القاصود والردْيدة… وفرحة العيد تقبل الله طاعاتكم، وكل عام وانتم بخير

  • 7/9/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

زهدي جان بيك العيد، فرحة المسلم… (وغير المسلم في اعياده)… لكننا بدأنا نفقد هذه الفرحة… حتى انقلب العيد إلى عبء… وما ذلك الا لسوء ادارتنا للحدث…وابتعادنا عن العمل الجماعي لحساب العمل الفردي… حتى في الأفراح. في الفرح (السامر) الاردني، يتمتع “القاصود” بمزايا عديدة، ليس اقلها انه هو من يقوم بطلب “الحاشي”… والحاشي لمن لا يعرف هي الفتاة التي ترقص بالسيف وسط حلقة السامر الاردني … وقبل ان اعدد مزايا القاصود، لا بد من تعريفه، فهو “القاصود” في السامر الاردني رجل، أو مجموعة من الرجال تبدأ الغناء (الهجين) (الشعر)… أما الرديدة فهم المجموعة الأخرى التي تتبع القاصود وتردد ما يقوله (يقولونه) ولذلك سميت مجموعة “ردّيدة”… المهم: كنا أطفالا نصحو صباح يوم العيد على هدير أصوات التكبير والتهليل القادمة من المساجد (من دون مكبرات الصوت)… ولما كبرنا قليلا، (أصبحت اعمارنا من 8 الى 9 سنوات)، أصبحنا نصلي الفجر في المسجد، وادركنا عندها من أين يأتي هدير التكبير الجميل… إذ بعد انتهاء الصلاة، يقوم احد الشيوخ (بحركة مرحة محببة الى النفوس) بتقسيم المصلين الى فريقين، كل فريق في جانب من جوانب المسجد، فريق القاصود (القوّالة)، اي الذين يبدؤون القول… وفريق الردّيدة، اي الذين يرددون القول… والقول هنا ليس من أقوال السامر، وإنما “الله اكبر الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر الله اكبر، ولله الحمد”… وتبدأ المنافسة بين الفريقين من حيث جمال وارتفاع صوت كل فريق… الأمر الذي يحفز كل فرد من أفراد الفريق على المشاركة في التكبير… وكلما دخل المسجد مُصلٍ (يكون قد غادر بعد صلاة الفجر وعاد لصلاة العيد)… كان الفريقان يتنافسان على استقطابه للانضمام إليهم…. وهكذا… وكثيرا ما كان يقف احد الشيوخ (مازحا) ليشكوا من انخفاض صوت فريقه ويحثهم على المشاركة (جميعا) بالتكبير،… ونستمر على ذلك الى ان تقام صلاة العيد… هكذا كانت تبدأ فرحة العيد، واحتفالنا به… اليوم : فقدنا هذه الفرحة، لصالح مجموعة من الأطفال (غالبا) ، تتحلق حول مايكروفون وتبدأ بالتكبير باستخدام مكبرات الصوت الخارجية، بينما باقي المصلين منشغلون باحاديث جانبية أو صامتون. … فيبدوا الأمر وكأن التكبير للأطفال فقط… اعتقد ان فرحة العيد لا تكتمل الا بالمشاركة الجماعية ومن اللحظة الأولى… وأعتقد أن هذا ما أصبحنا نفتقده في كافة مجالات الحياة… وليس في العيد لحده فقط. وهكذا اختفى مفهوم الامة… لصالح مفهوم المواطن…وأصبح كل منا يغني على ليلاه ولا يهتم الا بنفسه… وكما يقولون : من بعدي الطوفان… اعاده الله عليكم سالمين غانمين

مشاركة :