مرت رحلة الحج بالكثير من المحطات، كما مرت عمارة الحرمين وتطوير المشاعر المقدسة بعددٍ من التحولات، فمن المظاهر البسيطة، إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة لراحة ضيوف الرحمن في الدولة السعودية الحديثة. ويوثق اللواء إبراهيم رفعت باشا، قائد حرس المحمل، وأمير ركب (حملة) الحج المصري في كتابه "مرآة الحرمين" مناسك الحج، ومظاهره المختلفة في مطلع القرن العشرين الميلادي، وتحديدًا في عام 1908م. ويُعد ذلك الكتاب بمثابة الموسوعة للحرمين، ورحلات الحج في تلك الفترة القديمة من الزمان، فهو أول كتاب مصور، ويحتوي على عشرات الصور النادرة للبقاع والمشاعر المقدسة، ولتوافد الحجاج عليها. ويظهر في الصور النادرة المأخوذة عن كتابه، مدى البساطة التي كانت عليها المشاعر، مقارنة بحجم التطور الهائل الذي يشهده الحرمين والمشاعر المقدسة في الوقت الراهن، ومنذ بداية عهد الدولة السعودية الزاهر.
مشاركة :