رويترز أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الجمعة، إلغاء العرض الذي قدمه لشراء موقع تويتر بقيمة 44 مليار دولار، مبرراً الأمر بـ"انتهاك" لعدة بنود في الاتفاقية مع الشركة، فيما أعلن مجلس إدارة المنصة أنه سيقاضي ماسك لإتمام الصفقة. وقال محامو ماسك في إخطار للجهات التنظيمية، إن "تويتر تقاعس أو رفض الاستجابة لطلبات متعددة للحصول على معلومات بشأن حسابات وهمية أو غير مرغوب فيها على المنصة، وهو أمر أساسي لأداء عمل الشركة". كان ماسك قد هدد بوقف الصفقة ما لم تقدم الشركة دليلاً على أن الحسابات الوهمية أقل من 5% من المستخدمين الذين يشاهدون الإعلانات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. ولدى الإعلان عن إلغاء الصفقة هبطت أسهم تويتر بنسبة 6%. وينهي الإعلان عن إلغاء الصفقة الجدل بشأن ما إذا كان ماسك سيقوم بالصفقة أم يلغيها، بعدما أقدم أغنى رجل في العالم على الصفقة في أبريل الماضي، قبل أن يعلقها حتى تمنحه المنصة بيانات بشأن الحسابات الوهمية. محامي ماسك مايك رينجلر، كتب في الخطاب المؤرخ بتاريخ الجمعة، أنه بعد قرابة شهرين من طلب ماسك لبيانات بشأن الحسابات الوهمية على المنصة، فإن موقع تويتر "فشل أو رفض توفير تلك المعلومات. في بعض الأحيان تجاهل تويتر طلبات السيد ماسك، وأحياناً رفضها لأسباب لا مبرر لها، وأحياناً ادعت الشركة أنها تمتثل لتلك الطلبات، بينما تقدم للسيد ماسك معلومات ناقصة أو غير نافعة"، وفقاً لما نقلته وكالة "أسوشيتدبرس". تويتر يعلن التزامه بالصفقة من جهته، قال بريت تايلور رئيس مجلس إدارة تويتر، إن مجلس الإدارة يعتزم متابعة الإجراءات القانونية لفرض تنفيذ اتفاقية الاندماج. وكتب "مجلس تويتر ملتزم بإغلاق الصفقة بالسعر والشروط المتفق عليها مع السيد ماسك". وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" أن مجلس تويتر كان بإمكانه الضغط للحصول على الشرط الجزائي بقيمة مليار دولار والذي وافق عليه ماسك في حال إلغاء الصفقة، لكن مجلس الإدارة يبدو أنه عازم على الإصرار على إتمام الصفقة، التي وافق عليها مجلس الإدارة، وقال الرئيس التنفيذي لها باراج أجراول أنه يصر على رغبته في إكمالها. وقال المحلل دان آيفس في رسالة للمستثمرين، الجمعة، إن هذا "السيناريو لكارثة لتويتر ومجلس إدارته"، وتوقع معركة قضائية طويلة إما لاستعادة الصفقة أو الحصول على المليار دولار "ثمن الانفصال" والمحدد في العقد بين ماسك والشركة. وتابع: "من البداية كان الأمر محيراً. أن يسعى ماسك لشراء تويتر مقابل سعر 44 مليار دولار، وهو سعر لم يكن منطقياً أبداً لوول ستريت، والآن وصلت الصفقة إلى مرحلة ضبابية مع انحسار خيارات مجلس الإدارة الذي أصبح ظهره مقابل الحائط، والكثيرين في السوق الآن يحكون رؤوسهم بشأن ما الذي سيحدث تالياً؟". علامات على التراجع وتراجعت أسهم شركة تويتر في وقت متأخر من الخميس بعدما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً ذكر أن صفقة ماسك لشراء منصة التواصل الاجتماعي بـ44 مليار دولار "باتت في خطر". وكان ماسك أعرب سابقاً عن تردده في صفقة الشراء، وألمح حتى إلى إمكانية تراجعه عنها، بحجة أن المنصة تضم عدداً كبيراً من الحسابات المزيفة. إلا أن ماسك لم يتوصل، بحسب الصحيفة، إلى تحديد النسبة المئوية للحسابات المزيفة في تويتر، رغم منحه حق الوصول إلى البيانات الداخلية للشركة. وبينما كان ماسك أدلى بتعليقات أحدثت شكوكاً بشأن التزامه بصفقة الاستحواذ، نقل تقرير الصحيفة عن مصدر لم تسمه قوله إن فريق عمله يستعد لـ"تغيير في الموقف". وانخفضت أسهم تويتر التي يتم التداول بها أصلاً بسعر أقل من الذي اقترحه ماسك، بنحو 4% نتيجة الأخبار المتعلقة بسعرها بعد صفقة الاستحواذ. وقال المحلل لدى شركة "ويدبوش" دان إيفز في مذكرة أرسلها إلى المستثمرين: "من الواضح أن مسلسل استحواذ ماسك على تويتر يقترب من النهاية خلال الأشهر المقبلة مع اتخاذ ماسك قراراً إما بإتمام الصفقة (بالسعر المنخفض)، أو الانسحاب منها"، مضيفاً أن "صفقة الاستحواذ هذه من الواضح أنها أحدثت فوضى في الشركة".
مشاركة :