مقالة خاصة: "مساحاتنا" تطبيق إلكتروني يسهل على النساء المعنفات الوصول إلى ملاذ آمن في غزة

  • 7/5/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تمكنت الفلسطينية هبة محمد بعد طول عناء من التواصل مباشرة مع إحدى المؤسسات النسوية عبر تطبيق إلكتروني للحصول على دعم نفسي واجتماعي للتخلص من تبعات العنف الأسري الذي تتعرض له بشكل مستمر. وشارك في إعداد وإطلاق التطبيق الذي يحمل اسم "مساحاتنا" نحو 18 مهندسة برمجة، حيث يتطلب من المشتركة تحميله على هاتفها النقال ومن ثم إدخال رقمها الخاص ومكان سكنها كي تتمكن من الحصول على كود معين خاص بها. وتعرفت هبة محمد (49 عاما) وهي أم لأربعة أبناء على التطبيق الإلكتروني من خلال إحدى صديقاتها التي علمتها كيفية استخدامه، ومكنها ذلك من التواصل مع الجهات المختصة والقادرة على إنقاذها من معاناتها. وتقول السيدة الأربعينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن معاناتها الفعلية بدأت عند إجبارها على الزواج من رجل يكبرها بحوالي (15 عاما) في حين لم تكن أتمت (14 عاما)، مشيرة إلى أنها تحولت إلى زوجة لرجل لا تعرفه مارس شتى أنواع العنف ضدها. ولم تتوقف معاناة هبة عند هذا الحد، بل تضاعفت معاناتها بعدما توفي زوجها في عام 2015 بسبب إصابته بمرض السرطان، حيث قام إخوتها بإجبارها على ترك أبنائها والعودة إلى منزل عائلتها كي تتزوج من رجل آخر. وتشكو هبة أنها منذ عودتها إلى بيت عائلتها "حرمت من رؤية أطفالها في حين يقوم أخوتها بضربها بين وقت وآخر... وأصبحت خادمة جديدة لزوجاتهم في ظل عدم احترام منهن". وفي محاولة للتخلص من حياتها المأساوية، حاولت هبة الانتحار أكثر من مرة عبر تناول جرعات كبيرة من الأقراص الطبية، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل مما ضاعف من تعنيف إخوتها لها جسديا ونفسيا واقتصاديا. وتتلقى هبة حاليا العديد من جلسات الدعم النفسي التي تقدمها مؤسسات نسوية، لمساعدتها على اتخاذ قرارها لمواجهة العنف الأسرى المستمر الذي تتعرض له، وسط وعود بتمكينها اقتصاديا كي تكون مؤهلة لاستعادة حقها في رعاية أبنائها، على حد قولها. وهبة واحدة من بين 190 سيدة تواصلن فعليا مع المؤسسات النسوية ذات الاختصاص من خلال تطبيق "مساحاتنا". كما يوجد حوالي 600 سيدة أخرى مشتركات عبر التطبيق منذ إطلاقه قبل ثلاثة أشهر، بحسب ما أفادت خلود سوالمة مديرة المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي بغزة لـ ((شينخوا)). وتقول خلود سوالمة "قمنا ببرمجة التطبيق بعدما وجدنا بأن هناك عدد ليس بقليل من النساء، خاصة الذين يعشن في مناطق نائية، لا يستطعن الوصول إلى المؤسسات النسوية القادرة على مساعدتهن معنويا وماديا". وذكرت أن التطبيق فور فتحه، تظهر استمارة بها 6 أسئلة مربوطة بخوارزيمية معينة، حيث تمكن السيدة من الوصول إلى الخدمات التي تحتاجها من خلال ترشيح المؤسسات التي تقدم هذه الخدمات. ويساهم التطبيق في تقديم الدعم النفسي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني، بالإضافة إلى المأوى للنساء اللواتي يعانين من العنف الأسري، وذلك بالشراكة مع 14 مؤسسة أهلية نسوية. وتقول سلمى السويركي أخصائية نفسية في مركز شؤون المرأة، إن التطبيق ساهم في توفير "فرصة ذهبية للنساء المعنفات للوصول إلى المؤسسات الخاصة بهن بأقل وقت وجهد وتكلفة وأكثر سرية". وأضافت سلمى السويركي لـ ((شينخوا)) إن المرأة عند تواصلها تقوم الجهات المختصة بالتواصل معها من خلال الرقم المجاني المتوفر عبر التطبيق، أو عبر الرسائل الالكترونية لتقديم الخدمات الإرشادية لها. وتابعت أن الخطوة الثانية تبدأ بمقابلة السيدة المعنفة وإعداد البرنامج الإرشادي الخاص بها بشكل وجاهي، مشيرة إلى أن برنامج الدعم النفسي يشمل 7 جلسات للمساهمة في تأهيل السيدة لكي تكون قادرة على اتخاذ القرار وإيقاف العنف الذي تتعرض له. ولاحقا يقوم المركز بوضع خطة نفسية - اجتماعية لتقديم الدعم القانوني والاجتماعي والاقتصادي للنساء المعنفات من خلال دمجهن في العديد من البرامج المتخصصة. وتعرضت حوالي 58.2 % من النساء في الأراضي الفلسطينية للعنف الأسري، سواء كان جنسيا أو نفسيا، خلال العام 2021 ،بحسب آخر إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في مارس الماضي. وتطمح خلود سوالمة لتطوير التطبيق ليشمل شرائح مجتمعية مختلفة أخرى مثل الأطفال والشباب وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى إمكانية تطويره ليمكن استخدامه على هواتف "آبل".■

مشاركة :