سريلانكا.. رئيس الوزراء يعرض تقديم استقالته بعد اقتحام منزل الرئيس

  • 7/9/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال مكتب رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكريميسنجه، اليوم السبت، إنه مستعد للاستقالة لإفساح المجال لتشكيل حكومة تضم جميع الأحزاب بعد أن اقتحم آلاف المتظاهرين مقر إقامة الرئيس في كولومبو. ولم يتمكن أفراد الجيش والشرطة من التصدي لحشود المحتجين الذين رددوا شعارات تطالب الرئيس، جوتابايا راجاباكسا، بالتنحي في ذروة غضب شعبي متصاعد إزاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود. كما شق المتظاهرون طريقهم عبر البوابات المعدنية لوزارة المالية ومقر أمانة الرئاسة. وقال مصدران بوزارة الدفاع إن الرئيس راجاباكسا نُقل من المقر الرسمي أمس الجمعة حفاظا على سلامته قبيل الاحتجاج. ولم يتسن لرويترز تأكيد مكان الرئيس على الفور. وأجرى ويكريميسنجه محادثات مع العديد من قادة الأحزاب السياسية لتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها في أعقاب الاضطرابات. وأوضح مكتبه في بيان أن “ويكريميسنجه أبلغ قادة الأحزاب بأنه مستعد للاستقالة من منصب رئيس الوزراء وإفساح المجال أمام حكومة تضم جميع الأحزاب لتولي السلطة”. وأشار مصدر بالحكومة لرويترز إلى أن ويكريميسنجه نُقل أيضا إلى مكان آمن. في غضون ذلك، دعا زعماء العديد من أحزاب المعارضة الرئيس راجاباكسا إلى التنحي. وقال زعيم حزب “حرية سريلانكا” والرئيس السابق، مايتريبالا سيريسينا، قبل أن يعرض ويكريميسنجه تقديم استقالته “يتعين على الرئيس ورئيس الوزراء الاستقالة على الفور. إذا لم يحدث ذلك، فسوف تتفاقم الاضطرابات السياسية”. فيما أظهر بث مباشر على فيسبوك من داخل منزل الرئيس مئات المحتجين، الذين لف بعضهم الأعلام حول جسده، وهم يحتشدون في الغرف والممرات ويرددون شعارات مناهضة لراجاباكسا. كما أظهرت مقاطع فيديو بعض المتظاهرين يسبحون في حوض السباحة داخل منزل الرئيس، بينما جلس آخرون على فراش ذي أربعة قوائم وأرائك. وشوهد البعض يفرغ خزانة ذات أدراج في مقاطع انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تجول المئات في الأراضي المحيطة بالمقر الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية. ولم تتسن رؤية أي مسؤول أمني. وقالت مصادر طبية لرويترز إن ما لا يقل عن 39 شخصا، بينهم شرطيان، أصيبوا خلال الاحتجاجات المستمرة ونقلوا إلى المستشفيات. وترزح الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة تحت وطأة نقص حاد في النقد الأجنبي أدى إلى تقليص الواردات الأساسية مثل الوقود والغذاء والدواء، مما دفع البلاد إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها في عام 1948. ووصل التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 54.6% في يونيو/حزيران ومن المتوقع أن يصل إلى 70% في الأشهر المقبلة، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين. وتأتي الأزمة بعد أن ألحقت جائحة كوفيد-19 أضرارا بالغة بالاقتصاد المعتمد بشدة على السياحة وقللت من تحويلات العاملين في الخارج، وذلك بالتزامن مع تراكم ديون حكومية ضخمة وارتفاع أسعار النفط وفرض حظر على استيراد الأسمدة الكيماوية العام الماضي وهو ما تسبب في الإضرار بقطاع الزراعة.   ومع ذلك، يلقي كثيرون باللوم في الأزمة على الرئيس. وتطالب احتجاجات منذ مارس/آذار اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد باستقالته. وقبل اقتحام المباني الحكومية اليوم السبت، عمل المتظاهرون على تفكيك عدة حواجز للشرطة في المنطقة الحكومية في كولومبو.

مشاركة :