لجأت عدة مدن صينية لفرض قيود جديدة لاحتواء انتشار كوفيد-19 بما يتراوح بين تعطيل الأعمال التجارية إلى الإغلاق الكامل في الوقت الذي تستعد فيه مدينة شنغهاي لإجراء حملة فحص جماعي أخرى بعد رصد المتغير الفرعي بي.إيه.5 من المتحور أوميكرون. ولا تزال الصين تلتزم بسياستها “صفر كوفيد” التي تقضي بالعمل على القضاء على جميع حالات تفشي المرض على الفور وواصلت السلطات المحلية فرض قيود صارمة على الرغم من انخفاض عدد الحالات في وقت أصبحت فيه معظم دول العالم تتعايش مع الفيروس. وقالت الحكومة المركزية إن القيود يجب أن تكون مركزة قدر الإمكان للحد من الأضرار التي تلحقها بثاني أكبر اقتصاد في العالم، وذلك في أعقاب اضطرابات كبيرة هذا العام أعاقت سلاسل التوريد العالمية وأضرت بالتجارة الدولية. وقال مسؤولو الصحة إن المتغير بي.إيه.5 شديد العدوى، والذي أدى انتشاره بالفعل إلى تفشي المرض في العديد من البلدان خارج الصين، أظهر علامات على تمتعه بقدرة أكبر على مراوغة تفاعلات الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات، وذلك مقارنة ببعض المتغيرات الفرعية الأخرى من أوميكرون. وطلبت شنغهاي، المركز التجاري والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الصين، من السكان في عدة مناطق الخضوع لفحصين في إطار جولة أخرى من الفحوص الجماعية من الثلاثاء إلى الخميس، على غرار ما حدث الأسبوع الماضي. ويخضع سكان المدينة للفحوص بالفعل كل بضعة أيام حتى يتسنى لهم دخول مختلف الأماكن وكذلك استخدام وسائل النقل العام. وازدادت الأعداد اليومية للإصابات المنقولة محليا في شنغهاي إلى عدة عشرات منذ الخامس من يوليو تموز، ارتفاعا من أرقام أقل من أصابع اليدين في وقت سابق من هذا الشهر، لكنها لا تزال ضئيلة وفقا للمعايير العالمية. وكانت معظم الحالات الأخيرة لدى أشخاص يتواجدون بالفعل في الحجر الصحي. وفي إقليم خنان بوسط البلاد، أغلقت بلدة تشينيانغ بالكامل تقريبا اعتبارا من يوم الأحد، مع السماح لشخص واحد من كل أسرة بالخروج كل يومين لشراء البقالة. وفي بعض المناطق، طُلب من الناس عدم مغادرة منازلهم على الإطلاق. وتخضع أربع مناطق رئيسية في مدينة لانتشو الشمالية الغربية في إقليم قانسو ومدينتي دانزوو‭‭ ‬‬وهايكو في إقليم هاينان لقيود مؤقتة لعدة أيام مع إغلاق الأماكن الترفيهية والثقافية. وتؤثر القيود على حوالي ستة ملايين شخص في المدن الثلاث.