حداد في أنغولا على وفاة رئيسها السابق دوس سانتوس الذي حكمها 38 عاما

  • 7/9/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وأعلنت السلطات الأنغولية في بيان "بألم شديد" وفاة دوس سانتوس عن 79 عاما. وقالت إنها "تنحني بأكبر قدر من الاحترام والتقدير" لهذه الشخصية التاريخية التي قادت "بوضوح وإنسانية مصير الأمة الأنغولية في أوقات صعبة جدا". وأعلن خلفه جواو لورنكو الرئيس الحالي لهذه الدولة الناطقة بالبرتغالية والغنية بالنفط في جنوب القارة الإفريقية، الحداد الوطني لخمسة أيام. وقال لورنكو المرشح لولاية رئاسية جديدة في انتخابات ستجرى في آب/أغسطس، في كلمة مساء الجمعة إن "أنغولا منيت بخسارة فادحة، خسارة رجل كرس حياته للبلاد"، داعياً إلى "الهدوء" بانتظار إعلان رسمي عن الجنازة. وكانت عائلة دوس سانتوس كشفت مطلع الشهر الجاري أن رئيس الدولة السابق أصيب "بتوقف القلب والتنفس" في 23 حزيران/يونيو. وقد نقل منذ ذلك الحين إلى العناية المركزة في المستشفى. وتريد إحدى بناته تشيزيه وهي معارضة للرئيس الحالي تشريح الجثة "خوفا" من نقلها إلى أنغولا بسرعة، كما قالت في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه. وقبل ذلك بأيام تقدمت بشكوى في إسبانيا بشأن "وقائع مفترضة لمحاولة قتل". وامتنع وزير الخارجية الأنغولي تيتي أنتونيو عن التعليق على الاتهامات. وقال للصحافيين لدى مغادرته العيادة التي كان يعالج فيها الرئيس السابق "لم نأت لمناقشة مسائل من هذا النوع بل لنكون حاضرين في لحظة صعبة". ودوس سانتوس أحد القادة الأفارقة الذي بقوا في السلطة لمدة طويلة، ولد في حي عشوائي فقير. وهو متهم باختلاس موارد أنغولية عبر دعم عائلته وأقاربه بينما يعيش عدد كبير من الأنغوليين في فقر. ولم ينتخب دوس سانتوس بشكل مباشر من قبل الشعب وتخلى عن السلطة في 2017. وقد أثار جواو لورنكو الذي اختاره بنفسه، مفاجأة بإطلاقه حملة واسعة ضد الفساد فور توليه السلطة. وقال عامل البناء سانتوس كاموينو (40 عاما) في لواندا "هذه أخبار محزنة جدا. لكل شخص وجهة نظره ورأيه لكن يمكننا أن نتفق على أنه فعل الكثير من أجل البلاد". من جهته، رأى البائع المتجول نسيمبا أداو في تصريح لوكالة فرانس برس أن دوس سانتوس "جلب السلام لنا". سيطرة كاملة عندما تولى جوزيه إدواردو دوس سانتوس السلطة في 1979، كانت أنغولا تشهد حربا أهلية اندلعت قبل أربع سنوات بعد استقلالها عن البرتغال. وقد خاض حربا طويلة وصعبة بدعم من الاتحاد السوفياتي وكوبا ضد "الحركة الوطنية من أجل استقلال أنغولا التام" (يونيتا) بقيادة جوناس سافيمبي الذي كانت تسانده الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا. وأودى النزاع بحياة نحو 500 ألف شخص خلال 27 عاما. وأشاد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا الجمعة بدوس سانتوس، رفيق الكفاح ضد الفصل العنصري، معتبرا أنه رجل "ثوري بارز وقائد عظيم"، بينما أعرب نظيره الناميبي هايج جينغوب عن أسفه "لسقوط شجرة عملاقة". وبعد وقف إطلاق النار في 2002، جعل دوس سانتوس أنغولا أكبر منتج للذهب الأسود في القارة مع نيجيريا. وقد سيطر بشكل كامل على حزبه "حركة تحرير أنغولا" وتمكن بذلك من البقاء على رأس بلد قاد فيه الحكومة والجيش والشرطة والقضاء. قد كم وسائل الإعلام وسحق كل حركة احتجاج. نشأ دوس سانتوس في سامبيزانغا مدينة الصفيح الواقعة في لواندا وكانت معقل الكفاح ضد القوة الاستعمارية البرتغالية. وقد حصل على منحة دراسية ودرس الهندسة في أذربيجان، حيث تزوج من السوفياتية تاتيانا كوكانوفا أم ابنته الكبرى إيزابيل التي وصفتها فوربس قبل بضع سنوات بأنها أغنى امرأة في إفريقيا. في سبعينات القرن الماضي، واصل صعوده السياسي وأصبح وزير الخارجية عند الاستقلال في 1975 ثم تولى رئاسة الدولة بعد أربع سنوات بعدما رشحته "حركة تحرير أنغولا" التي كان يقودها. في نهاية 2016 انسحب من الحياة السياسية وسلم منصبه في العام التالي كما وعد. ودوس سانتوس تزوج للمرة الثانية آنا بولا المضيفة الجوية التي تصغره ب18 عاما ورزق منها بعدة أبناء. بور-غير/اا/غد

مشاركة :