مظاهر الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك في روسيا

  • 7/8/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو – أحمد فايز  يستقبل المسلمون الروس في كل عام عيد الأضحى المبارك، والذي يحل هذا العام يوم السبت الموافق 9 يوليو 2022، ويسمى هذا العيد في روسيا “قوربان بيرام”، والذي يعنى عيد التضحية، وكما جرت العادة في كل مناسبة من عيد الأضحى، يتم إقامة وتحضير الخدمات الخاصة بالاحتفال في جميع أنحاء مناطق روسيا الاتحادية التي تقطنها غالبية مسلمة، يأتي ذلك بالتزامن مع بداية وصول الحجاج الروس إلى المملكة العربية السعودية لآداء فريضة الحج، والذين يزداد عددهم بشكل ملحوظ كل عام نظرًا للطلب المتنامي، وهو الأمر الذي يعكس حرص المسلمين الروس علي أداء الشعائر، كما يعكس الارتفاع الملحوظ في مستوى الرفاهية المعيشية لدى المواطنين الروس، كما يصدر مجلس الإفتاء الروسي دليلًا بالمؤسسات والهيئات العاملة في مجال تنظيم الحج حتى يستطيع الحاج الحصول على المعلومات الموثوقة، ويقوم المجلس بإعداد الكوادر المؤهلة للعمل في إدارات الحج، وتنظيم المحاضرات للحجاج قبل شهرين من سفرهم للحج، وتنظيم مؤتمرات سنوية لطرح المشاكل والعمل علي حلها وتحديد خطط العمل السنوية. أما عن مظاهر الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك في روسيا، فيتجمع عشرات الآلاف من المسلمين لأداء صلاة العيد في المساجد والشوارع القريبة من المساجد في كل أنحاء روسيا، والذي يصل عددهم حاليا إلى نحو 8000 مسجد موزعة في مختلف أنحاء البلاد؛ بداية من العاصمة موسكو والتي يوجد بها حاليًا خمسة مساجد، مرورًا بالمدن القريبة منها مثل: مدينة نيجني نوفغورود، مدينة تفير، ومدن الطوق الذهبي: (كوستراما، ياروسلافل)، وصولًا إلى قازان عاصمة تتارستان، والقوقاز، حيث يعيش أغلبية المسلمين الروس. ودائمًا ما يرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تهنئة إلى الأمة الروسية المسلمة بروسيا، والذين يصل عددهم إلى 25 مليون مسلم تقريبًا، كما يهنئ رئيس مجلس الإفتاء الروسي والإدارة الروحية للمسلمين في روسيا المفتي الشيخ “راويل عين الدين” المسلمين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، هذا ويبث التلفزيون الروسي شعائر صلاة العيد على القناة الرئيسية على الهواء مباشرة، كما تبث الصلاة عبر الإنترنت. وتبدأ عطلة رسمية في الجمهوريات ذات الأغلبية المسلمة وهي: الشيشان، داغستان، كاباردينو- بلقار، إنغوشيا، أديغيا، تشركيسيا، تتارستان وباشكيرستان، القرم، وفي حين تستمرّ الحياة بصورة طبيعية في معظم الأقاليم الروسية. ولا يقتصر احتفال المنظمات الإسلامية بعيد الأضحى على إقامة الفعاليات الدينية البحتة، وإنما تتعدى إلى نشاطات أخرى، فعلى سبيل المثال، تنظم الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان مهرجانًا عائليًا يطلق عليه اسم “مهرجان قوربان”، وهو مهرجان مفتوح لجميع المواطنين بغض النظر عن العقيدة والجنسية التي ينتمون إليها. وفي المدينتين الكبيرتين، موسكو وسان بطرسبرج، تنظّم طقوس تقديم الأضحية في مواقع مخصصة لهذا الغرض، ويمنع الذبح أمام البيوت أو في الشوارع في موسكو؛ لذلك تخصص السلطات المحلية مواقع لذبح الخراف بمزارع ومصانع للحوم في موسكو وضواحيها، وبعد أن يفرغ المسلمون من التضحية، يقومون بتوزيع لحم الأضاحي على الناس المحتاجين. وعادة بعد الانتهاء صلاة العيد تجتمع العائلات المسلمة في روسيا عند الجد أو عند العم الأكبر؛ لتبادل التهاني بحلول العيد، وتبادل الهدايا، ويحرص المسلمون الروس على جعل هذا اليوم مميزًا خاصة عند الأطفال، حيث يتم إعطاؤهم مبلغًا ماليًا في هذه المناسبة “العيدية” ويتم إرسالهم إلى مدن الألعاب، وعادة ما يتم شراء ملابس جديدة لهم. كذلك تشارك الجاليات العربية المقيمة في المدن الروسية المختلفة بعضًا من تلك الفعاليات ودائمًا ما يحرصوا على الحضور مع أطفالهم فهو فرصة للاحتفال وللحديث باللغة العربية ولربط الأجيال الجديدة بأوطانهم العربية. هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.

مشاركة :