موسكو - الوكالات: أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مرسوما يقضي بتسريع إجراءات منح الجنسية الروسية لجميع الأوكرانيين، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ويقضي المرسوم بإعطاء «جميع مواطني أوكرانيا... الحق في تقديم طلب الحصول على جنسية الاتحاد الروسي بموجب تسهيل في الإجراءات». ويشمل هذا الإجراء جميع المواطنين الأوكرانيين، بعد أن أُقر، في مايو، تسهيل إجراءات الحصول على جواز سفر روسي لسكان منطقتي زابوريجيا وخيرسون اللتين سيطرت روسيا على جزء كبير منهما. وقالت موسكو والمسؤولون الموالون لموسكو إن هاتين المنطقتين ستصبحان جزءا من روسيا. يأتي ذلك في أعقاب سماح موسكو بتسريع إجراءات مماثلة لأهالي «جمهوريتي» دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا اللتين اعترف الكرملين باستقلالهما عن أوكرانيا. في المقابل أدانت وزارة الخارجية الأوكرانية «بشدة» القرار الروسي، معتبرة ذلك «تعديا جديدا على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها». وقالت في بيان إن «وزارة الخارجية تدين بشدة مرسوم رئيس روسيا الاتحادية»، مضيفة أن «القرار المذكور يشكل تعديا آخر على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ويتعارض مع قواعد ومبادئ القانون الدولي». ودعت أوكرانيا شركاءها إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا وتكثيف إمدادها بالأسلحة الثقيلة لمعاقبة موسكو على إصدار مرسوم المواطنة. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية هجمات في شرق أوكرانيا، وذكرت أنها دمرت مستودعا لتكنولوجيا عسكرية تلقتها أوكرانيا من الغرب في خاركيف وذخائر لعدة قاذفات صواريخ تلقتها من الولايات المتحدة في دنيبرو. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كونانشينكوف أمس بأن القصف الذي جرى مطلع الأسبوع على تشاسيف يار شرقي أوكرانيا استهدف نقطة تجمع تابعة للواءٍ عسكري أوكراني، وأكد أن الهدف كان عسكريا تماما، وتم استهدافه بأسلحة دقيقة. وقال كوناشينكوف إن «أكثر من 300» مقاتل أوكراني سقطوا في ضربة روسية قرب تشاسيف يار بدون أن يحدد تاريخ ذلك. من جانبها قالت أجهزة الطوارئ الاوكرانية ان 31 شخصا قتلوا في الضربات الروسية في تشاسيف يار. وطالت تداعيات النزاع دول غرب أوروبا في وقت بدأ عملاق الغاز الروسي غازبروم أمس أعمال صيانة روتينية تستمر أكثر من أسبوع لخط الأنابيب «نورد ستريم 1». وأبدت ألمانيا ودول أوروبيا أخرى قلقا إزاء إمدادات الطاقة عقب إعلان إيني الإيطالية وأو.إم.في النمساوية أن غازبروم ستخفض إمدادات الغاز بشكل إضافي. في هذا الوقت، ناقش بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو إمكان اتّخاذ إجراءات مشتركة ضد ليتوانيا ردا على قيود «غير قانونية» فرضتها على عبور أراضيها والتي تؤثر على جيب كالينينجراد الروسي. وكانت هذه الدولة المطلة على البلطيق قد فرضت منذ منتصف يونيو قيودا على عبور البضائع الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي إلى كالينينجراد، الجيب الروسي الواقع بين ليتوانيا وبولندا البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، ما أثار حفيظة موسكو.
مشاركة :