ألقى أفراد عائلة وأصدقاء رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي نظرة الوداع عليه الاثنين في طوكيو، بينما أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن به واصفا إياه بأنه كان «صاحب رؤية». في الأثناء، أعلن الائتلاف الحاكم في اليابان فوزه في انتخابات جرت في أجواء خيّم عليها الحزن الأحد، بعد يومين من مقتل آبي بإطلاق النار عليه خلال تجمّع انتخابي. ونقل جثمان آبي بعد ظهر الاثنين من منزل عائلته إلى معبد زوجوجي حيث سُجي لإلقاء نظرة الوداع عليه قبل جنازته الخاصة الثلاثاء. وستجري مراسم تأبين عامة له في موعد لاحق لم تقدم تفاصيل بشأنها بعد. وصل بلينكن في زيارة سريعة لم تكن مقررة لليابان بينما يقوم بجولة آسيوية، لنقل تعازي واشنطن. وسلّم رئيس الوزراء فوميو كيشيدا رسائل من الرئيس الأميركي جو بايدن موجّهة لعائلة آبي، وقال: «نحن أصدقاء. وعندما يتألم أحد الأصدقاء، يأتي الآخر لرؤيته». وأضاف أن آبي «عمل أكثر من أيّ شخص آخر للارتقاء بالعلاقة بين الولايات المتحدة واليابان»، واصفا إياه بأنه «صاحب رؤية يملك القدرة على تحقيق هذه الرؤية». وجرت الانتخابات الأحد رغم الاغتيال، بينما شدد كيشيدا على ضرورة تأكيد أن العنف لن يهزم الديمقراطية. وفاز الائتلاف الحاكم المؤلّف من الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي ينتمي إليه آبي وحليفه «كوميتو»، بأكثر من 75 من أصل المقاعد الـ125 التي جرى التصويت لتجديدها الأحد، علما أنه كان يشغل 69 مقعدا في السابق، وفق منصات إخبارية وطنية. وكان الفوز متوقعا قبل الاغتيال. وينتمي الحزبان إلى ما باتت حاليا غالبية عظمى من الثلثين مستعدّة لتعديل دستور البلاد السلميّ. ولطالما سعى آبي لهذا التعديل من أجل الاعتراف بجيش البلاد وتعزيزه. وقال كيشيدا للصحافيين الاثنين: إن المقاعد التي فاز بها الائتلاف تمثّل فرصة لـ«حماية اليابان» واستكمال تحقيق إنجازات آبي الذي قالت وسائل إعلام يابانية إنه سيُقلد أرفع وسام في البلاد. لكن نسبة المشاركة في الانتخابات ارتفعت بشكل ضئيل وما زالت تعد منخفضة وبلغت 52 في المئة، بحسب تقارير. وانتُخب عدد قياسي من المرشّحات بلغ 35 امرأة، كما فاز بعض المرشّحين الخارجين عن المألوف لأول مرة، ينتمي أحدهم إلى حزب مناهض للقاحات. وآبي متحدر من أسرة معروفة في عالم السياسة وكان أصغر رئيس وزراء سنا في البلاد بعد الحرب لدى توليه السلطة أول مرة عام 2006 عندما كان يبلغ 52 عاما.
مشاركة :