تويتر منصة الصحافيين المفضلة لتتبع الأخبار

  • 7/7/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعد موقع تويتر أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخدامًا بين الصحافيين، لكن ذلك لا ينطبق بالضرورة على مستهلكي صحافتهم، وفقًا لدراسة جديدة من مركز بيو للأبحاث. وكتب كبير الباحثين في مركز بيو للأبحاث جيفري غوتفريد والكاتب مارك جوركويتز في مقدمة الدراسة “يستخدم أكثر من تسعة من كل 10 صحافيين في الولايات المتحدة (94 في المئة) وسائل التواصل الاجتماعي لوظائفهم، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث مؤخرًا للعاملين في الصحافة. لكن المواقع التي يستخدمها الصحافيون في أغلب الأحيان تختلف عن تلك التي يلجأ إليها الجمهور للحصول على الأخبار”. واستطلع مركز الأبحاث رأي 11889 صحافيًا في الولايات المتحدة بين السادس عشر فبراير والسابع عشر مارس. وكان تويتر هو المنصة الأكثر استخدامًا بنسبة 69 في المئة منهم، يليه فيسبوك (52 في المئة) ثم فجوة واسعة لبقية القائمة على غرار لينكد إن وإنستغرام ويوتيوب. تويتر هو المنصة الأكثر استخدامًا بين الصحافيين بنسبة 69 في المئة وحازت النسبة المتبقية من مواقع التواصل مثل ريديت وواتساب وتيك توك وسنابشات أقل من 4 في المئة. وينتقل الصحافيون الأصغر سنًا إلى موقع تويتر بشكل أكبر، حيث قال 83 في المئة من المستطلعين إنه كان أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخدامًا في العمل. وفي الوقت نفسه، كان من المرجح أن يفضل أولئك الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر فيسبوك بنسبة 54 في المئة. وكان موقع تويتر أيضًا شائعًا بشكل خاص بين الصحافيين الأميركيين الآسيويين، حيث استشهد به 82 في المئة منهم كأحد مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخدامًا، مقارنة بـ71 في المئة من المشاركين من أصل إسباني، و70 في المئة من السود و69 في المئة من البيض. في حين أن 18 في المئة فقط من الصحافيين البيض أشاروا إلى إنستعرام باعتباره أحد المواقع الأكثر شيوعًا التي استخدموها، فقد ارتفعت هذه الأرقام بين السود (الثلث) والإسبان (29 في المئة) والأميركيين الآسيويين (24 في المئة). وقال ثلثا الصحافيين الذين بدأوا نشر الأخبار التلفزيونية إن فيسبوك كان أحد أكثر المواقع الاجتماعية استخدامًا، مقارنة بـ38 في المئة فقط من أولئك الذين يعملون في مؤسسات على الإنترنت. يذكر أن تويتر أصبح عالماً موازياً حقيقياً يعيش فيه الصحافيون، ووجدت الصحف الكبرى نفسها مضطرة لوضع قواعد ولوائح تنظم العلاقة بين الصحافيين وتويتر. وسبق أن وضعت إدارة صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قواعد جديدة تنظم العلاقة بين الصحافيين العاملين فيها وبين تويتر. ووجه رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة دين باكيت إلى محرري الجريدة وصايا مفادها “غرّدوا أقل، غرّدوا بتدبر، ركزوا أكثر على عملكم الصحافي”. ويقول الكاتب جوشوا بنتون في تقرير على موقع “نيمان لاب” إن وصايا باكيت قد تبدو كما لو أنها تعني “أيها الصحافيون توقفوا عن التغريد”. وهي مسألة مثيرة للجدل بالطبع.. فكيف يمكن منع صحافيين من التفاعل بإيجابية على إحدى أهم منصات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة وأن تويتر صار مصدراً للمعلومات والأفكار ووسيلة مهمة جداً للتواصل مع المصادر والجمهور والتعرف على ردود الأفعال بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك القصص الصحافية. وأصبحت لدى إدارة نيويورك تايمز قناعة بأن تويتر يستهلك وقت الصحافيين بدرجة تؤثر على أدائهم المهني. لذلك تحتم وضع قواعد جديدة. وترى إدارة الصحيفة أن تركيز الصحافيين صار ينصب كثيراً على جمهورهم وطبيعة الردود التي ستحظى بها تقاريرهم على تويتر. كما أن التغريدات السيئة التي يطلقها البعض منهم تهدد سمعة نيويورك تايمز وطاقم المحررين عموما. ويقول باكيت إن المطلوب من الصحافيين ليس مغادرة موقع تويتر، لكن يتعين عليهم الحد من الوقت الذي يمضونه على المنصة سواء بنشر التغريدات أو متابعة تغريدات الآخرين، من أجل التركيز أكثر على المهام الصحافية الموكلة إليهم. وفي الوقت نفسه قامت الصحيفة بتوسيع نطاق فريق خاص يتولى مهمة حماية المحررين من التنمر الإلكتروني (وهم مجموعة تسمى فريق الاستجابة للتهديدات)، كما قررت الاستثمار أكثر في تدريب الصحافيين ضد الاختراقات الأمنية السيبرانية. نشر الأخبار على تويتر سهل وسريع نشر الأخبار على تويتر سهل وسريع وفي فبراير 2019 وجه الصحافي في نيويورك تايمز فرهاد مانغو زملاءه بعدم استخدام تويتر بعد فضيحة “رابطة lol” التي امتهن أعضاؤها التحرش الإلكتروني على تويتر طيلة سنوات في فرنسا ليتبين أن أبطالها صحافيون في عدد من أبرز وسائل الإعلام الفرنسية، ما دفع البعض إلى التساؤل عن دور هذا الموقع وعما إذا كانت علاقته مع وسائل الإعلام صحية. وكتب فرهاد مانغو في افتتاحية جاء فيها “بدل أن يصنع منا تويتر صحافيين فضوليين وأذكياء، فقد حوّل الصحافيين إلى ماكينات ساخطة، مستعدة للضرب في أي مكان”. من جانبها أصدرت صحيفة الغارديان البريطانية دليلاً إرشادياً لمحرريها يضع لائحة جديدة بخصوص التعامل مع تويتر. وقالت الصحيفة إن الدليل يعتمد بالأساس على آراء الصحافيين والعاملين في الإدارة التجارية سواء بمقر الصحيفة في لندن أو في فروعها بالولايات المتحدة وأستراليا. وتقول اللائحة إن الغارديان وشقيقتها الأوبزرفر معروفتان بالخدمات الصحافية النزيهة والمحايدة والدقيقة والموثوق بها. وتضيف “يتعين على الصحافيين، خاصة أولئك الذين يعملون في قسم الأخبار التحلي بأقصى درجات الحذر خشية أي تمويه بشأن الحقائق أو الآراء عندما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي”. وحذرت الصحيفة المحررين من التعبير عن آراء حزبية أو أي مواقف حادة خشية أن يقوض ذلك سمعة الغارديان باعتبارها تقدم خدمات إعلامية تتميز بالدقة والموضوعية من دون التورط في أي تحيزات. وقالت اللائحة إن الأمر نفسه ينطبق على الإعجابات وإعادة التغريد. وأوضحت إدارة الصحيفة أن المحررين الذين يحظون بدرجة عالية من المتابعة عليهم بصفة خاصة الحذر في هذا الشأن. وتابعت “تذكروا أنكم صحافيون في الغارديان وأن وظيفتكم أن تمنحوا الصحيفة فرصة بث السبق الصحافي على منصاتها، وليس على وسائل التواصل الاجتماعي. لا تبثوا أبدا سبقاً صحافياً على تويتر.. الأساس أن تبثوا أخباركم على موقع صحيفة الغـارديان”. كما كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” قبل عامين أنها طلبت من موظفيها الالتزام بقواعد جديدة أكثر تشددا لجهة انتهاج الحيادية على مواقع التواصل الاجتماعي، سعيا منها لاستعادة صدقيتها التي اهتزت بسبب تعليقات بعض صحافييها على هذه الشبكات. وأعلنت “بي.بي.سي” أنها قد تستغني عن خدمات أيّ من موظفيها أو المتعاملين معها بالقطيعة في حال ارتكب مخالفة “جسيمة” لهذه القواعد.

مشاركة :