‭ ‬وإعادة‭ ‬البناء،‭ ‬مع‭ ‬انحسار‭ ‬التصدعات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عنها‭ ‬انتفاضات‭ ‬2011،‭ ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬الدلائل‭ ‬الترابط‭ ‬المتزايد‭ ‬بين‭ ‬قطر،‭ ‬والسعودية،‭ ‬ومصر؛‭ ‬وتطبيع‭ ‬علاقات‭ ‬تركيا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متردية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬الإمارات،‭ ‬والسعودية،‭ ‬ومصر؛‭ ‬واستئناف‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬وسوريا‭. ‬وفي‭ ‬اليمن‭ ‬أدى‭ ‬التحول‭ ‬السياسي‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وجهود‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬احتمالات‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬منذ‭ ‬سبعة‭ ‬أعوام‭.‬ والأمر‭ ‬الثاني،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬اتفاقات‭ ‬إبراهام،‭ ‬التي‭ ‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬للاعتراف‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بإسرائيل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والبحرين،‭ ‬والسودان،‭ ‬والمغرب‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬وسعت‭ ‬من‭ ‬نطاق‭ ‬الهيكل‭ ‬الأمني‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬العبء‭ ‬الأمني‭ ‬الملقى‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬أمريكا‭.‬ وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬فإنها‭ ‬سوف‭ ‬تنتظر‭ ‬حتى‭ ‬تعيد‭ ‬مواءمة‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وفقا‭ ‬لذلك،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حتى‭ ‬توافق‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفقا‭ ‬لمبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬اقترحتها‭ ‬السعودية‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬ووافقت‭ ‬عليها‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬أمريكا‭ ‬مثل‭ ‬الإعادة‭ ‬المتوقعة‭ ‬لجزيرتين‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬للسعودية‭ ‬وإمكانية‭ ‬استخدام‭ ‬المجال‭ ‬الجوي‭ ‬السعودي‭ ‬للرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬التجارية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬هي‭ ‬النقطة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬ وثالثا،‭ ‬فإن‭ ‬السعودية‭ ‬تغيرت‭ ‬جذريا‭ ‬منذ‭ ‬زيارة‭ ‬بايدن‭ ‬الأخيرة‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬فبينما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مسموحا‭ ‬للمرأة‭ ‬بقيادة‭ ‬السيارات‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬أصبح‭ ‬التعليم،‭ ‬والعمل،‭ ‬والفضاءات‭ ‬العامة‭ ‬مفتوحة‭ ‬تماما‭ ‬للمرأة‭.‬ وقد‭ ‬لحقت‭ ‬الإصلاحات‭ ‬بكل‭ ‬مظهر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تقريبا،‭ ‬العام‭ ‬منها‭ ‬والخاص،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الرياضة‭ ‬والسياحة،‭ ‬والترفيه،‭ ‬والفنون،‭ ‬والثقافة‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬ وأوضح‭ ‬عسيري‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭. ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬خطته‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭ ‬تسعى‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السعودي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعات‭ ‬تنمية‭ ‬جيجا‭ ‬مثل‭ ‬مدينة‭ ‬نيوم‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬كلفتها‭ ‬500‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انبعاثات‭ ‬كربونية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬ ومن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬تحليل‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬عسيري‭ ‬ذكره‭ ‬أن‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬السعودية،‭ ‬تسعى‭ ‬أيضا‭ ‬لتحقيق‭ ‬رؤاها‭ ‬الوطنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتحرر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتنوع‭ ‬الاقتصادي‭. ‬

مشاركة :