تمكين المبدعين والاقتصادات النامية «2 من 3»

  • 7/8/2022
  • 00:35
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بالنسبة إلى المبدعين من أمثال الفنانة أليلا، يرجع تزايد الإقبال على الرموز غير القابلة للاستبدال، إلى إسهامها في حل مشكلة قديمة، ألا وهي كيفية إضفاء الصفة النقدية على الأعمال الفنية الرقمية. وبالنسبة إلى الفنانين والمصورين الفوتوغرافيين وصانعي الرسوم المتحركة وغيرهم، بدأت الأبواب تفتح على فرص ربما تكون مربحة ـ ولا سيما في الاقتصادات النامية، حيث كان صناع المحتوى يواجهون في السابق مصاعب في التسويق والبيع في سوق الفنون التقليدية التي تبلغ قيمة معاملاتها عدة مليارات من الدولارات. وحول ثورة في عالم الفن فحين يقوم شخص بإنشاء أو "سك" رمز غير قابل للاستبدال، فإنه ينفذ شفرة مخزنة في عقود ذكية تحدد الملكية من خلال أداة تعريف فريدة وبيانات وصفية متفردة. ونظرا إلى أن المعلومات تسجل في "سلسلة الكتل" ـ وهي دفتر حسابات رقمي موزع عمومي ـ فمن السهل التحقق من الملكية. وبالتالي، وعلى الرغم من أن الرمز غير القابل للاستبدال يمكن نسخه أو تزويره، إلا أنه يتعذر نسخ أو تزوير ملكية البيانات التعريفية المرتبطة بالعمل المعني. وهذا مفهوم يكتسب أهمية جذرية. وقبل ظهور تكنولوجيا سلسلة الكتل، كان الفنانون الرقميون يكافحون لإثبات أنهم المبدعون الأصليون للأعمال الفنية. وقد تغير هذا الوضع مع ظهور الرموز غير القابلة للاستبدال، إذ أحدثت تغييرا شاملا في نموذج أعمال المعارض التجارية التي عادة ما كانت تحصل على نصيب الأسد من أرباح سوق الفن. فالفنانون يتاجرون الآن بشكل مباشر على شبكة الإنترنت، عادة من خلال أسواق مثل OpenSea أو Nifty Gateway، دون الحاجة إلى وسيط. وبدلا من التضحية الكبيرة التي تراوح بين 40 و50 في المائة يحصل عليها مالك المعرض، يدفع الفنانون رسم معاملة بسيطا. ومن الأهمية بمكان أن ما يسمى "التقليب" أصبح ظاهرة واسعة الانتشار، على النقيض مما يحدث في عالم الفنون التقليدي. فمن خلال قيام المعارض الفنية بعملية تحقق من جامعي المقتنيات والوسطاء، يحال دون "تقليب" الأعمال الفنية الذي يمثل ممارسة مرفوضة تماما في هذا القطاع. أما الرموز غير القابلة للاستبدال، فيستطيع أي شخص شراءها، في الأغلب دون الكشف عن هويته، ما يشجع المستثمرين على المسارعة بإعادة بيعها لتحقيق الربح بدلا من الاحتفاظ بها على نحو ما يفعل جامعو المقتنيات الحقيقيون. ولا يعتقد أوسيناتشي، الفنان الرقمي الأكثر تحقيقا للإيرادات في نيجيريا الذي يبدع أعماله باستخدام برنامج Microsoft Word، أن الأمر بهذا السوء؛ إذ يقول إنه في عالم الفن التقليدي، في الأغلب ما يكون الفنان على غير دراية بأن ملكية العمل قد تغيرت أصلا... يتبع.

مشاركة :