قالت مراسلتنا في باريس يجري اليوم التصويت على سحب أو حجب الثقة عن الحكومة الفرنسية الحالية برئاسة إليزابيث بورن والتي تشكلت بعد تداولات عدة وتضم التيار الوسطي المقرب من المعسكر الرئاسي، لكن في ذات الوقت لا تضم شخصيات بارزة سواء من اليسار الفرنسي أو اليمين التقليدي أو اليمين المتشدد. وأوضحت مراسلتنا أن هناك رغبة لدى نواب الكتل التي حازت على مقاعد في البرلمان مثل الاشتراكيين واليمين أن يكون لديهم دور أكبر للمعارضة داخل البرلمان، عن طريق التصويت لسحب الثقة، غير أن عملية التصويت لن تكون عملية سهلة بل تحتاج لأغلبية مطلقة والمشهد السياسي يفرنسا مضطرب ولا يوجد وحدة في الصف. وذكرت أن عملية التصويت لسحب الثقة عملية واردة أو ممكنة، والتصويت سيكون عصر اليوم بتوقيت باريس، غير أن هناك تحديات كبيرة أمام الحكومة تصّعب من مهمة رئيس الوزراء مثل تراجع القدرة الشرائية و ارتفاع معدل التضخم لنسبة لم يصل إليها منذ 40 عاما بسبب ما يحدث في أوكرانيا. وأشارت إلى أنه بالرغم من ان اعتماد فرنسا على الغاز الروسي بنسبة 17% ولديها مصادر أخرى للطاقة لكن البلاد تشهد أزمة ارتفاع أسعار الكهرباء وموارد الطاقة وكلها أمور تضغط على الشارع الفرنسي وحجب أو سحب الثقة من حكومة إليزابيث بورن لا يمنع هذه التحديات الاقتصادية ، والأمر يحتاج لخطوات توافقية. وذكرت مراسلتنا أن بورن طلبت من النواب البحث عن حل توافقي لبناء الحكومة، وفيما يبدوا أن النواب ليس لديهم أي رغبة في حجب الثقة وإنما يبحثون عن أغلبية مريحة تمكن ماكرون من تمرير الإصلاحات التي توافق عليها المعارضة وإئتلاف معا الذي يقوده ماكرون، والذي يصر على حجب الثقة الشيوعيون واليسار الراديكالي واليساريون بصفة عامة. ويجري اليوم التصويت على سحب الثقة من حكومة إليزابيث بورن في الجمعية الوطنية الفرنسية، بدعوة من أحزاب المعارضة. جاء ذلك بعد وقت قصير من عرض حكومة بورن برنامجها. وذكرت بورن من قبل أنها لن تطلب تصويتًا لمنح حكومتها الثقة بعد إعلان تشكيل الحكومة. وأعلن تكتل اليساريين، والاشتراكيين، والخضر، والشيوعيين، أن خطوتهم تأتي ردًا على رفض بورن التصويت على الثقة.
مشاركة :