أعلام من بيش.. الشيخ محمد غجري يرحمه الله

  • 7/10/2022
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الشيخ محمد بن بن إبراهيم صغير غجري يرحمه من رجالات بيش الذين يشار لهم بالبنان. عرفته منذ كنت صغيرًا أدرس في الابتدائية، فقد كان عنده مزرعة وماطور (بئر ارتوازية) شمال مستشفى الأسنان وسوبرماركت النخيل وكان في بعض الأيام (البراحين) الذين يستخرجون الماء من الأبار لا يأتون فاضطر أن أذهب حتى ماطور الغجري لأعبئ جرارنا وأعود لمنزلنا. ثم لما انتقلت مدرسة بيش الابتدائية إلى مبنى المتوسطة الأولى بعد السيل الذي جاء لبيش عام 1395هـ بعد أن تهدمت المدرسة الجندلية من المطر صرنا نحن الطلاب نذهب لماطور الغجري ونشرب منه إذا كانت حنفية المدرسة لا يوجد بها ماء . كما أنه هو وأخوه الشيخ حسن من أوائل من كانت لهم مستوصفات أهلية في محافظة بيش. ولما أصبحت معلما ومرشدا طلابيا بمدرسة بيس الثانوية عرفت الشيخ محمد غجري بشكل أكبر حيث كان له أبناء يدرسون بالمدرسة الثانوية (عادل وأحمد) ويزور المدرسة يسأل عن أحوالهم ، وكوني المرشد الطلابي فقد كنت أعرف كل شيء عن طلاب المدرسة ولذلك أجلس مع الشيخ محمد وأتحاور معه . شيخ هادئ ومتفهم ويتعامل تعاملا رائعا . وفي معظم الأيام وأحوال المجتمع ألتقي به كثيرًا. يوم وفاته كتب الشيخ محمد بن يحيى بن حسن مريع شيخ قبائل الفقهاء في بيش هذا المنشور : ” عظم الله أجركم آل الغجري، بمزيد من الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة الشيخ محمد ابراهيم غجري رحمه الله عرفته وأنا صغير السن في المرحلة الابتدائية وهو برفقة والده الشيخ ابراهيم غجري رحمه الله شابًا في الخامسة والعشرين من عمره تقريبا متحركًا مع والده في البيع والشراء حيث كانت تجارة الجملة والقطاعي في المواد الغذائية كان والده رحمه الله من أصدقاء والدي الشيخ يحيى بن حسن مريع وكان والده ذو فطنة وذكاء وذو نشاط تجاري في السوق القديم الذي بجوار مسجد الاوقاف وكذلك نشاط عقاري. يقول عنه الوالد رحمه الله ذهبنا انا وابراهيم صغير غجري الى جيزان حيث كانت المواصلات معدومة إلا سيارة المساوقة خمس طن كما كان يطلق عليها تنقل اصحاب البضائع الى الاسواق قال ركبنا السيارة الى جيزان حيث كانت إحدى اصابعي به ورم وكل يوم يزداد وصلنا لدكتور في المستوصف عيادة صغيرة حكومية عرضتها عليه قال تقطع اليد كامله قال الوالد ابراهيم غجري قم ياشيخ يحي العلماء يختلفون رحنا لدكتور اخر وهم كلهم دكتورين فقط قال تقطع الاصبع قال العم ابراهيم غجري قم ياشيخ يحيى روحنا عسى الله نجد من جماعتنا احد عنده خبره. قال الوالد رجعنا البيت وارسلت لزوجة اخي ضيف الله مريع حيث كانت جريئة وشجاعة رحمها الله وقلت لها ضعي المضربة في النار والمضربة هي مخيطة الزنابيل والمشغولات الخسفية طولها حوالي ١٥ سم سميكة نوعاً ما …كنت انا واخواني صغار نشوف الموقف طلب من العمه فاطمة وهي أمرأة جريئة، أخزقي صباعي بالمضربة إذا صار لونها احمر من النار وفعلاً أمسك الوالد يده بنفسه وجابت المضربة حامية وقال لها اخزقي رأس الاصبع وعمقيها لأسفل الاصبع. وفعلاً تم ذلك وهو يقول اكملي اسطي وهكذا وعندما سحبتها خرج الصديد بقوة ارتاح الوالد جاء الشيخ ابراهيم عجري رحمه الله يزور الوالد وقال دكتورتنا أحسن من دكاترة جيزان العلماء يختلفون قال الوالد انت الذي انقذت يدي من القطع هذا والد الشيخ محمد ابراهيم غجري فكيف بالابن الذي أستقى الحكمة والخبرة والفطنة من والده كان مرافقاً باراً بوالده كما علمت حتى وفاته سار على نهج والده في التجارة والبيع والشراء. وكان من المساهمين في تنمية بيش مشاركاً دوما في مناسباتها كان له دور كبير في التبرعات بالاراضي والمساهمة وكان يقبل بأي ثمن رحمه الله لبيع الارض وبأي مكسب في البيع والشراء سهل لين طيب القلب ، لم يختلف مع أي أحد. رجل من أعيان بيش الكبار وهكذا تساقطت اوراق أولئك الرجال الاوفياء الذين لهم الباع الكبير في تنمية بيش رحم الله ابا عادل وانعم بالاب و الابناء نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وانا اليه راجعون “.

مشاركة :