مخزون الذخيرة رهان حاسم في النزاع في أوكرانيا

  • 7/7/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو الحرب في أوكرانيا منذ فبراير ساحة لمواجهات كثيفة تشكل فيها المدفعية عاملا حاسما ويمكن أن تكون نتيجتها مرتبطة بعنصر لوجستي أساسي هو مخزونات الذخيرة. ويخوض الجيشان الروسي والأوكراني اللذان يريدان التزود بكل أنواع القذائف من رصاص الرشاشات إلى القذائف من عيار 155 ملم والصواريخ الدقيقة، حربا لاستنزاف هذه الذخائر، وكذلك الجنود والمعدات. والهدف هو الصمود لفترة تتجاوز قدرة العدو. وأكد ضابط أوروبي كبير “أنها القضية الراهنة (…) مسألة تدفق أسلحة ومخزونات (…) ما يميز النزاع الطاحن الاستهلاك المرتفع للغاية للذخيرة من كل العيارات”. فبالنسبة إلى القذائف مثلا، يقول تقرير للمعهد البريطاني المتحد لخدمات الدفاع والدراسات الأمنية (آر.يو.أس.آي) إن “روسيا تطلق نحو عشرين ألف قذيفة من عيار 152 ملم يوميا مقابل ستة آلاف قذيفة لأوكرانيا”. لكن لا يملك الطرفان الوسائل نفسها. فروسيا تعتمد على إنتاج موزع على أراضيها مع شبكة اتصالات تتحكم بها. في المقابل، لا يمكن لأوكرانيا أن تقاوم إلا بفضل مخزونات الغربيين ومصانعهم. وفي هذا الصراع المتمركز في شرق أوكرانيا، تميل الكفة اللوجستية لمصلحة الروس “لأن خطوط إمدادهم أقصر من خطوط الأوكرانيين الذين تقع مخزوناتهم في الغرب وحتى خارج بلادهم”. المدفعية تشكل عاملا حاسما ويمكن أن تكون نتيجتها مرتبطة بعنصر لوجستي أساسي هو مخزونات الذخيرة والتفوق الآخر للروس هو أن إنتاجهم يتكيّف بطبيعته مع أسلحتهم بينما تعمل أوكرانيا بالعديد من الأسلحة والذخائر من مصادر مختلفة من النماذج السوفياتية إلى أحدث الأسلحة الغربية. وقال ألكسندر خراميتشخين المحلل في معهد موسكو العسكري والسياسي إن “تسليم أسلحة ثقيلة حديثة يعقد الأمور بالنسبة إلى أوكرانيا بدلاً من مساعدتها”. ويرى تقرير المعهد البريطاني نفسه أن قفزة أوكرانية لا يمكن أن تعتمد على “تسليم تدريجي لعدد كبير من أرتال مختلفة من المعدات”. وفي المقابل، يقول واضعو التقرير إنه يتعين على الحلفاء “تنسيق دعمهم حول عدد صغير من الأنظمة”. وبمعزل عن ذلك، تبدو القدرات الإنتاجية والذخيرة المتبقية على المحك. وأما بالنسبة إلى الذخائر الموجهة والصواريخ الباليستية أو الفرط صوتية فيبدو أن موسكو تدير مخزونها بحرص كما يرى محللون، مشيرين إلى أن القول بأنها استنفدت مخزونها قبل عدة أسابيع كان من باب الخطأ. وأما بالنسبة إلى قذائف المدفعية، فإن “صناعة الدفاع الروسية لديها قدرة إنتاجية كبيرة”، حسب التقرير نفسه. وفي ما يتعلق بالقذائف يقول فيليب غروس العضو السابق في الاستخبارات العسكرية الفرنسية “إذا تخيلنا المدفعية الأوكرانية بحجم مضاعف (…) تطلق مثلا عشرة آلاف قذيفة يوميا، يمكن للمرء أن يفكر أن الولايات المتحدة، إذا كانت قادرة على إنعاش صناعتها بشكل فعال (…) يمكنها أن تدعم هذه العمليات بضعة أشهر فقط بهذه الكثافة القصوى”. لكن حرب الذخيرة تجري أيضا في المصانع التي عبأها الرئيس فلاديمير بوتين، بينما تلك التي يملكها الغربيون وهم رسميا ليسوا أطرافا في الحرب، لم تدخل في اقتصاد الحرب.

مشاركة :