لندن – الوكالات: لوّح حزب العمال البريطاني، أكبر الاحزاب السياسية المعارضة في المملكة المتحدة، أمس بطرح الثقة برئيس الوزراء بوريس جونسون لإخراجه من السلطة فورا، بعدما أُجبر على التنحي على أثر استقالات جماعية في حكومته. وكان جونسون قد تنحى من رئاسة حزب المحافظين الخميس، بعد تسجيل نحو 60 استقالة في معسكره خلال أقل من 48 ساعة، اعتراضا على أسلوبه في القيادة المشوب بالفضائح. لكن رئيس الوزراء البالغ 58 عاما والذي تخلّلت سنوات حكمه الثلاث أحداث بارزة، وخصوصا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كوفيد، قال إنه سيبقى في المنصب حتى اختيار حزبه خليفة له. لكن مع بدء السباق لخلافته، واجه جونسون مطالب بالتخلي فورا عن السلطة وانتقال الحكم إلى رئيس للحكومة بالوكالة. وأمس الجمعة قالت نائبة رئيس حزب العمال آنجيلا راينر إن حزبها يعتزم طرح الثقة بجونسون أمام البرلمان إن لم يعمد المحافظون إلى إقالته فورا. وقالت راينر في تصريح لمحطة «بي.بي.سي» الإذاعية: «لقد ثبت أنه كاذب وغارق في الفساد، ولا يمكننا أن نتحمّل بقاءه شهرين» إضافيين. وتابعت: «إن لم يطرحوا الثقة به، نحن سنفعل لأنه بات من الواضح للغاية أنه لا يحظى بثقة المجلس (مجلس العموم) ولا بثقة الشعب البريطاني». لكن طرح حزب العمال الثقة بجونسون يتطلّب تأييد نواب محافظين للخطوة، إلا أن هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر لأنها قد تستدعي إجراء انتخابات عامة مبكرة قد تؤدي الى خسارة نواب محافظين مقاعدهم إذا خسر جونسون. واستبعد متحدث باسم جونسون تماما أن يتولى نائب رئيس الوزراء دومينيك راب رئاسة الحكومة بالوكالة. وقال المتحدث: «يتصرف رئيس الوزراء وفق الدستور. يبقى رئيسا للوزراء حتى اختيار زعيم جديد للحزب، في الاثناء يتواصل عمل الحكومة». ومن المتوقع إعلان جدول زمني لعملية اختيار خلف لجونسون يوم الإثنين على أن يتولى الفائز رئاسة الحكومة خلال الفترة التي يعقد فيها الحزب مؤتمره السنوي في أوائل أكتوبر. ومن بين المرشحين الرئيسيين المحتملين لخلافته وزير الدفاع بن والاس، ووزير المالية ريشي سوناك اللذان أطلقا سلسلة الاستقالات، وفق استطلاع لمعهد يوجوف. من جهتها قطعت وزيرة الخارجية ليز تراس التي تعدّ بدورها منافسة محتملة زيارتها لإندونيسيا حيث كانت تشارك في قمة مجموعة العشرين للعودة إلى بريطانيا. إلى الآن تقتصر قائمة الشخصيات التي أعلنت رسميا ترشّحها لرئاسة الحزب على النائب المحافظ توم تاجندات والنائبة العامة سيولا بريفرمان، كما أبدى ستيف بيكر الداعم لبريكست اهتماما بتولي المنصب. ومن شبه المؤكد أن وزير الخارجية والصحة السابق جيريمي هانت الذي سبق أن خسر في مواجهة جونسون في عام 2019 سيترشّح مجددا، وفق ما أفاد مصدر مقرّب منه وسائل إعلام بريطانية.
مشاركة :