للمرة الأولى منذ وقوع الجريمة، التي أخفقت القوات الهولندية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة في منعها، اعتذرت هولندا لشعب سربرنيتسا. ودفن رفات 50 شخصاً من ضحايا الإبادة الجماعية التي ما زال الصرب يرفضون الاعتراف بها. قتلت القوات الصربية نحو ثمانية آلاف رجل مسلم وصبي في أسوأ إبادة تشهدها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أعربت هولندا عن "خالص اعتذارها" لشعب اليوم الإثنين (11 تموز/يوليو 2022)، وهي المرة الأولى التي تُقدم فيها البلاد على ذلك خلال سنوات منذ أخفقت القوات الهولندية في الحيلولة دون وقوع الإبادة الجماعية في البلدة البوسنية خلال حرب البلقان. وقالت وزيرة الدفاع كايسا أولونجرين خلال المراسم في بوتوتشاري "أخفق المجتمع الدولي في تقديم حماية ملائمة لشعب سربرنيتسا. وتتقاسم الحكومة الهولندية المسؤولية عن الوضع الذي حدث فيه الإخفاق. ولهذا نقدم خالص اعتذاراتنا". وكانت الحروب قد اندلعت في منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي فيما تفسخت يوغسلافيا، وتفككت في النهاية إلى نحو ست دول جديدة. ووقعت بعض أسوأ المعارك في البوسنة والهرسك حيث قاتلت القوات من العرقية الصربية القوات المسلمة وذات العرقية الكرواتية للسيطرة على الأراضي. وفي صيف 1995، كان من المفترض أن تدافع القوات الهولندية تحت قيادة الأمم المتحدة عن سكان بلدة سربرنيتسا المسلمة على الأغلب. ولكنها لم تقدم أي شكل من أشكال المقاومة في 11 تموز/يوليو من ذلك العام عندما اقتحمت القوات من العرقية الصربية المدينة تحت قيادة راتكو ملاديتش . قتلت القوات من العرقية الصربية نحو ثمانية آلاف رجل مسلم وصبي فيما اعتبر على نطاق واسع أسوأ إبادة جماعية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ووجدت محاكم الأمم المتحدة المعنية بجرائم الحرب أن ملاديتش مذنب وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، إلى جانب رادوفان كاراديتش وهو الزعيم السياسي للقوات الصربية. دفن رفات 50 من ضحايا الإبادة واليوم الاثنين حضر آلاف الأشخاص إلى جانب أقارب الضحايا مراسم دفن رفات 50 شخصاً من ضحايا الإبادة في سربرينيتسا التي ما زال الصرب وقادتهم يرفضون الاعتراف بها بعد 27 عاماً على ارتكابها. وبعد إقامة الصلاة، تم دفن رفات 50 شخصاً تم تحديد هويتهم من ضحايا المجزرة في مقابر ستحمل اسماء أصحابها لاحقاً، إلى جانب 6671 من الضحايا يرقدون في مركز بوتوكاري التذكاري. وفي السنوات الأخيرة، أصبح العثور على رفات أمراً نادراً للغاية، بينما ما زال يجري البحث عن 1200 ضحية، بحسب المعهد البوسني للمفقودين. وعملية تحديد الهوية معقدة لأنه خلال الأشهر القليلة التي أعقبت المجزرة، نبشت جثث الضحايا بجرافات ونقلت إلى مقابر جماعية أخرى للتغطية على الجريمة. وتُنظم مراسم دفن جماعية لأشخاص تم التعرف عليهم كل عام في 11 تموز/يوليو، الموافق لذكرى الاستيلاء على المدينة من قبل قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش. خ.س/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :