شجبت الصين الجهود الأمريكية لوقف شركة "آيه.إس.إم.إل" القابضة، ونيكون كورب عن بيع تكنولوجيا رئيسة خاصة بصناعة الرقائق لبكين، ووصفتها بأنها "إرهاب تكنولوجي" بحسب ما أوردته وكالة بلومبيرج للأنباء. وانتقد تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية القيود على الصادرات التي تسعى واشنطن إلى فرضها، وذلك في إيجاز صحافي دوري في بكين أمس. ولم يفصح تشاو عما إذا كانت الصين تعتزم اتخاذ أي رد على التحرك الأمريكي. ومن شأن القيود المقترحة من جانب واشنطن فيما يتعلق بـ "آيه.إس.إم.إل" توسيع تعليق قائم بالفعل على بيع أكثر الأنظمة تقدما للصين في محاولة لإحباط خطط الصين التي تسعى إلى أن تصبح رائدة في إنتاج الرقائق على مستوى العالم. وحال موافقة هولندا سيتم بشكل كبير توسيع نطاق فئة معدات صناعة الرقائق الممنوعة حاليا من التوجه للصين، وهو ما يشكل ضربة قوية محتملة لمنتجي الرقائق الصينيين، مثل شركة "تصنيع أشباه الموصلات الدولية" "إس.إم.آي.سي" الصينية إلى شركة الصينية هوا هونج لأشباه الموصلات. في سياق متصل، طلبت لجنة برلمانية أمريكية تحقيقا بشأن ممارسات "تيك توك" على صعيد سرية البيانات، ما يزيد الضغط على الشبكة الاجتماعية التابعة لمجموعة "بايت دانس" الصينية. وانطلق الجدل إثر مقال نشره موقع "باز فيد" منتصف الشهر الفائت أكد أن موظفين في "بايت دانس" في الصين اطلعوا مرارا على بيانات غير عامة لمستخدمين أمريكيين للتطبيق. وأكدت "تيك توك" هذه المعلومات وحاولت تبديد مخاوف أعضاء في الكونجرس الأمريكي لكن دون أن تفلح في إزالة هواجسهم. ووجه مارك وورنر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، الديمقراطي ، وماركو روبيو نائبه الجمهوري رسالة إلى هيئة حماية المستهلكين الأمريكية "إف تي سي" لطلب إجراء تحقيق بشأن "عملية غش ظاهرة". وكتب الرجلان "كان لموظفين في الصين نفاذ كامل إلى معلومات بشأن المستخدمين، بما يشمل تاريخ ميلادهم وأرقام هواتفهم وبيانات توثيق أخرى"، مذكرين بقانون صيني يفرض على شركات البلاد تشارك بياناتها إذا طلبت بكين ذلك. وعلق ناطق باسم التطبيق ردا على سؤال قائلا: "كما ذكرنا مرارا وتكرارا، لم تتشارك "تيك توك" أي بيانات لمستخدمين أمريكيين مع الحكومة الصينية، ولن تفعل ذلك حتى لو طلب منها". وفي منتصف حزيران (يونيو)، أعلنت "تيك توك" أن بيانات المستخدمين الأمريكيين للمنصة باتت تخزن على خوادم مجموعة "أوراكل" في الولايات المتحدة. ووجهت الشبكة الاجتماعية رسالة إلى أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي لطمأنتهم بأن النفاذ إلى البيانات يحصل بموجب بروتوكول متين للتفويض وعمليات المراقبة الأمنية. وبحسب "الفرنسية" أكد مسؤولو المجموعة أن مهندسي "بايت دانس" لا يمكنهم العمل على خوارزميات المنصة إلا في البيئة المعلوماتية الخاصة بـ "أوراكل" دون استخراج أي بيانات. لكن تطمينات "تيك توك" لم تثن مسؤولين أمريكيين عن التحذير من نشاط الشبكة. فقد طلب برندن كار المفوض في وكالة الاتصالات الأمريكية الذي عينه دونالد ترمب في منصبه من مجموعتي "أبل" و"جوجل" سحب الشبكة من متجريهما للتطبيقات. وكتب كار للشبكتين "تيك توك ليست مجرد تطبيق لتشارك الفيديوهات المسلية"، لكنها "ذئب بثوب حمل" و"أداة مراقبة معقدة". وخلال فترة ولايته في البيت الأبيض، كان دونالد ترمب قلقا بشأن أمان بيانات المنصة وحاول إجبار "بايت دانس" على بيع شركتها الفرعية لمجموعة أوراكل. كما أصدر الرئيس الأمريكي السابق أوامر تنفيذية تحظر الخدمة، لكن خلفه جو بايدن ألغاها بعدما أصبح رئيسا للولايات المتحدة. مع ذلك طلب الرئيس الأمريكي الحالي من إدارته قياس الأخطار التي تشكلها بالفعل الملكية الأجنبية للمواقع والتطبيقات على الإنترنت.
مشاركة :