كتبت- زينب إسماعيل أكدت الفنانة التشكيلية رباب رجب أن التراثيات العربية مليئة بالطاقة والقصص الجميلة التي تحتاج الى أن تصل للعالم، في الوقت الذي ذكرت «لأخبار الخليج» أنها تمزج في لوحاتها ما بين الفن البحريني والعربي لتشابه العناصر الثقافية والتراثية في كل المجتمعات. *أسباب التركيز على التراثيات الخليجية والمحلية؟ يرسل الفن بشكل عام رسائل عديدة تتعلق بأمور مختلفة. لذلك، الوعي التراثي هو التركيز الرئيسي الذي أريد أن أظهره للعالم من خلال أعمالي الفنية. أعتقد أن الفن يجمع الناس من مختلف أنحاء العالم. وتستحق ثقافتنا البحرينية والخليجية أن تصل للعالم، لذلك كبداية اخترت الفن التراثي كمصدر لإلهامي. هناك العديد من الأسباب التي دفعتني إلى اختيار هذا المسار، فمن المهم رؤية أشخاص من ثقافات مختلفة قادرين على التواصل مع كل لوحة من لوحاتي. طرحت بعض الأسئلة في ذهني قبل أن أبدأ رحلتي في الفن التراثي، مثل كيف كانت المرأة البحرينية تعيش في الماضي؟ وماذا تستخدم من أدوات بسيطة لتزيين نفسها؟ وبشكل عام كيف كانت تلعب دورا كبيرا في ابراز تراث وعادات وتقاليد البحرين. التراث في الوطن العربي مليء بالطاقة والألوان والقصص الجميلة التي أود مشاركتها من خلال اعمالي الفنية. *لماذا يتم إبراز عناصر التراث المحلي، وبالتحديد الذهب والملابس؟ التفاصيل المحيطة بثقافتنا في الوطن العربي مثيرة للاهتمام، أشتغل على كل ما يتعلق بتلك التفاصيل الصغيرة. التفاصيل التي نراها في الذهب البحريني بالصياغة القديمة والأزياء البحرينية الشعبية بالزري الذهبي مثل ثوب النشل الذي ترتديه المرأة عادة في المناسبات الخاصة. أركز على إظهار كل هذه التفاصيل كجزء من التراث البحريني الذي يخص المرأة، كما انه يوضح كيف كانت النساء تتزين في الماضي، وهؤلاء هم أمهاتنا وجداتنا لذلك من الجميل إظهارهم من خلال الأعمال الفنية. *المزج ما بين التراثيات الخليجية والعربية؟ لماذا؟ تراث البحرين مصدر إلهامي الأول في رحلتي الفنية، ولكن الفن الشعبي منتشر جدا في عالم الفن البحريني لذلك اتجهت نحو دمج الثقافات المتشابهة في الوطن العربي. في المجتمع العربي والخليجي، لدينا الكثير من التشابه في الثقافة والتراث، لذلك بصفتي فنانة، كان هدفي دراسة ثقافة العديد من البلدان المختلفة في الوطن العربي ومنطقة الخليج بما في ذلك البحرين، ثم ابتكار عمل فني يجمع تفصيلا معينا من تراث كل بلد. ومنه الفن العراقي الشعبي والفن المصري وأيضا الفن التراثي الخليجي بشكل عام مع اضافة لمسات معاصرة لكل لوحة فنية. بهذه الطريقة تصبح أعمالي الفنية مميزة في عالم الفن الشعبي أكثر من كونها مجرد قطعة فنية تقليدية تتحدث عن تراث بلد معين. *السبب من وراء الاهتمام بالعنصر النسوي بالتحديد، ومزجه مع العنصر الرجالي؟ كامرأة، أردت التركيز على دعم دور المرأة من خلال الفن، لكونها أظهرت جزءًا كبيرًا من تراث البحرين على مر السنين. فالمرأة هي رمز الحياة، وهي أيضًا رمز للسلام والحب والإنسانية. لذلك، هناك رسالة سلمية وراء كل لوحة من لوحاتي يمكن أن يشعر بها كل فرد في الوطن العربي. نادرًا ما استخدم العنصر الرجالي في أعمالي الفنية، إلا أن بعضها يتطلب هذا العنصر لنقل رسالة ما، على سبيل المثال علاقة المرأة بالرجل في مجتمعنا، كرمز من رموز نجاحه. لذلك في بعض اللوحات، من المهم اظهار العنصر الرجالي لإكمال فكرة ومفهوم العمل الفني بالكامل. *لماذا تستغنين عن الملامح الخليجية في أغلب اللوحات؟ عدم إظهار ملامح الوجه يسهم في جذب العين والتركيز على موضوع اللوحة، وبالتحديد إظهار التفاصيل البحرينية التراثية من خلال الذهب البحريني بتفاصيله وصياغته القديمة، وتصاميم ثوب النشل القديم بالخيوط الذهبية. في بعض الأعمال الفنية امزج ما بين الحديث والتقليدي، وأضيف ميزات غير واقعية للوجه. لا أفضل الاشتغال في الفن الواقعي بكثرة. لذلك، لا اعمل بميزات معينة مثل ملامح الوجه الخليجي أو البحريني، لأن المشاهد بشكل عام قادر على فهم الفكرة التي تظهر من خلال تفاصيل العمل الفني من غير ابراز اي ملامح حادة. *أدخلت العنصر الطبيعي ضمن لوحاتك كالمشموم والورد المحمدي، ما هي الرسالة من وراء ذلك؟ المشموم والورد المحمدي هي من أدوات الزينة للمرأة البحرينية قديما، لذلك ادخلتها في اعمالي كرمز للتراث البحريني الذي يخص المرأة. فكان لا بد منه في كل المناسبات الخاصة مثل الأعراس او ليلة الحنة. وايضا في الحياة اليومية، تضيفه المرأة على جدائلها من أجل تعطير شعرها به. هذه العناصر الطبيعية كان لها دور بارز في التراث وتعتبر رمزا من عادات البحرين بشكل عام، وهي ما تكمل العمل الفني.
مشاركة :