على مدى أكثر من 25 عامًا مضت شهدت محافظة رفحاء أربعة حوادث متشابهة في السيناريو والتفاصيل، تمثلت في سقوط ثلاثة أطفال، أعمارهم بين الثالثة والتاسعة، وفتاة في العشرينيات من العمر، داخل خزانات صرف صحي مهملة، وشبه مكشوفة، فيما ساهم ستة رجال من جنسيات مختلفة في إنقاذهم مسجلين بذلك مواقف عظيمة، وقصصًا ملهمة في التضحية والإيثار. وتستعرض "سبق" تواريخ الحوادث الأربعة مع الإشارة إلى أسماء وجنسيات الأبطال المنقذين تقديرًا لجهودهم، وتخليدًا لمواقفهم وقصصهم المشرفة. الحادثة الأولى وقعت في عام 1996، وكان بطلها المواطن خالد بن سودي الشمري، وسقطت فيها فتاة عشرينية في قناة صرف صحي بحي الفيصلية بعد خروجها من محل تجاري برفقة شقيقها، وقرر حينها الشمري النزول بمفرده، وخوض المياه الملوثة وحده حتى عثر على الفتاة في جوف القناة، وقام بدفعها إلى الخارج، وجرى نقلها إلى مستشفى رفحاء العام، وبعد تلقيها العلاج غادرت وهي بصحة جيدة. الحادثة الثانية كانت في حي الفيصلية عام 2011 حينما هوى طفل، يُدعى عبدالله الشمري، ويبلغ من العمر ثلاث سنوات، داخل خزان صرف مغطَّى بأخشاب سميكة، وتمكن الباكستاني حفيظ الدين من انتشاله من بين براثن الخزان بعد لحظات من سقوطه، وتم تنويمه في مستشفى رفحاء العام، ومكث أيامًا عدة وغادر إلى منزل والده بعد تماثله للشفاء. الحادثة الثالثة كان بطلها مقيمَين سودانيَّين، يُدعيان نزار عابدين وعمار زكريا؛ إذ نجحا في انتشال طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، هوى في وسط بركة صرف مكشوفة في مبنى تحت الإنشاء، وفي مكان منزوٍ بحي المساعدية؛ إذ نزل أحدهما إلى البركة، وبقي الآخر عند الفوهة، وتمكَّنا بمساعدة بعضهما من إخراجه، وجرى نقله إلى مستشفى رفحاء العام، وبعد حصوله على العناية الكاملة خرج سالمًا معافى. الحادثة الرابعة وقعت في حي الفيصلية عام 2022، وشهدت سقوط طفل يدعى قاسم السعدي، ويبلغ من العمر 5 سنوات، داخل خزان صرف مكشوف، وتمكَّن المقيم المصري وليد سعيد من النزول إلى قلب الخزان، وانتشال الطفل، ودفعه إلى الخارج بمساعدة زميله المقيم السوري عبدالله صطيف الذي كان ينتظره في الخارج. وعلى الفور تم نقله إلى مستشفى رفحاء العام، ثم المستشفى السعودي الألماني بالرياض، ولفظ أنفاسه بعد أسبوعين من الواقعة.
مشاركة :