أفاد مصدر في الحرس الثوري الإيراني، أمس، بأن خبر إعلان اعتقال وطرد دبلوماسيين أجانب بتهمة التجسس، الذي أورده التلفزيون الرسمي الإيراني أمس الأول وأثار ضجة، يصب في سياق سياسة إعلامية جديدة يريد القائد الجديد لاستخبارات «الحرس»، محمد كاظمي، الذي عُيِّن أخيراً بدلاً من حسين طائب، أن يتبعها لإعادة الثقة بهذا الجهاز، الذي خسر الكثير من مصداقيته بسبب اختراقات إسرائيل وتجنيدها شخصيات رفيعة فيه، ونجاحها في تنفيذ مئات الهجمات داخل إيران. ويبدو أن هذه السياسة الجديدة قد بدأت بانتكاسة، إذ إنه بعد ساعات قليلة من بث التلفزيون التقرير، الذي قال إن نائب السفير البريطاني بين الموقوفين، وإنه طُرِد لاحقاً من البلاد، نفت وزارة الخارجية البريطانية صحة هذه الأنباء. وقال سفير المملكة المتحدة في طهران سايمن شيركليف، إن نائب السفير جيل ويتاكر المعني بهذه الأنباء، غادر طهران في ديسمبر 2021 بعد انتهاء مهمته، وكتب بسخرية في تغريدة: «الأنباء عن اعتقال المسؤول الثاني في السفارة مثيرة جداً للاهتمام». وذكر مصدر بالحرس الثوري لـ «الجريدة»، أنه تم بالفعل توقيف ويتاكر، خلال ولاية الرئيس السابق حسن روحاني، وجرى الاتفاق على مغادرته، إلا أن طهران فضّلت وقتها التكتم لعدم التأثير على المفاوضات النووية. وفي حين لم يصدر أي موقف عن النمسا حول التقرير الإيراني، الذي قال إنه جرى توقيف وطرد زوج المستشارة الثقافية للسفارة النمساوية بتهمة التجسس، أكدت بولندا أنه جرى بالفعل اعتقال عالم بولندي، مشيرة إلى أنها تعمل على تأمين عودته إلى الوطن. وكان التقرير أشار إلى أن الموقوف البولندي يدعى ماسيج والتشاك، وهو رئيس قسم الأحياء الدقيقة بجامعة نيكولاس كوبرنيك في بولندا، مشدداً على أن هذه الجامعة مرتبطة بإسرائيل. وأضاف المصدر، أن زوج الدبلوماسية النمساوية، الذي يحمل بدوره جوازاً دبلوماسياً، غادر إيران قبل شهرين، في حين أن البولندي أوقف قبل أيام قليلة. وحسب التقرير، الذي حمل عنوان «20:30»، واستند إلى صور وأفلام لكاميرات ثابتة وطائرات دون طيار، فإنّ الموقوفين المفترضين التقطوا صوراً في مناطق حساسة تُجرى فيها تدريبات عسكرية، بما في ذلك تجارب صاروخية. في المقابل، وفيما بدا أنه رد بريطاني على تقرير «الحرس»، كشفت وكالة «أسوشيتد برس» أمس، نقلاً عن مسؤولين بريطانيين، أن سفينة تابعة للبحرية الملكية البريطانية صادرت شحنة متطورة من الصواريخ الإيرانية بخليج عمان في وقت سابق من هذا العام، كانت في طريقها إلى اليمن. ونقلت الوكالة عن مسؤولين، لم تحدد هويتهم، أن «مصادرة هذه الشحنة تعد دليلاً على دعم طهران للمتمردين الحوثيين»، مما يعني أنه يمكن اتهام طهران بخرق قرار مجلس الأمن بحظر السلاح إلى اليمن. ووصفت السفارة البريطانية في الإمارات ضبط صواريخ أرض - جو ومحركات لصواريخ «كروز» للهجوم الأرضي بأنها «المرة الأولى التي تعترض فيها سفينة حربية تابعة للبحرية البريطانية سفينة تحمل مثل هذه الأسلحة المتطورة من إيران». وقال وزير القوات المسلحة البريطانية، جيمس هيبي، إن «المملكة المتحدة ستواصل العمل لدعم سلام دائم في اليمن، وهي ملتزمة بالأمن البحري الدولي، لتتمكن الشحنات التجارية من العبور بأمان دون تهديد بتعطيل».
مشاركة :