غضب في ليبيا الغنية بالنفط بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء

  • 7/5/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غضب في ليبيا الغنية بالنفط بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء طرابلس - تواجه ليبيا البلد الغني بالنفط مشاكل حياتية يومية كبيرة خاصة في ما يتعلق بانقطاع التيار الكهربائي بين الفترة والأخرى ما يثير احتجاجات عارمة. فعندما انقطعت الكهرباء عن مدينة بنغازي الأسبوع الماضي انطلق هيثم الغول إلى الشارع مع ابنه عثمان (خمس سنوات) للبحث عن مكان لتوصيل جهاز تنفس صناعي يحتاجه الطفل المصاب بالربو بالتيار الكهربائي. وانتشرت سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا صورة الغول وهو يحتضن عثمان في الشارع وجهاز التنفس موصل بمولد خاص لدى أحد المتاجر كرمز على أزمة الكهرباء التي أثارت غضب الليبيين من مختلف الأطياف السياسية. وقال الغول “عانينا كثيرا من انقطاع الكهرباء في بنغازي. أنا مجرد حالة من العديد من الحالات”. وتحول الإحباط الناتج عن انقطاع الكهرباء وإخفاقات أخرى لا تعد ولا تحصى للزعماء المتناحرين إلى احتجاجات يوم الجمعة على المؤسسات السياسية التابعة لجميع أطراف الصراع تقريبا. يعاني قطاع الكهرباء في ليبيا منذ سنوات من مشكلات تتعلق بالصيانة وآثار الحرب وسرقة المعدات والفساد وفي طرابلس تظاهر المئات في ساحة الشهداء في أكبر احتجاج منذ سنوات، وفي طبرق اقتحم محتجون مقر البرلمان وأضرموا النار في أجزاء منه. وعلى الرغم من أن الاحتجاجات كانت تتعلق بمشكلات أخرى أيضا، كانت المظاهرة الرئيسية تتعلق بانقطاع الكهرباء في ما يظهر كيف يمكن لمشكلات البنية الأساسية أن تتصاعد في الأجواء السياسية المضطربة في ليبيا. ويعاني قطاع الكهرباء منذ سنوات من مشكلات تتعلق بالصيانة وآثار الحرب وسرقة المعدات والفساد، وفي الفترة الأخيرة من حصار الفصائل الشرقية لمنشآت نفطية وقطعها لإمدادات الوقود عن بعض محطات توليد الكهرباء. وتعمل شركة الكهرباء العامة مع متعاقدين أجانب على تشغيل ثلاث محطات كهرباء إضافية هذا الصيف لكن العمل يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع. وحتى خارج مبنى رئيسي تابع لشركة الكهرباء العامة في وسط طرابلس هناك مولد ضخم للإبقاء على تشغيل المكاتب وقت انقطاع الكهرباء. وعندما غرقت أحياء كاملة في طرابلس في الظلام في ليالي الصيف الحارة طغى هدير المولدات الخاصة على أي أصوات أخرى، في حين تصاعد الدخان من محركاتها التي تعمل بوقود الديزل. وحتى من يقدرون على تحمل تكلفة المولدات الخاصة يجدون صعوبة في شراء الوقود ويقفون أحيانا لساعات كل مرة في الطوابير. وكثيرا ما تتعطل المحركات وتشاهد أكواما من المحركات القديمة خارج ورش ظهرت فجأة لإصلاحها. وانقطاع الكهرباء الذي يدوم في بعض الأحيان لأربع وعشرين ساعة عادة ما يقطع معه القدرة على الدخول إلى خدمة الإنترنت في أحياء بكاملها ويؤثر ذلك تقريبا على كل مناحي الحياة. عندما قرر مطعم مجموعة الفصول الأربعة في طرابلس، وهو مطعم لا صلة له بسلسلة الفنادق، توفير مساحة مجانية تعمل بمولد كهربائي للطلبة الذين يراجعون دروسهم للامتحانات، استقبل عددا كبيرا من الشبان ومعهم حقائب الكتب وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. وقالت آية مكي شريف الأستاذة المحاضرة في المعهد العالي للتقنية الهندسية والتي أحضرت ابنها الزروق البالغ من العمر 11 عاما إلى المطعم لتدريسه الرياضيات، إن “المولدات تحتاج إلى صيانة مستمرة، وأنا أخاف من أن تتم سرقتها”. وأضافت “عندما تنقطع الكهرباء، أشعر أن كل شيء يتوقف”. وعلى طاولة أخرى في المطعم، قالت ديباج الطرابلسي طالبة العلوم السياسية إن الكهرباء تعمل في منزلها بمنطقة صلاح الدين ساعتين فقط يوميا، مما يجعل من المستحيل الدراسة في طقس الصيف الحار. يعاني قطاع الكهرباء من مشكلات تتعلق بالصيانة وآثار الحرب ومن حصار الفصائل الشرقية لمنشآت نفطية وقطعها لإمدادات الوقود عن بعض محطات توليد الكهرباء وأضافت “هذا يؤثر على مستوى تعليمي”. ومنذ احتجاجات يوم الجمعة اتهمت الفصائل المتناحرة في ليبيا بعضها البعض بالمسؤولية عن الأزمة ووعدت بالعمل على تحسين الوضع. وقال حسام بن زيتون صاحب مجموعة الفصول الأربعة “يعدوننا بالكهرباء كل عام ومن ثم لا شيء يتحقق”. وفي صيف 2020، وبعد أن وضعت الحرب في طرابلس أوزارها، خرجت احتجاجات عنيفة غير مسبوقة في ليبيا منذ 2011، بسبب أزمة انقطاع الكهرباء وتردي الأوضاع الاقتصادية، ما دفع الطبقة السياسية بمختلف أوجهها لخفض رؤوسها أمام العاصفة وتقديم تنازلات وقربان لتهدئة غضب الشارع. وتاتي التطورات الحالية فيما تعيش ليبيا أزمة سياسية خانقة  حيث تظاهر الآلاف غرب وشرق البلاد للمطالبة برحيل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وحتى حكومتي فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة، بعد أن وصلت الأوضاع السياسية والاقتصادية إلى حد لا يطاق بداية مرحلة جديدة يمكن ان تصل بالبلد الى نهاية النفق. ومثل فشل اجتماع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب في طبرق، وخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) في التوصل إلى توافق بشأن المسار الدستوري، كان القشة التي قسمت ظهر البعير. وعبر المتظاهرون عن غضبهم من فشل اجتماع جنيف بحرق مقر مجلس النواب في طبرق، بينما كانت مظاهرات طرابلس أكثر سلمية ولم تمس مقر مجلس الدولة، الذي خرج رئيسه مساء الخميس، في كلمة مصورة، كشف فيها تفاصيل لقائه مع عقيلة، وبالأخص تراجع الأخير عن شرط منع مزدوجي الجنسية من الترشح للرئاسة، في إشارة إلى خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي.

مشاركة :