دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور محمد العيسى في خطبة عرفة التي ألقاها أمس في مسجد نمرة بمشعر عرفات إلى البعد عن التنافر والبغضاء والفرقة، وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم، حاثا على تقوى الله وامتثال أوامره لنيل الفوز والنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.وأوصى حجاج بيت الله الحرام بالمسارعة في فعل الخير، مؤكدا أن من المسارعة في الخير الحرص على امتثال قيم الإسلام التي صاغت سلوك المسلم فهذبته خير تهذيب.وأضاف أن المسلم «براسخ قيمه» لا يلتفت لجاهل ولا لمغرض ولا لعائق، كما يعلم المسلم أن منازلة أولئك تسهم في إعلاء ذكرهم، ونجاح مشروعهم، وهو ما يسعدون به، بل إن الكثير منهم يعول عليه، غير أن مخاطر التدليس يتم كشفها، مثلما يتم التصدي للإساءة البينة، وكل ذلك يساق بحكمة الإسلام.وأشار العيسى إلى أنه من مواطن إجابة الدعاء موقفكم هذا أيها الحجيج، فقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة يدعو الله ويذكره بعد أن خطب خطبة عرفة وصلى الظهر والعصر جمعا وقصرا بركعتين وأذان وإقامتين، واستمر في وقوفه إلى غروب الشمس، ثم ذهب إلى مزدلفة يسير بهدوء وطمأنينة ويوصي أصحابه بالسكينة والوقار، وصلى في مزدلفة المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين وبات هناك وصلى الفجر بها وجلس للذكر حتى أسفر جدا، ثم ذهب إلى منى فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات ثم ذبح هديه صلى الله عليه وسلم وحلق فتحلل التحلل الأول ثم ذهب لمكة فطاف وعاد لمنى فبات بها ليالي أيام التشريق، وكان في منى يكثر صلى الله عليه وسلم من ذكر الله ويرمي يوميا الجمرات فرمى الصغرى بسبع ثم الوسطى بسبع ويدعو الله بعدها، ثم يرمي جمرة العقبة بسبع ورخص لأهل الأعذار في ترك المبيت بمنى وبقي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم الثالث عشر، وأجاز التعجل في اليوم الثاني عشر وبعد فراغه من الأنساك طاف للوداع قبل سفره.وبعد انتهاء الخطبة أدى حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
مشاركة :