بيتر مورر: التواصل مع المجموعات المسلحة صعب لكنه ضروري

  • 12/22/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تزامناً مع انتشار النزاعات حول العالم، تزداد انتهاكات حقوق الإنسان. ويرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورر، أن المشوار لايزال طويلاً لإقناع الفصائل المتناحرة في سورية وغيرها، بضرورة احترام المواثيق الدولية. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة لوموند الفرنسية: ■هل تحترم الأطراف المتنازعة المواثيق الموقعة في جنيف، التي تنظم استخدام السلاح في وقت الحروب والنزاعات؟ ■■يعيش العالم حالياً تحولاً كبيراً في ما يخص العنف والنزاعات المسلحة، لا يوجد طرفان أو ثلاثة في نزاع ما، بل أطراف عدة، وهذا يعقد مسألة تطبيق اتفاقية جنيف، لقد تم إعداد الوثيقة في القرن الـ20، وهي موجهة للجيوش النظامية، ونحن في لجنة الصليب الأحمر نسعى لإقناع الأطراف المتنازعة هنا وهناك، بأن هذه المواثيق الإنسانية تشمل جميع النزاعات. ■كيف ترون القتال في الشرق الأوسط؟ ■■حققنا بعض التقدم في العراق وسورية واليمن وغيرها. نتمكن أحياناً من إقناع فصيل مسلح بضرورة السماح لنا بالوصول إلى ضحايا الحرب. كما يسمح لنا أيضاً في بعض الأوقات بلقاء السجناء وتقديم الدعم للأهالي. التواصل مع الفصائل المسلحة صعب وخطير، لكن من واجبنا إيجاد طريقة ما للحوار، هناك دائماً أشخاص نافذون في أي فصيل مسلح، والوصول إليهم يسهل لنا العملية، وحتى الجيوش النظامية ليست بعيدة عن الشبهات، إذ يشكل العمل معها تحدياً مستمراً. ■هل تواصلتم مع سجناء في فرنسا متهمين بالإرهاب، أو على علاقة بما يجري في سورية؟ ■■لا. نتابع فقط حالات السجناء الذين رحلوا من سجن غوانتنامو إلى فرنسا، لأنهم يحملون الجنسية الفرنسية. نقل المتهمين في قضايا الإرهاب لايزال محل جدل كبير، ونحن نعمل مع الحكومات لمزيد من الشفافية. ■كيف يمكنكم إقناع أطراف النزاع في سورية باحترام المواثيق الدولية؟ ■■نحن نتقدم، وخلال السنوات الأربع الماضية قطعنا شوطاً كبيراً، لكننا بعيدون جداً عن الهدف المنشود، والوضع يسوء يوماً بعد يوم، لم تفلح جهودنا في التخفيف من معاناة آلاف النازحين والجرحى والسجناء. تردي الوضع الإنساني مبعث قلق كبير بالنسبة لنا. ■ما السبب الرئيس في ذلك؟ ■■إنه عدم احترام مبدأ أساسي في ما يخص حقوق الإنسان، وهو مبدأ التفريق بين الهدف العسكري من غيره، والمتمثل في المدنيين، يتعين على كل من يحمل السلاح، سواء كان عسكرياً نظامياً أو غير نظامي، عدم تعريض السكان المدنيين للخطر، وبما أن هذا المبدأ لا يحترم في سورية، فإن الهدف من الحوار هو إقناع أطراف النزاع وضع آليات داخلية لاحترامه. ■لماذا لا تجبرونهم على احترام المواثيق الدولية؟ ■■نحن ندعوهم إلى ذلك، أما إجبارهم فهي مهمة أطراف أخرى، مهمتنا هي تذكير المتحاربين بضرورة احترام حقوق الإنسان خلال القتال، ولجنة الصليب الأحمر ليس لديها القدرة على فرض القانون بالقوة، ونحن هناك (في سورية) للعمل من أجل تطبيق القانون الدولي عبر قنوات حوار رسمية.

مشاركة :