«التنمية الأسرية» بالشارقة: لا أثر للمخدرات الرقمية في الدولة

  • 12/22/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت إدارة مراكز التنمية الأسرية في الشارقة أن الأبحاث العلمية، التي أعلن عن فوزها أمس بجائزة الدراسات التابعة للإدارة، أثبتت عدم وجود أي أثر للمخدرات المستحدثة، المسماة الرقمية، على أرض الدولة، وذلك بناء على نتائج بحث ميداني استقصى واقع المخدرات الرقمية محلياً. وأضافت، خلال ندوة عقدتها أمس، وأعلنت فيها عن الفائزين في الدورة الـ12 بجائزة البحوث والدراسات في دورتها للعام الجاري، أن محاور البحوث الفائزة تضمنت نشأة المخدرات الرقمية وتطورها، وانخفاض سن التعاطي، ودور الأسرة في الوقاية من المخدرات المستحدثة. وحصلت على المركز الأول للجائزة الباحثة فاطمة العطري، والمركز الثاني الباحثة فدوى إبراهيم، والمركز الثالث الباحثة مريم عبدالله. وأكدت الباحثة الفائزة بالمركز الثاني للجائزة، فدوى إبراهيم، عدم تسجيل أي حالة لمتضررين من المخدرات الرقمية محلياً، وعدم وجود دليل واقعي على استخدام هذا النوع من المخدرات، موضحة أن عدم وضوح الرؤية حول طبيعة المخدرات الرقمية دفع الإعلام المحلي إلى اتخاذ أسلوب ركز على مخاطرها، مستخدماً العناوين الرنانة لتحذير أولياء الأمور، كما أن تناول الإعلام للموضوع كظاهرة من باب الوقاية خير من العلاج، دون أن تكون هناك دراسات علمية مؤكدة. وخرجت الباحثة في نتائج بحثها بأن 46% من العينة المبحوثة من أصل 120 طالباً جامعياً يعرفون المخدرات الرقمية، وتصدر الأصدقاء مصدر المعرفة بنسبة 30%، فيما بلغت نسبة الذين حاولوا الحصول على المعلومات من الإنترنت 51%، والباحثين بدافع الفضول 27%، ومن يعتقدون أن تأثير المخدرات الرقمية يساوي تأثير المخدرات العادية 47%. وقالت الباحثة إن الإمارات تعتبر من أعلى الدول استخداماً لشبكة الإنترنت، وقد وضعها ذلك على المحك، حيث احتلت المرتبة الثانية عالمياً في استخدام الإنترنت، بحسب عدد السكان، وبلغ 92% بحسب دراسة أجراها موقع we are social، كما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت عبر شبكات الهاتف النقال 89% من إجمالي عدد سكان الدولة، حيث حلًت في المرتبة الـ 11 عالمياً في نسبة انتشار مستخدمي الإنترنت السريع عبر شبكات الهاتف النقال، بحسب تقرير اللجنة الدولية الخاصة بالنطاق العريض من أجل التنمية الرقمية. وتابعت: من أجل ذلك، يواجه مجتمع الإمارات غزواً فكرياً وثقافياً يتعلق بالمنتج المصدر إليه عبر قنوات تستخدم شبكة الإنترنت وسيلة للترويج لما هو جديد، مثير، ومغرٍ، وهنا نتحدث عن منتج عرفه الغرب قبل أن تعرفه منطقتنا العربية، هو (المخدرات الرقمية)، ويطلق عليها كذلك I doser، وهي عبارة عن ملفات صوتية (نغمات) يتم تحميلها عن طريق مواقع إلكترونية متخصصة في بيعها مقابل مبالغ ملائمة للأغلبية، وتتم تسميتها والإيحاء بأنها تعمل عمل المخدرات التقليدية، ذلك أنها تبث نغمات ذات ترددين مختلفين في قوتهما وتقاس بـ(هرتز)، فيحاول الدماغ جاهداً توحيد النغمتين ما يجعله في حالة غير مستقرة. من جهتها، ناقشت الباحثة الفائزة بالجائزة الأولى فاطمة العطري طبيعة المخدرات الرقمية، وأهم العوامل التي قد تدفع الشباب إلى اللجوء إلى استخدامها والمؤثرات النفسية والاقتصادية والاجتماعية، موضحة أن الترويج للمخدرات الرقمية، يمكن أن يكون الطريق إلى الإدمان على المخدرات الفعلية. وأوصت دراستها بوضع قواعد بشأن اصطحاب الأجهزة الذكية في المدارس، وتقنين الأسر لاستخدامها وإطلاق الخطط والبرامج المناسبة للتوعية الرقمية. وأكدت أنه على الرغم من عدم وجود حالات كشفت عن المخدرات الرقمية، إلا أنها أكدت وجود عوامل يمكن أن تؤدي إلى تعاطي هذا النوع من المخدرات كسوء التربية والهروب من ضغوط الحياة والاكتئاب وضعف التخطيط المستقبلي واضطراب التفكير. وجاءت توصياتها بتشخيص حالات المتعاطين مع إثباتها، بالتنسيق مع وزارة الصحة وتشكيل هيئة دولية، لمحاربة هذا النوع من المخدرات. بدورها، أشارت رئيس قسم البحوث والدراسات والمشرف العام على الجائزة، أميمة العاني، إلى أن الجائزة تعد رافداً للمعلومات الأسرية في الشارقة، حيث بدأت كمنشط للبحث العلمي، ما يسهم في دفع عجلة العمل البحثي، لافتة إلى أن موضوعات الجائزة شكلت على مدار السنوات المنصرمة وسيلة للتعبير عن التحديات التي تواجهها المجتمعات المحلية والخليجية. وشرحت أن المخدرات الرقمية ظاهرة كتب عنها الإعلام كثيراً، ما دفعنا كجهة بحثية متخصصة إلى التنقيب علمياً عنها، والبحث عن أصلها، ومعرفة ما إذا كانت موجودة فعلاً أم مجرد دعاية إعلامية، مبينة أن الجائزة تستهدف معالجة الظواهر والمشكلات البارزة في المجتمع، ومتابعة السلوكيات ودراستها لغرض معالجتها علمياً، وإعداد جيل باحث يواكب تطور المجتمع.

مشاركة :