القاهرة - لم يكن كافيا ان تنتزع بطلة ألعاب القوى المصرية بسنت حميدة الذهب في دورة ألعاب البحر المتوسط، التي تستضيفها مدينة وهران الجزائرية لتحضى برضا كل مواطنيها، اذ ان رأى كثير منهم انها سقطت في امتحان اخر، وهو امتحان سجود احتفالي يستجيب للمعايير والمواصفات الاسلامية الصرفة. وركعت البطلة المصرية شاكرة الله بعد أن قطعت مسافة 100 متر بزمن قدره 11.10 ثانية، لتصبح أول لاعبة مصرية تحقق ميدالية ذهبية، في هذا السباق على صعيد ألعاب القوى عبر التاريخ. ودخلت اللاعبة لحظة فوزها في نوبة من البكاء والصراخ. وسجدت على الأرض شاكرة، فيما انتشر في المقابل فيديو يظهر البطلة المصرية فور فوزها وهي تطلب علم مصر لرفعه اعتزازا ببلادها وكلفتة حب وتكريم لها. وأظهرت لقطة اخرة حميدة، بينما تحمل علم مصر، وهي تقبل يد زوجها ومدربها من بين أسوار الملعب. لكن لقطة السجود لم تمر من دون سجالات مصرية على مواقع التواصل، إذ اعترض البعض على كونها أقدمت على السجود بلباس السباق (الشورت)، الذي يكشف "العورة"، وفقا لهؤلاء. واستند مهاجمو اللاعبة الى ذهاب جمهور الفقهاء ممن استحب سجود الشكر إلى اشتراط الطهارة فيه وستر العورة واستقبال القبلة، وقول ابن حجر: "وهي أي: سجدة الشكر كسجدة التلاوة المفعولة خارج الصلاة في كيفيتها، وواجباتها، ومندوباتها". وقال الداعية الإسلامي الشيخ محمد القويسني: "اللاعبة حققت إنجازا عظيما، ولكن سجودها بهذا الشكل تناقض عجيب وغريب، فمن المفترض على الإنسان أن يشكر الله في أفضل الثياب وأفضل هيئة". إلا أن ملايين المصريين دافعوا عنها، وعن موقفها وردة فعلها العفوية هذه لحظة الفوز، ودعموها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ووجد مدافعون عن بسنت حميدة ان فعلها "عفوي" وتم لجهلها بالأمور الدينية المتعلقة بأحكام سجود الشكر وشروطه. وقال أحد المغردين: "لعيبة منتخب مصر بيسجدوا وهم لابسين شورت فوق الركبة، طيب إيه الفرق مش فاهم؟ وقالت أخرى "الناس تركت فوزها وانشغلت بملابسها! لا استغرب هذا هو العقل العربي، نعم ملابسها غير محتشمه ولكن هل سَيُحاسب أحد عنها؟؟ ألا يتابع هؤلاء انفسهم الاجنبيات؟ من يعمل نفسه شيخ ومتدين لماذا يتابع هكذا سباقات ورياضات وهو يعلم ان ملابسهم بهذا الشكل؟؟ كُثر هم من يدّعون التدين وداخلهم اباحية قذرة شياطين أكثر من الشيطان نفسه وربما المتسابقة المصرية بملابسها هذة أشرف منهم كلهم". من جهته قال نجم الكرة السابق أحمد حسام ميدو، المذيع حاليا بقناة المحور قائلا: "أنا كنت فاكر الجماهير هتشيد ببسنت وتتغنى بيها بعد إنجازها، لكني فوجئت بسخرية من لبسها.. متخلوناش (لا تجعلونا) نرجع لعصور الظلام، واحدة رياضية جوزها جنبها بتلعب رياضة، بدل ما نتكلم في إنجازها نتكلم عن لبسها (..)". أما النجم الكروي السابق، الإعلامي أحمد شوبير فقال: "لكل مقام مقال، هي بتعمل كدة كنوع من الإغراء يعني لا سمح الله؟، ليه مش بتشوف صورتها وهي بتبوس يد جوزها، وهي بتقول عايزة علم مصر علشان ترفعه، مش عاجبك متتفرجش"، وفق ما نقل موقع "الوطن سبورت". وانتشرت تدوينات عدة تدافع عن بسنت منها ما كتبته مدونة: "أين ومتى وكيف ترعرع كل هذا السودا في حياتنا". يشار إلى أن حميدة تأهلت أيضا إلى نهائي بطولة 200 متر عدو لتنافس على ميدالية أخرى.
مشاركة :