3 قصص مليئة بالحزن وتغص بالعبر ولكن تأتي النهايات المفرحة على أبطالها لينتقلوا من ظلمات القهر إلى نور الحياة.. القصة الأولى لامرأة دخل زوجها السجن وكادت أن تصل إلى المجهول، والثانية لأمّ تعرضت للضرب من زوجها والحرمان المادي لها ولطفليها، والثالثة اضطرت للتوجه إلى الجمعيات الخيرية للحصول على الغذاء.. قصص أمل تروي تجارب أمهات كافحن من أجل حياة مستقرة، ولجأن إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية الذي فتح لهن نافذة على المجتمع. كانت تعتقد أنها النهاية عندما أُلقي القبض على زوجها نتيجة لمخالفات مالية.. شعرت بأنها وحيدة وضعيفة.. وخلال قضاء فترة عقوبته في السجن، أخذ أهل زوجها أطفالها الثلاثة وحرموها منهم وتركوها وحيدة ومفلسة. غير أنها تمكنت في النهاية، بفضل الرعاية والدعم الذي حصلت عليه من مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، من العودة إلى منزل زوجها ولم شملها مع أطفالها، حيث تلقت الدعم من قبل الاستشاريين القانونيين في «إيواء» بشأن قضيتها، بالإضافة إلى الوساطة مع أفراد الأسرة في جلسات فردية وجماعية لفهم المشكلة وتشجيعهم على التواصل الإيجابي، وتم إكسابها المهارات اللازمة لتمكينها نفسيًا واقتصاديًا، وساهمت الاستشارات في تهدئتها للتفكير بعقلانية في كيفية حل مشكلتها. وبمجرد إطلاق سراح زوجها من السجن، عادت إلى منزلها، والتأم شملهما مع أطفالهما مرة أخرى، وحلت خلافاتها مع أهل زوجها، واستأنفت حياتها في أسرة متماسكة، ولم يتوقف الدعم هنا، بل مازال ممثلو «إيواء» يزورون منزلهم بانتظام للاطمئنان عليها وأطفالها. وهكذا تحولت من ضحية عنف أسري إلى امرأة قوية ومتمكنة، يشارك «إيواء» قصتها لتشجيع كل من يعاني من هذا الوباء الاجتماعي على التحدث واللجوء للجهات المختصة، وهنا تسرد «البيان» تفاصيل قصتها، لتؤكد على المساعي الوطنية نحو اجتثاث خطر العنف الذي يهتك النسيج الأسري ويهدد استقراره. كل ركن يروي قصة قصص أمل كثيرة تروي تجارب أمهات كافحن من أجل حياة مستقرة لصالح أطفالهن، ولجأن إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية، التابع لدائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، لفصل جديد من التمكين الاجتماعي والرعاية النفسية، وفي هذا الصدد قالت سارة شهيل، مدير عام مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية -إيواء»: كل ركن في هذا المركز يروي قصصاً وعبراً مؤثرة يحفها ماضٍ أليم، إلا أن النهاية دائمًا سعيدة. نحن أسرة إيواء، كثيرًا ما تلامس قلوبنا حالات إنسانية تظل محفورة في ذاكرتنا وتشجعنا على استمرارية النهوض بدورنا الوقائي وفاءً بواجبنا تجاه مجتمعنا وإماراتنا الحبيبة.. ومنذ أن بدأنا باستقبال حالات العنف الأسري، كانت قصص الأمهات اللائي يكافحن لأجل فلذات أكبادهن من أقرب القصص لقلبي، لأنها الأكثر شيوعًا، فقد كانت أعلى نسبة لضحايا العنف الأسري التي تعامل معها المركز للنساء المتزوجات تليهن غير المتزوجات ثم المطلقات. ويحظى المركز بـ 6 قنوات رئيسية أخرى يستقبل من خلالها ضحايا العنف الأسري بخلاف الشركاء الاستراتيجيين، وهي الخط الساخن 800SAVE (8007283)، والحضور الشخصي، والبريد الإلكتروني ewaa@ewaa.gov.ae، وجهات إنفاذ القانون، وقنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز، ودور العبادة. «صدمة» تمزق استقرار أسرة وفي قصتنا الثانية، نروي آثار تمزق استقرار الأسرة، وهي لأم حرمها زوجها من الدعم المادي هي وطفليها، واعتدى عليها بدنيًا بشكل متكرر، ولم يكن يسمح لأطفاله بالذهاب إلى المدرسة، حتى أنه صادر أوراقهم الثبوتية، فأصيب أحد الطفلين بصدمة شديدة جراء العنف المتكرر في المنزل، وأصبح بين الأمل واليأس من المضي حبلاً رفيعاً، يكاد أن يتهالك في وجه العنف اليومي، إلى أن قررت الأم يومًا أن تضع حدًا لمعاناتها وأطفالها وتغير دفة حياتها نحو «إيواء». إذ تلقت الأم وطفلاها الرعاية الطبية، هذا بالإضافة إلى الدعم النفسي، كان على أحد الطفلين الخضوع لعلاج مكثف بعد أن شخّص الأطباء النفسيون في «إيواء» إصابته بصدمة شديدة، كما حضرت الأسرة جلسات علاج سلوكي جماعية. وخلال رحلة تمكينها تلقت الأسرة الدعم التعليمي والمهني، خضعت الأم لتدريب خاص لتطوير مهاراتها حتى تتمكن من إيجاد فرص عمل مناسبة، كما التحق أحد الطفلين بالمدرسة بدعم من «إيواء»، فضلًا عن الدعم القانوني خلال إجراءات الطلاق والنفقة، ومساعدتها في استخراج الهوية وجوازات سفر للأسرة، وتقديم الدعم المادي من خلال توفير منزل بعد انتقالها من دار الإيواء. لحظة التنوير في القصة تجلت في كون الأسرة مستقرة نفسيًا، فالأم الناجية موظفة حاليًا، وقادرة على إسعاد أطفالها ومنحهم حياة آمنة وتعليمًا مناسبًا في بيتهم الجديد الذي تعمه المحبة والتماسك الأسري، وهي الآن تتحلى بالثقة بنفسها وتدرك أهمية حب الذات. مراحل تمكين وتعليقًا على تلك الحالة، قالت مهرة القبيسي، مدير إدارة الإيواء والرعاية الإنسانية في «إيواء»: «بعد أن تأكدنا من عدم إمكانية الصلح وحرصًا على سلامة الأم والطفلين، قرر المركز استقبالهم في دور الإيواء لبعض الوقت لعدم وجود مكان يأويهم. وكما نتعامل دائمًا مع كل حالة، أعددنا خطة إعادة تأهيل خصيصًا لكل فرد منهم بحسب احتياجاته». وأفادت: «كل حالة في دور الإيواء تختلف عن الأخرى بحسب ظروفها، ولكن المراحل التي نمر بها بشكل عام بعد استقبال الحالات هي مرحلة القبول، والتي نتأكد من خلالها أن الحالة بالفعل بحاجة للإيواء، ثم الاستقبال والإسعاف النفسي الأولي، وتوفير غرفة مؤقتة، والتقييم الأولي، وتشكيل فرق العمل وتوزيع المهام والأدوار، والتقييم الشامل على المستوى النفسي والاجتماعي والطبي والقانوني، وتوصيات خطة التدخل العلاجي، هذا بالإضافة إلى تنفيذ الخطة ومتابعتها أو تعديلها بحسب التطورات، وخطة المغادرة والتقييم، وخطة الرعاية اللاحقة». وفي سياق متصل أوضحت أن المقيمين يقضون في دور الإيواء من شهرين إلى ستة أشهر، في المتوسط، بعدها يقرر فريق الخبراء في المركز ما إذا كان الفرد مستعدًا للمغادرة أم لا، وحتى بعد مغادرتهم دور الإيواء، يبقى فريق العمل على اتصال بالناجين من خلال مكالمات وزيارات المتابعة لضمان سلامتهم ضمن برنامج الرعاية اللاحقة. وبما يتعلق بأهم الخدمات التي يقدمها «إيواء»، أكدت القبيسي أن دور الإيواء التابعة للمركز آمنة ومجهزة تجهيزًا جيدًا للنساء والرجال والأطفال وكبار السن ممن تعرضوا للعنف، ويضم كل دار إيواء فريقاً مؤهلاً من مديري الحالات والاختصاصيين النفسيين والقائمين على الرعاية، كما تشتمل الدور على غرف تحتوي على كافة وسائل الراحة الأساسية، وتأمين المأكل والملبس، والمرافق الطبية والرياضية والترفيهية، هذا بالإضافة إلى مربيات للأطفال الصغار، وغرف للعلاج بالفن والموسيقى. وقد استضاف «إيواء» حوالي 70 شخصاً في دور الإيواء خلال عامي 2021 و2022، هذا بالإضافة إلى الأعداد المتزايدة للمستفيدين خارج دور الإيواء الذين يحصلون على الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني وغيرهم. تسوّل وحاجة وفي قصتنا الثالثة، نروي قسوة الإهمال والحاجة، فالناجية الثالثة اضطرت للتوجه إلى الجمعيات الخيرية للحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية لنفسها ولطفليها، بعد أن رفض زوجها إعالتها ماديًا وتعدى عليها وطفليها بالضرب. وذات يوم، طردها زوجها من منزلها، ورفضت أسرتها استقبالها وطفليها لعدم رضاهم عن زواجها، فاضطرت للجوء للشارع بحثًا عن قوت يومها، حتى لاحظ أحد فاعلي الخير بقاءها أمام إحدى دور العبادة لأيام وأبلغ الشرطة، التي بدورها أحالتها لـ «إيواء». وفي المركز، تلقت الأم الرعاية الطبية الكاملة وخضعت هي وأحد الطفلين لعمليات جراحية نظرًا لبعض المشاكل الصحية، وتم تشجيع الطفلين على ممارسة العلاج بالفن. وتقول سعاد الزدجالي، رئيس قسم إدارة الإيواء في المركز، التي أشرفت على الحالة: «كان العمل الأهم هو إعادة تأهيل الأم نفسيًا واجتماعيًا، لأنها عانت كثيرًا من نوبات القلق وضعف الثقة بالنفس». وبعد الانتهاء من الرعاية وإعادة التأهيل، جاء دور الرعاية اللاحقة لضمان عدم وقوعها وطفليها في دوامة العنف من جديد، فتقدم المركز بطلب الحصول على دعم مالي من إدارة الشؤون الاجتماعية الحكومية نيابة عنهم، وساعدهم في الحصول على منزل مجهز بالكامل يعينهم على العيش بكرامة، كي ينسوا سنوات العذاب واليأس، ويفتحوا صفحة جديدة. احترام خصوصية الشعائر ولتسليط الضوء على أهم حقوق المقيمين في دور الإيواء، قالت الزدجالي إن المركز يهدف للمشاركة في بناء مجتمع متلاحم حاضن لأفراده، غايته تغيير نظرة المجتمع عن العنف والريادة في الرعاية والتأهيل والتمكين، وعليه، يضمن لكل مقيم جملة من الحقوق التي تصون كرامتهم، فيحترم سرية بياناتهم وخصوصيتهم وحرية ممارسة شعائرهم الدينية على اختلافها، وحقهم في قبول برامج إعادة التأهيل والتمكين أو رفضها، وتجهيز المرافق الخاصة لأصحاب الهمم، كما تتوفر لهم الخدمات بعدة لغات وعلى مدار الساعة بما يضمن المرونة والتفاني في العمل الإنساني. ومنذ أن توسعت صلاحياته للتعامل مع حالات العنف والإيذاء والاتجار بالبشر على حد سواء، استقبل مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، أكثر من 1000 مكالمة عبر الخط الساخن. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :