«الجزارة» .. مهنة تراثية منذ قرون في الطائف

  • 7/9/2022
  • 00:34
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعد مهنة الجزارة أو القصابة، من المهن العريقة التي زاولها الآباء والأجداد منذ قرون عديدة وأزمنة مديدة، حيث تعايش المجتمع مع هذه المهنة واتخذ منها وسيلة لكسب الرزق والعمل لسد الاحتياجات اليومية والبعد عن التكفف بالسؤال، ولا يشترط لمهنة الجزار أو القصاب الحصول على شهادة دراسية، بحيث يستطيع اكتساب أهم المهارات والخبرات من خلال الممارسة الدائمة. ومنذ بزوغ فجر الإسلام امتهن ممارسو مهنة الجزارة والذبح، طقوسا وأحكاما وشروطا معينة، يكون في مقدمتها حد الشفرة لراحة بهيمة الأنعام ويليها البسملة والتوجه نحو القبلة. ويستهوي أهالي الطائف وجنوبها سلخ وذبح وجزارة ولائمهم بأنفسهم خلال مواسم الأعياد والأفراح والتمائم، والمناسبات الاجتماعية كافة، من خلال تدريب أبنائهم على هذه المهنة وإعداد أدواتها المتمثلة في ساطور وسكين ومسن، حيث يعد الساطور والمناشير الكهربائية أشهر معدات الجزارة، وتتنوع أساليب الجزارة من مجتمع إلى آخر بحسب نوع المناسبة وطلب الزبائن. "واس" التقت أحد معمري مهنة الجزارة والقصابة المواطن عبيدالله العيلي الذي زاول هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاما، قائلا "ورثت وتعلمت هذه المهنة من والدي بأساليب مختلفة لذبح البهيمة وتفصيلها حسب رغبة المستهلك، فمنهم من يفضل التفصيل السعودي (مفطح) أو تقسيم الذبيحة إلى أربعة أجزاء ما يعرف (بالأرباع)، وآخرون يرغبون في التفصيل (لحمة لحمة) والاحتفاظ بباقي الأعضاء مثل الكبد، القلب، الكلاوي، المخ، واللسان وخلافه. وأضاف أن صغر وكبر حجم البهيمة له دور رئيس في سرعة تنفيذ عملية الذبح، ويستغرق ذبح البهيمة من الضأن نحو 13 دقيقة، أما الأبقار فيستغرق سلخها وتكسيرها نحو ساعة ونصف الساعة، فيما تستغرق فصائل الإبل مدة تصل إلى الساعتين، وسعر ذبح الضأن يراوح بين 30 إلى 50 ريالا، والأبقار بين 200 إلى 300 ريال، أما الإبل فيصل سعرها إلى نحو 400 ريال، وتختلف الأسعار باختلاف المواسم. يذكر أن الجزارة هي مهنة تراثية عرفت من قديم الأزل منذ أن استأنس الإنسان الحيوانات وكان يقتات لحومها ويشرب من ألبانها وتعد من المهن الضرورية في المجتمع طوال العام، وليست مهنة موسمية أو مقتصره على مجتمع معين.

مشاركة :