أثار ما تردد عن قبول فريد الديب، محامي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الدفاع عن المتهم بقتل طالبة المنصورة، نيرة أشرف، الكثير من الجدل في مصر، وتساؤلات بشأن من يمكنه دفع أتعاب المحامي الباهظة. وجاء الإعلان عن إمكانية قبول الديب، وهو من يعتبره كثيرون أشهر محام في مصر، بالدفاع عن محمد عادل، الطالب المتهم بقتل زميلته بسكين أمام جامعة المنصورة، قبل يومين من جلسة النطق بالحكم، وذلك بعدما كانت محكمة الجنايات أحالت أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه. وانتقد البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، الديب، في حال قبوله الدفاع عمن وصفوه بـ"قاتل" تم تصويره أثناء ارتكابه جريمته التي هزت الرأي العام في مصر. لكن المحامي قال إنه لا يدافع عن جريمة "بل أدافع عن متهم بارتكاب جريمة، وهناك فارق كبير بينهما، ووظيفتي العمل على تطبيق صحيح القانون، ومجابهة عدم تطبيق أحكامه بشكل صحيح على المتهمين فى القضايا المختلفة"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الشروق" المصرية. وأضاف الديب بأنه قد استفزه بيان القاضي الذي ألقاه للعامة خلال الجلسة الماضية، متضمنا إدانة المتهم، وذلك قبل صدور حكم المحكمة بإجماع الآراء بإدانته. يذكر أن كلمة المستشار بهاء المري، رئيس المحاكمة، التي ألقاها قبل إحالة المتهم للمفتي، أثارت جدلا قانونيا، بسبب عباراتها وما وصف بأنه إدانة القاضي للمتهم واستحقاق موته، وذلك قبل الحكم بإدانته من جميع أفراد الدائرة. وكشف الديب عن عزمه دراسة الحكم الذي من المقرر أن يصدر غدا الأربعاء، وحيثياته، لتقديم الطعن ضده، مشيرا في تصريحات لموقع "مصراوي" أنه لم يقبل الدفاع عن المتهم محمد عادل، حتى الآن. من جهة أخرى أثارت مسألة أتعاب المحامي الشهير، في حال قبوله القضية، الكثير من التساؤلات إذ من المعروف أنه يحصل على أموال طائلة من مقابل دفاعه عن متهمين، مثل الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه، ووزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلى، ورجل الأعمال حسن راتب، ومشاهير آخرين. ونقلت صحيفة "أهل مصر" عن ندى عادل، شقيقة المتهم، قولها إنه لم يتم التواصل مع الأسرة بشأن هذا الأمر، قائلة: "شكرًا فريد الديب والعدالة ستتحقق في نقض حكم الإعدام ولكل فئات المجتمع التي تعاطفت مع محمد أخويا ضحية الاستغلال من أسرة الفتاة"، على حد قولها. وأضافت: "نحن كأسرة التزمنا بالصمت وعدم الرد ولكن القانون العادل وإجراءاته سيتم تفعيله خلال الفترة المقبلة"، مؤكدة أن حملات جمع أموال الدية "تثبت جديًا تعاطف الرأي العام مع شاب عشريني ظُلم على أيدي الفتاة الراحلة وأفراد أسرتها قبيل ارتكاب الجريمة أمام أبواب جامعة المنصورة". بينما اعتبر طارق العوضي، المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسي، على حسابه على تويتر، أن فريد الديب "وافق على الدفاع عن المتهم بقتل نيرة بناء على طلب من متعاطفين معه في مصر واليونان، موضحا أنهم من تكفّلوا بسداد الأتعاب. وعلق العوضي على ذلك قائلا: "مأساة هذا الواقع أن هناك ناس جمعوا ملايين وذهبوا بها لأغلى محامي في مصر حتى يدفعوها لشخص قتل جهارا نهارا لا يعرفوه ولا يعرفهم، وأمامنا أهالي محبوسين في قضايا رأي باعوا عفش "أثاث" بيتهم حرفيا، لم يفكر فيهم أحد من هؤلاء الناس". يأتي هذا بعد أن أعلنت أسرة الطالبة الضحية، نيرة أشرف، عن رفضها للحملة التي أطلقها المحامي، أحمد مهران، ودعوته لتجميع أموال لدفعها كدية للأسرة، لتخفيف العقوبة على القاتل. وقال مهران في فيديو بثه على صفحته على فيسبوك، إنه يفعل ذلك ليس دفاعا عن القاتل وإنما "رأفة بأمه". في المقابل، قال أشرف غريب، والد الضحية، في تصريحات تلفزيونية: "أرفض ما قاله المحامي أحمد مهران بأن أخت نيرة أشرف لمحت ببوست على السوشيال ميديا عن دفع الدية، ولا يوجد ما يسمى تلميح، وأرفض هذا الكلام وسأقاضي المحامي الذي تحدث بذلك لأننا لا نريد إلا القصاص من قاتل ابنتي وهو الإعدام".
مشاركة :